الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قحطان بيرقدار >> على زَوْرَقٍ في مِيَاهِ الغُرُوب >>
قصائدقحطان بيرقدار
على زَوْرَقٍ في مِيَاهِ الغُرُوب
قحطان بيرقدار
- أَمُدُّ إليكِ
- حِبَالَ النَّشيدِ
- على زَوْرَقٍ غَائبٍ
- في الأنينْ ..
- ولا أتَمَنَّى
- سِوَى ما يَرَاهُ الخَيالُ
- وما يَصْطَفِيهِ الحَنِينْ ..
- أمامَكِ طَيْفٌ
- وظِلُّ امْتِلاءٍ
- وليسَ أمامَكِ مَنْ تُبْصِرينْ ...
- وليسَ لِوَجْهِكِ
- حينَ يُطِلُّ
- سِوى أنْ أصِيرَ شَرِيكَ البَنَفْسَجِ
- في سَعْيِهِ لِلْغِيَابِ الحزينْ ...
- *
- كأنَّ صباحَكِ لا يَجْتَبِينِيْ
- إلى شَمْسِهِ العَارِمَهْ ..
- أضِلُّ كما يَشْتَهِي الموجُ
- في الليلِ
- في جُزُرِ الوَرْدَةِ النَّائِمَهْ
- لألْمَحَ سِرْبَاً
- مِنَ القَوْلِ والمُسْتَحِيلِ
- يُعاني
- لِيَحْظَى بِمُتَّسَعٍ في المكانِ
- ويَسْكُنَ ظِلَّ وُجُودِيْ
- هُنا
- حيثُ لا وقتَ لِلْحُبِّ
- والاحْتِراقِ اللطيفِ
- على جَمْرَةٍ لِلْحَنِينِ المُخِيفِ
- إلى ما سَيَأتي مِنَ المَدِّ والجَزْرِ ..
- مُدِّي صباحَكِ
- فوقَ صَقِيعِ مَنامِي
- ِلأغْرَقَ في الصَّحْوِ
- حِينَ أُحِسُّ بِدِفْءِ الهُدَى في النَّدى ..
- لا طريقَ إلى الوَهْمِ
- حِينَ تَسِيرِينَ تحتَ عَرائِشِ رُوحِيْ
- وليسَ لِوَجْهِكِ غَيرُ امْتِثَالي
- لِسَطْوَةِ بَسْمَتِهِ الحَالِمَهْ ...
- *
- و في مَهْدِ أيلولَ
- بعدَ المساءِ
- رأيتُ القَصِيدَةَ في هَيْئَةٍ ثَانِيَهْ ..
- لها مُقْلَتانِ
- تَصُبَّانِ في الأرضِ
- ما غَيَّبَ الدَّهْرُ مِنْ حُسْنِهَا ..
- ليسَ فيها نُزُوعٌ إلى اللاوُجُودِ ..
- أصابِعُها
- كي تَرُشَّ مِنَ القَمْحِ
- أكثرَ مِنْ حَفْنَةٍ
- لِلْحَمَامِ الذي رافَقَ الأنبياءَ ..
- أصابِعُهَا
- ِلانْبِسَاطِ الخُلُودِ
- تُنَقِّلُ فيهِ خُطَاها
- وتَبْقَى على نَبْعِهِ حَانِيَهْ ..
- رأيتُ القصيدةَ
- كانتْ تَرَاني ..
- ولَمَّا تَزَلْ في الحُضُورِ تَرَاني ..
- ولم يَخْتَفِ الحُبُّ
- َمدَّتْ يَديْهَا
- لِتَمْحُوَ عَنِّيْ غُبَارَ الزَّمانِ ..
- وصِرْتُ الغِيَابَ
- وكانتْ تَرَاني ...
- *
- لها أنْ تَصُوغَكِ جِسْمَاً ورُوحَاً ..
- فلا موتَ يَدْنُو ..
- ولا خوفَ يَصْبغُ وَجْهَ الحَقِيقَةِ ..
- صَفْوٌ يَعُمُّ وُجُودَكِ فِيَّ
- وأنتِ القَرِيبَةُ مِنْ أُمْنِيَاتي ..
- تَهُبُّ رِياحُكِ طَيِّعَةً لِلشِّرَاعِ الوَحِيدِ
- على زَوْرَقِي في مِيَاهِ الغُرُوبِ
- وليسَ هُنالِكَ قَعْرٌ لِذَاتي ..
- يَظَلُّ اقْتِرَابُكِ مِثْلَ ابْتِعَادِكِ
- كُلٌّ يُعَذِّبُ
- كُلٌّ يُغَرِّبُ فِيَّ الكثيرَ
- ويَشْرَبُ مِنِّيْ زُلالَ حياتي ..
- ألَمْ تَقْرَئي ما وَراءَ اشْتِعَالِيَ
- حيثُ القصيدةُ
- عُشْبٌ طَرِيٌّ
- ويَرْوِيْهِ أنْ نَسْترِيحَ عليهِ
- مِنَ القَوْلِ و المُستَحيلِ
- ونَحْظَى بِمُتَّسَعٍ في المكانِ ؟ ..
- قَرأتُكِ في صَفَحَاتِ خَيَاليْ
- ولم أسْتَطِعْ
- أنْ أُطالِعَ وَجْهِيَ في مُقْلَتَيْكِ
- وكمْ أعْجَزَتْنِي المَعَاني ...
المزيد...
العصور الأدبيه