الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد الماغوط >> الخطوات الذهبية >>
قصائدمحمد الماغوط
- قابلةٌ للموتِ تلك الجباه السكَريه
- قابلة لأن تنشد وتبتسم
- تلك الشفاه الأكثر ليونه من العنبِ الخمري .
- من رغوة النبيذ المتأججِ على خاصرة عذراء
- قصتُها تبدأ الليله
- أو صباحَ غد
- حيث الغيومُ الشتائيةُ الحزينه
- تحمل لي رائحة أهلي وسريري
- والسهرات المضيئه بين أشجار الصنوبر .
- . . .
- آه كم أود أن أكون عبداً حقيقياً
- بلا حبٍّ ولا وطن
- لي ضفيرةٌ في مؤخرة الرأس
- وأقراطٌ لامعةٌ في أذنيّ
- أعدو وراءَ القوافل
- وأسرج الجياد في الليالي الممطره
- وعلى جلدي الأسود العاري
- يقطرُ دهنُ الاوز الأحمر
- وتنثني ركب الجواري الصغيرات
- إنني أسمعُ نواحَ أشجارٍ بعيده
- أرى جيوشا صفراء
- تجري فوق ضلوعي .
- . . .
- يقولون ، إن شعركَ ذهبيٌّ ولامعٌ أيها الحزن
- وكتفيك قويان ، كالأرصفه المستديره
- لفّني يا حبيبي
- لفني أيها الفارسُ الوثني الهزيل
- إنني أكثر حركه
- من زهرة الخوخ العاليه
- من زورقين أخضرين في عيني طفله .
- أمام المرآة أقفُ حافياً وخجولاً
- أتأملُ وجهي وأصابعي
- كنسرٍ رمادي تَعِس
- أحلم بأهلي واخوتي
- بلون عيونهم وثيابهم وجواربهم .
- . . .
- من رأى ياسمينةً فارعةً خلف أقدامي ؟
- من رأى شريطةً حمراء بين دفاتري ؟
- إنني هنا فناءٌ عميق
- وذراعٌ حديديةٌ خضراء
- تخبطُ أمام الدكانين
- والساحات الممتلئة بالنحيب واللذّه
- إنني أكثر من نجمةٍ صغيرة في الأفق
- أسير بقدمين جريحتين
- والفرحُ ينبضُ في مفاصلي
- إنني أسيرُ على قلب أُمّه .
المزيد...
العصور الأدبيه