قصائدمحمد حسن علوان



عزاءٌ.. إلى مواطن حزين !
محمد حسن علوان



  • 1

  • لا شيء يجديكَ !،

  • يا أيها المُستَفَزُّ بكل التفاصيل،

  • فاجمع خيوط التضاريسِ،

  • .

  • .

  • وارحلْ

  • وخذ حفنةً من شآبيب ضوءكَ،

  • تبصرْ بها كلّ ما في السماءِ من الغيبِ،

  • واتبع خطوط يديكَ فقط!،

  • ستهديكَ خيراً من الأمنياتِ الكفيفةِ،

  • والحُلُمِ الخشبيّ المعطّلْ

  • واكْتب لأمكَ:

  • ((يا أمِّ.. ما زال في الظهر بعض الكلام الرشيق،

  • وفي القلب سطران لم يُكتبا بعدُ،

  • لكن بلادي تجوعُ،

  • وسنبلتي موقفٌ.. لا يُؤجَّلْ !

  • وعنديْ مآذنُ تخرج من فتحة الصدر طوعاً،

  • وعنديَ منطقةٌ لا يُراهِنُ قومي على خصبها،

  • وفي كلماتي..

  • قوافلُ حاجٍّ أخيرٍ

  • تململ في حجه..

  • وتعجّلْ !))

  • 2

  • يُحبُّكَ ربكَ حين تمدُّ يديكَ رحيلاً،

  • وتُعْلنُ بين البيوتِ القديمة

  • حكمته في احتسابِ المسافاتِ بين الحقائقِ،

  • حتى تظلّ الحوانيتُ مفتوحةً.. للصلاةِ،

  • وتبقى الحكاياتُ.. أطولْ

  • يحبكَ جداً..

  • إذا ما رآك تُرتب مثل الحقائبِ

  • كلَّ البكاء الذي يتناسلُ في سفح قلبكَ،

  • جيلاً.. فجيلْ

  • وحين تجغرفُ كل قبائل حزنكَ

  • من بعد ذلك،

  • في دفتر واحدٍ للرحيلْ..!

  • يحبكِ حين تغني: وداعاً..

  • بحنجرة الأنبياءِ،

  • وحين تلوِّحُ من خلفِ ظهركَ عياً،

  • كأنك تعرف أن المدينة لن تتداعى،

  • ولن تتحمّلْ

  • لماذا ستشتاقُ؟،

  • حتى دماؤك كانت تضخ جنوباً،

  • وحتى يمينكَ كانت تعد الثقوبَ

  • وتحفر في رئتيكَ.. كمعولْ

  • ولا شيء في الخلفِ

  • إلا رميمُ الشيوخ الثقاتِ،

  • جنون الملوكِ،

  • وخردلةٌ من نُعاسٍ،

  • و..

  • دُمّلْ !

  • 3

  • وقبل الخلاص..

  • تصير النفاياتُ أكبر حجماً !،

  • وصدركَ ممتلئٌ بغبار الصحاري،

  • وما خلّفته الأناشيد في ضجّة العقل

  • من لَغطٍ..

  • فاحشٍ..

  • وطويلْ..!

  • وتصبح أعناقهم قاسماً

  • بين ما ابتلعَتْهُ قديماً من العمر،

  • والشجبُ،

  • يقطر من إفكهم

  • كصديد الصهيلْ !

  • قلْ، أيها العائل المستقيلْ:

  • ((لا أنتُمُ الآن قومي،

  • ولا تشهدون على ما ترسّب

  • في الروح من سقمكم،

  • كذّبتكم يدي، حين خطّت على الرمل خارطةً

  • نصفها.. مستحيلْ !

  • كذّبتكم يدي..

  • حين حدّثني الورق العربيُّ

  • وحين بكينا معاً في الفراغ،

  • وخيّم في الروح حبرٌ ثقيلْ !

  • كذَّبتكم يدي!،

  • أيها الأبعدون عن الله،

  • ردوا عليّ الذي قد سرقتم من الشمس في عهدتي!،

  • والكلام الجليلْ..

