الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> إلى سيدة تصطنع الهدوء >>
قصائدنزار قباني
إلى سيدة تصطنع الهدوء
نزار قباني
- خُذي وَقْتَكِ، يا سيدتي العزيزَهْ
- فلا أحدَ يُرغمُكِ على الإدلاء باعترافاتٍ كاذبَهْ
- ولا أحدَ يُريدُ منكِ أن تفعلي الحبَّ..
- تحت تأثير الخمرة.. أو المُخدِّرْ.
- كما لو كنتِ تخلعينَ أحدَ أضراسِكْ..
- لستِ مُضطرةً للتَبَرُّع بنِصْفِ فَمِكْ..
- أو نصفِ يدِكْ..
- فلا الشفاهُ قابلةٌ للقِسْمَهْ..
- ولا الأنوثةُ قابلةٌ للقِسْمَهْ..
- هذا هو الموقفُ يا سيّدتي..
- فلا تخاطبيني وأنتِ مُضْطَجعةٌ على سريركِ الملكيّْ
- فآخرُ اهتماماتي.. سَنْدُ خاصِرَةِ المَلِكاتْ..
- وقراءةُ شعري..
- في مجالسِ الملكاتْ..
- 2
- خُذِي الوقْتَ الذي تستغرقُهُ اللؤلؤةُ لتتشكَّلْ.
- والسُنُونوَّةُ لتصنعَ بجناحيها صيفاً..
- خُذِي الوقْتَ الذي يستغرقُهُ النهدْ..
- ليصبحَ حصاناً أبيضْ..
- خذي الأزْمِنَةَ التي ذَهَبَتْ..
- والأزْمِنَةَ التي سوف تأتي..
- فالمسافةُ طويلَهْ..
- بين آخر النبيذ.. وأوَّلِ الكِتابَهْ
- وأنا لستُ مستعجلاً عليكِ..
- أو على الشِّعْرْ..
- فالعيونُ الجميلةُ غير قابلةٍ للاغتصابْ..
- والكلماتُ الجميلةُ غيرُ قابلةٍ للاغتصابْ..
- والذين لهمْ خبرةٌ بشؤون البحرْ..
- يعرفونَ أنَّ السُفُنَ الذكيّةَ لا تستعجلُ الوصول..
- وان السواحلَ هي شيخوخةُ المراكبْ..
- 3
- خُذِي وَقْتَكِ..
- أيّتُها السيّدةُ التي تصطنعُ الهدوءْ
- إنني لا أُطالبُكِ بارتجالِ العواطفْ..
- فلا أحدَ يستطيع تفجيرَ ماء الينابيعْ
- ولا أحدَ يستطيع رَشْوَةَ البَرق والرعدْ..
- ولا أحدَ يستطيعُ إكراهَ قصيدةٍ
- على النوم مع شاعرٍ لا تُريدُهْ..
- 4
- خُذي وقْتَكِ.. أيّتها الهوائيَّةُ الأطوارْ..
- يا امرأةَ التحوُّلات، والطقْسِ الذي لا يستقِرْ
- أيتها المسافرةُ بين القُطبِ.. وخَطِّ الإستواءْ
- بين انفجارات الشِعْر.. ورَمَادِ الكلام اليوميّْ
- خُذي وَقْتَكِ..
- خُذي وَقْتَكِ..
- إن نارَ الحطب لا تزال في أوّلها..
- ونارَ القصيدة لا تزال في أوّلِها..
- وأنا لستُ مستعجلاً على انشقاق البحرْ..
- وذوبان الثلوج.. على مرتفعات نهديْكْ..
- إنني لا أطالبُكِ بإحراق سُفُنِكْ..
- والتخلّي عن مملكتك.. وحاشيتكْ.. وامتيازاتِك الطَبَقيَّهْ..
- لا أطالبُكِ بأن تركبي معي فَرَسَ الجنونْ..
- فالجنونُ هو موهبةُ الفقراء وحدَهمْ..
- والشعراء وحْدَهم..
- وأنتِ تريدينَ أن تحتفظي بتاج الملِكاتْ..
- لا بتاج الكلماتْ..
- أنتِ امرأةُ العقل الذي يحسب حساباً لكلّ شيءْ
- وأنا رجُلُ الشِعْر الذي لا يُقيم حساباً لأيِّ شيءْ..
المزيد...
العصور الأدبيه