الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاطمة ناعوت >> البعيد >>
قصائدفاطمة ناعوت
- مكدودًا في الظهيرةِ ،
- على جبينِكَ خيطُ نُحاسْ .
- لماذا قتلتَ البحرَ إذن
- وأشبعتَ الطرقاتِ مشيًا
- إلى البعيدْ ؟
- في البلدةِ ،
- تحملُ المصباحَ في يدِكَ
- وبالأخرى
- تهَشُّ الفراشاتِ عن ضَيْعَتِكْ
- في حوزتِكْ واحدةٌ
- ويرقتانْ ،
- فيهنَّ
- خاصمتَ الشِّعرَ والمطرْ.
- لمْ تراقصِ العالمَ منذ سنينْ
- أو تخطّ قصيدةً على حائطٍ
- تدورُ وحسبُ حولَ الفراغِ
- فيعلو جدارُ الحريرِ المقعَّرُ
- شيئًا فشيئًا،
- فلماذا قتلتَ البحرَ
- وأوسعتَ الطرقاتِ إطراقًا ؟
- الوردةُ
- ماتتْ
- أبَحْتَ أحمرَها وأخضرَها ،
- وعِطرُها
- عالقٌ بين سبَّابتِكَ وإبهامِكْ
- لا يُغسَلُ
- فأنتَ لم تعبأ بالسَّهمِ المرسومِ على الطريقْ.
- كنبيلٍ قديمٍ
- يكسو النُّحاسُ ملامحَه
- جئتَ من أقصى البلدةِ تسعى
- مسارُكَ خطٌّ ثابتٌ .
- لا تلتفتْ للخلفِ .
- فالأساطيرُ حقيقةٌ
- والتماثيلُ دليلْ .
- وأنتَ غادرتَ البحرَ
- واخترتَ الطريقْ .
- مكدودًا
- عدتَ من بلدتِكْ
- تُنظِّرُ للشِّعرِ وللحُبِّ
- و امرأتُكْ
- تنتظرُ هناكَ
- خلفَ النافذةِ
- بعضَ خبزٍ … وحفنةَ ماء.
المزيد...
العصور الأدبيه