  • ردوا السهاد الذي مات في آخر الصدغ

  • مقترعاً بين همّين في بقعة الظن،

  • أيهما سيسيلْ !

  • ردوا اليقين الذي قرّحته أباطيلكم،

  • وخذوا كل أشيائكم،

  • لا أريد النساءَ،

  • ولا الأولياءَ،

  • ولستُ أريد غثاء العجائز،

  • أو كذبة الرمل،

  • أو ترهاتِ النخيلْ !

  • أنا وطني حيث تنبتُ لعناتكم

  • فرحاً في أساريرهمْ،

  • حيث لا يشتري الناس وجهي،

  • ولا يكسبون الدنانير من سَجَداتي،

  • إذا عدّني في العديد..

  • القليل !

  • لا أنتُمُ الآن قومي،

  • ولا تفهمون كلامي،

  • لا..

  • تفهمون..

  • كلامي..

  • .

  • .

  • فخلّوا السبيلْ!))

  • 4

  • لا شيء يجديكَ،

  • فاشنق ضحاياكَ..

  • من أول المارقين على قسماتِ الرصيفِ،

  • إلى آخر المنحنى العصبيّ،

  • فلا شيء يثمر.. إلا الخطيئة!

  • وبعض السكوت مراجعةٌ لاحتمال السقوط

  • وبعض الوقوف معادلةٌ في اقتصاد الشوارعْ

  • أعلم هذا..

  • وأعلم أنك تخسر كل الخشوع النبيل،

  • وكل الطريق المضارعْ!

  • حذاؤكَ ما زال يمشي،

  • تحرك!،

  • غداً سوف يضمُرُ حتى الحذاءُ،

  • وتبلعكَ الأرض قبل انفصامكَ عنها،

  • وكلُّ ظهيرة شكٍ تمرُّ

  • تزيدُ حموضة عينيكَ شبراً من الوهمِ،

  • والحلقاتُ التي كنتَ ربيتَها منذ عامين

  • تنمو..

  • سؤالاً..

  • سؤالاً..

  • وتخنق في شفتيك المشيئة!

  • ومهما تسربتَ من حشرجاتِ المكان

  • تظلَّ غريباً بحلمكَ !،

  • مضطهدٌ أنت عند عبور السواقي،

  • ومازلتَ تتعب حتى تكون جديراً

  • برائحة الأرضِ

  • أو.. لا تكونْ !

  • يتاجر فيكَ الهواءُ

  • كمروحةٍ لا تليقُ،

  • ويرحلُ عنك الكلامُ

  • كعرّافةٍ..

  • ثقبتها الظنونْ !

  • من أنتَ لو لم ترمِّمْكَ بضعُ ملامحَ

  • زوَّرها القدماءْ

  • ومن أنت لو لم تكوِّنكَ بضعُ خرائطَ

  • حرّفها الأغبياءْ

  • ومن أنت لو لم تصغ ذكرياتكَ

  • بضع حكايا تخيطكَ من أخمص الأمس حتى النهاياتِ..

  • ألّفها.. نفرٌ .. مُبْهَمونْ !

  • عرِّف بنفسكَ،

  • إن كنت ترفض هذي الخرافةَ،

  • أو كنت تأبى عبور الرميم على أفقكَ اللاإراديّ،

  • أو..

  • ستظلُّ إلى آخر الوهم تمضغ نعل البخاري،

  • وتمتصُّ عظم ابن حنبلْ!

  • عرِّف بنفسكَ،

  • فالزائفون تولوا من البدء طمسَ الهوياتِ عمداً،

  • وما زال منهم إلى الآن من يتولى ختان العقول التي

  • تتمادى..

  • فتسألْ !

  • ستمشي رويداً كما يحقنُ الليل نطفته

  • في ذراع السماء فتهمي..

  • ظلاماً خديجاً..

  • تجبُّ قواميسَه الكائناتُ،

  • ويحتلُّ شطرنجه الخائنونْ !

  • فكن طيباً حين تمشي إلى الخلف،

  • كن طيباً في البكاءِ،

  • فلا شيء يجديكَ حتى احترافُ السبابِ

  • وركلُ الحجارةِ، كالطفل، في طرقات الحنقْ

  • سيُخبركَ الأمسُ بعد انتظارٍ طويلٍ

  • بأنكَ دون خيارٍ،

  • تقاعدتَ من سُلّم الأمل الأبجدي أخيراً،

  • أخيراً..

  • كما يفعل الإخوة اليائسونْ !

  • رمادُك يُعلنُ في الطرقاتِ غيابكَ،

  • لا شيء في دفتر الأرض يسقُطُ سهواً.. سواكَ،

  • فغرغر بماء النهاية حلقاً تجرِّحه

  • اللعناتُ الثقيلة كل صباحٍ..

  • ولا تفتعل غضباً ليس يفهم معناه غيركَ،

  • لا أنت تعرف ما يكتب الحزن منكَ،

  • وما يمسح الله بعد قرونْ !

  • لا شيء يجديك يا رجل التعب الأزلي،

  • فحنّط بقايا السعادةِ،

  • ماذا تريدُ،

  • إذا كان حتى الكلام مع الله

  • قنَّنَه الأوصياءُ على الخلق من البدء،

  • .

  • .

  • حتى الكلام !!!

  • 5

  • لا شيء يجديكَ،

  • فاطوِ بساطك هذا اليجادل

  • منذ قرونٍ رياح التعاسة،

  • وارحل بعيداً..

  • كما يرحلونْ

  • قد كنتَ تعلَمُ منذ وُلدت بمن

  • سرقوا في الضلالاتِ أقلام ربكَ،

  • والزائفين الذين،

  • على مهلهم،

  • خربشوا فوق دينكْ !

  • ها أنتَ.. أنتَ

  • يصلي بك الحزنُ عكس اتجاه الأمانِ،

  • ولم تفهم الدرس بعدُ،

  • ولن يفهم الشيخُ شيئاً،

  • ولن يفهم السادة.. الشاهقون!

  • عزائي لوجهكَ حين تقلبه

  • في السماءِ،

  • وتبحثُ في الأفق عن قِبلةٍ لم

  • تشوِّه مداها أحاديثُ

  • أحدثها الكاذبونْ !

  • ومسجدكَ: الأرضُ،

  • لم يبق في رحبها طاهرٌ

  • للسجود..

  • سوى ما يباركه الشرذمُ الآثمونْ !

  • عزائي لمصحفكَ القرشيّ

  • إذا أوّلته الصحاري!،

  • عزائي له..

  • حين لم يبق في الأرض حلمٌ

  • عصيٌّ على الموتِ.. إلا وأصبح كافرْ !

  • فالطير حين يحطُّ على شاهد القبر.. كافرْ

  • والحب حين يصلي بمحراب قلبكَ.. كافرْ

  • وجارك.. كافرْ !

  • عزائي لروحكَ حين يمزِّقها

  • الشيخ بعد صلاة العشاءِ،

  • ويأكلُ من نورها القانتونْ !

  • لحزنكَ حين تقلِّبُ عينيكَ

  • في وطنٍ ساذجٍ

  • لم يمارس من الرأي

  • إلا نكاح المرايا..

  • وقدحَ الظنونْ !

  • عزائي لكَ الآن،

  • بعد احتقان الحقيقة في مقلتيكَ،

  • وأردتكَ أعمى..

  • كأن الحقائق تركض عكس مفاهيمها،

  • والذي عشتَ تقرأه

  • طول عمركَ،

  • من كلماتِ الحقيقة..

  • غيرَ الكلام الذي يقرأونْ !

  • عزائي لكَ الآنَ،

  • فيما قرأتَ..

  • وفيما كتبتَ..

  • يعوِّضُكَ الله، قبل مماتكَ،

  • دمعاً غزيراً..

  • فقط!،

  • يليقُ.. بتلك.. العيونْ



أعمال أخرى محمد حسن علوان



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك