الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد الثبيتي >> البابلي >>
قصائدمحمد الثبيتي
- * مسَّه الضرُّ هذا البعيد القريب
- المسجَّى
- باجنحة الطير
- شاخت على ساعديه الطحالب
- والنمل يأكل اجفانه ..
- .. والذبابْ
- مات ثم أنابْ .
- وعاد إلى منبع الطين معتمراً رأسهُ الأزليّ..
- تجرع كأس النبوءةِ ،
- أوقد ليلاً من الضوءِ ،
- غادر نعليه مرتحلاً في عيون المدينةِ ..
- طاف بداخلها الف عامٍ
- وأخرج أحشاءها للكلابْ .
- هوى فوق قارعة الصمتِ
- فانسحقت ركبتاهُ
- تأوّه حيناً ..
- وعاد إلى أولِ المنحنى باحثاً عن يديهْ
- تنامى بداخله الموتُ
- فاخضرّ ثوب الحياة عليهْ .
- * مسَّهُ الضُّرُّ هذا البعيد القريب المسجَّى
- باجنحة الطيرِ
- شاخت على ساعديه الطحالبُ
- والنمل يأكل اجفانه ..
- والذبابْ
- مات موت الترابْ .
- تدلَّى من الشجر المرِّ .. ثم استوى
- عند بوابة الريحِ
- اجهش :
- بوابةُ الريحِ
- بوابة الريح
- بوابة الريحِ .....
- فانبثق الماءُ من تحته غدقاً ،
- كان يسكنه عطش للثرى
- كان يسكنه عطش للقُرى
- كان بين القبور مُكِبّاً على وجههِ
- حين رفَّ على راسه شاهدان من الطير ..
- دار الزمانُ
- ودار الزمانْ
- فحطَّ على رأسه الطائرانْ .
- * مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
- باجنحة الطيرِ
- شاخت على ساعديه الطحالبُ
- والنمل يأكل اجفانهُ ..
- والذبابْ
- مات موت الترابْ
- وارتدى جبلاً
- وحذاء من النارِ
- كان الصباح بعيداً
- وكان المساء قريباً
- وبينهما صفحة من كتابْ .
- تلاها ..
- وأسقط إبهامه فوقها
- ثم تسرْبَلَ زيتونةً .. فأضاءْ
- حينها ،
- فرّ وجه المساءْ
- حينها ،
- عَرَفتهُ النساءْ .
- * مسه الضر هذا البعيد القريب المسجَّى
- باجنحة الطيرِ
- شاخت على ساعديه الطحالبُ
- والنمل يأكل اجفانه ..
- والذبابْ
- مات موت الترابْ .
- تماثل للعشق ثم شكا ورماً بين نهديهِ ..
- فاقتاده وثن عبقريٌ إلى حيثُ
- لا تُشرق الشمسُ
- بعد ثلاثٍ أتى مورقاً
- وتكوّر في ملتقى الشاطئين
- وحين تساقط من حوله الليلُ
- كان يعاني الصداعْ
- الصداعُ ...
- الصداعْ .
- دارت الشمس حول المدينةِ فانشطر البابليُّ
- وأصبح نصفين
- نصف يعب نخاع السنينِ
- وآخرُ يصنع آنية للشرابْ .
- * مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
- بأجنحة الطيرِ
- شاخت على ساعديهِ الطحالب
- والنمل يأكل اجفانهُ ..
- والذبابْ
- مات ثم أنابْ .
- مات ثم أنابْ
- مات ثم أنابْ .
المزيد...
العصور الأدبيه