قصائدمحمد حسن علوان



فوبيا
محمد حسن علوان



  • مرَّت

  • كطوقٍ من الأمنياتِ

  • على رسغ روحي،

  • وذاكرتي صائغٌ أشيبٌ

  • لا يموتُ ،

  • ضحكتُ ! ،

  • وكان الليل يشمٌّ الأرضَ ،

  • كطفلٍ يحبو !

  • هذي المرأةُ

  • مازالت تسكن مثل الرعشةِ

  • في تجويف الأعصابِ ،

  • وكادت أن تجعلني أحزنْ !

  • كادت أن تجعلني ..

  • أحزن !!

  • وأنا منذ سنينٍ

  • أبلعُ حبّاتِ النسيانِ ،

  • ويؤذيني

  • هذا الغثيانُ اليوميّ ،

  • وهذا البلعُ الصعبُ !

  • لكن أ ُشفى ..

  • والقلب الأعرجُ يمشي منذ شهورٍ

  • فوق امرأةٍ أخرى ..

  • والرجفةُ حين توقفتُ على صورتها

  • مصدرها بعض شظايا الحلم المكسورِ

  • وليس الحبُّ !!

  • أضحكُ حين أراها

  • تقفز من جوف الصورةِ ..

  • تبحث عن جذوة شوقٍ

  • في ماضينا ..

  • راحت

  • تخبو ..

  • تخبو ..

  • تخبو ..

  • * * * * * * * *

  • هذي الصورة كانت تجلس

  • فيها مثل ملاكٍ يتدلى من

  • من غصن النور ..

  • ويسقطُ في خفرٍ ..

  • وجمالٍ ..

  • وجلالْ !

  • كادت أن تجعلني أحزنْ !

  • هذي الصورة تتأملني

  • فيها كحصانٍ مكسورِ

  • الساقين ، ومنغمسٍ

  • في الضجة ..

  • والفوضى ..

  • وهوان اللهفة .. والترحالْ !

  • هذي الصورة تتملَّقني

  • كي أتذكَّر عهدَ الدانوب

  • المزرقِّ ..

  • ودقَّاتِ اللغةِ الضوئية !

  • هذي تسألني بعض الدمعِ ،

  • وبعض الفهمِ ،

  • وبعض الحُلمِ ،

  • وأشعر أني أتفاوضُ

  • مع حزنٍ .. محتالْ !

  • هذي الصورة تشكو فيها

  • أن البرد أغار على الشفتينْ

  • وأنَّ الجسم البلوريِّ المتشكِّلِ

  • من نسغ الجناتِ

  • تدمَّر من حملينْ !

  • هذي الصورة تخدشُ فيها

  • صمتي ..

  • تكشفُ عن نهدين من البابَوْنَجِ

  • كانا .. قُوْتي !

  • تكشفُ عن بطنٍ مهجورٍ

  • غابت عنه مياهي ..

  • فاستنقعَ ..

  • صار مليئاً بالأقزامِ ..

  • وبالأوحالْ !

  • ها هي تبكي ..

  • تقذفُ أحطاباً بلَّلها النسيانُ

  • على مجمرةٍ كانت دفءَ العمرِ

  • وصارت تخبو ..

  • تخبو ..

  • تخبو !

  • * * * * * * * *

  • وَقَفت مثل السهم الناريِّ

  • على حافَّةِ وجعي !

  • يخرجُ من صورتها ذاك

  • الحسن السامُّ ،

  • وتلك النظراتُ الكيميائية !

  • كم عشتُ سنيناً لا أتحمل

  • هذا الألبومْ !

  • فوبيا التذكار المحمومْ !

  • كم عشتُ سنيناً لا أتحمل

  • حتى أسماءً تشبهها ..

  • أو طرقاتٍ كنا في الخفية

  • نسلكها ..

  • ونسافر عكس الكونْ

  • بشرتها البيضاء تجوبُ

  • عيوني مثل الغازِ ..

  • وتخرج من شريانٍ ..

  • نحو الثاني ..

  • نحو الثالث ..

  • نحو الأوجاع المنسية !

  • كادت أن تجعلني أحزن !

  • وأنا أتظاهر أني مشغولٌ

  • بالأوراقِ ..

  • وهذي الأوراق رأتني

  • أدفن طفل حنيني عمداً

  • في الأعمال الروتينية !

  • أفتح أغنيةً صاخبةً ،

  • وأغافل حزني في دهليز الضوضاء

  • ليَفقدني ..

  • أخلقُ فوضى ..

  • أشربُ كولا ..

  • أنفخُ في العلكِ

  • وأصنعُ بالوناتٍٍ عشوائية !

  • أفصلُ عن ذاكرتي التيَّار ،

  • وأقطع ذاك الضوء الغوغائي

  • المجنون ..

  • وأتركه ..

  • يخبو ..

  • يخبو

  • * * * * * * * *

  • في مظروفٍ أبيضَ

  • راحت خصلتها تتهالك

  • كي تفتح جرحي ..

  • تلقي أسوَدَها في وجهي ..

  • تصرخ .. خذني !

  • كادت أن تجعلني أحزنْ !

  • وأنا أتذكر كم دائرةً

  • رسمتها هذي الخصلات

  • بحضني !

  • ماذا تفعل هذي الخصلة

  • بعد رحيل الخصلاتِ الأخرى !

  • هذا تفريطٌ ..

  • إهمالٌ ..

  • تخريبْ !

  • هذا إمعانٌ في التعذيبْ !

  • هذي الخصلة لا يمكن

  • أن تبقى حتى تفسد

  • أخلاق يديَّ ،

  • وتغوي فتياتِ الجفنِ !

  • سترحل في حوض النسيانِ

  • إليها !

  • وستبصر في الرحلة شيئاً

  • من تاريخ هواني !

  • وسأغلق أدراجي ..

  • في صمتٍ لا يشبهه صمتٌ آخرْ

  • وستخبو المرأةُ..

  • تخبو ..

  • تخبو ..



أعمال أخرى محمد حسن علوان



المزيد...

العصور الأدبيه



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط