الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد الماغوط >> جنازة النسر >>
قصائدمحمد الماغوط
- أظنُّها من الوطن
- هذه السحابةُ المقبلةُ كعينين مسيحيتين ،
- أظنُّها من دمشق
- هذه الطفلةُ المقرونةُ الحواجب
- هذه العيونُ الأكثر صفاءً
- من نيرانٍ زرقاءَ بين السفن .
- أيها الحزن .. يا سيفيَ الطويل المجعَّد
- الرصيفُ الحاملُ طفله الأشقر
- يسأل عن وردةٍ أو أسير ،
- عن سفينةٍ وغيمة من الوطن ...
- والكلمات الحرّة تكتسحني كالطاعون
- لا امرأةَ لي ولا عقيده
- لا مقهى ولا شتاء
- ضمني بقوة يا لبنان
- أحبُّكَ أكثر من التبغِ والحدائق
- أكثر من جنديٍّ عاري الفخذين
- يشعلُ لفافته بين الأنقاض
- ان ملايين السنين الدمويه
- تقف ذليلةً أمام الحانات
- كجيوشٍ حزينةٍ تجلس القرفصاء
- ثمانية شهور
- وأنا ألمسُ تجاعيد الأرضِ والليل
- أسمع رنينَ المركبة الذليله
- والثلجَ يتراكمُ على معطفي وحواجبي
- فالترابُ حزين ، والألمُ يومضُ كالنسر
- لا نجومَ فوق التلال
- التثاؤب هو مركبتي المطهمةُ ، وترسي الصغيره
- والأحلام ، كنيستي وشارعي
- بها استلقي على الملكاتِ والجواري
- وأسيرُ حزيناً في أواخر الليل .
المزيد...
العصور الأدبيه