الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبدالحميد الصائح >> تقول العراق >>
قصائدعبدالحميد الصائح
- تقولٌ : " العراقْ "
- أحسّ ُارتباكَ الحواسْ
- دوارٌ وحمّى ونارْ
- فمنْ أنتَ . ماذا دهاكْ؟
- ومابي : ليختلطَ الحبُ بالحربِ
- والخمرةُ بالدمّ
- ان مرّ سمعي العراقْ؟
- تقولُ : العراقْ
- وتجهلُ أنّ الذي ينطقُ اسمَكْ
- يسميّ مجازاً به كلَّ شيء
- وأحسدُها
- أن قلباً لها كالجليدْ
- وعينين هادئتين
- فماً رائجاً لم يجفْ حينَ قالتْ " العراق "
- وأحسدُها
- لم تطلْ وجنتيها المصائبُ
- في الحربِ كانتْ تصفّفُ وردَ الحديقةْ
- ْوتُطعمُ نصفَ الرغيفِ الذي قدْ تبقّى البلابلْ
- تنظّفُ واجهة َالبيت
- وتمضي لعاداتِها كلَّ يومْ
- تقولُ : " العراق "
- وتجهلُ انّ المقابرَ تهتزُ للصوتِ
- والشمسَ تفتحُ فردوسَها في السماءْ
- وتنهضُ تلكَ الشوارعُ كلُ الشوارعِ
- قائمةً تسألُ الصوتَ : مابه ؟؟
- فتنهضُ هادئةً ... تفتحُ القلبَ
- تُخْرِجُ من نبْضِِهِ كلّ تلكَ الرسائلْ
- ملايينَ مكتوبة ًبالدماءْ
- وتقرأُ واحدةً :
- لتُحرِقَ تلكَ المحارقُ كلَّ الحقولْ
- ويلعبَ ما يلعبُ الدّمُ في ساحِنا مايُريدْ
- ويسودَّ وجهُ الخليقةْ
- ويسقطَ نجمُ الخلودْ
- وتنهشَ تلك الذئابُ الذي قد تساقط
- وتعبثَ ماتعبثُ الريحُ بالأرض
- وحدَك وحدَك
- تعيدُ الطفولة َللخلق ِثانية،ً للسؤالْ .
- ووحدَكَ وحدَكَ
- أرضعتَ لصاً حليبَكْ
- فاحرقَ ثدييكَ عندَ المساءْ
- وارضعتنا وحدَك َالليلَ حتى فُطْرنا
- على الركض ِوالحزن ِننزفُ ضوءاً وماءْ .
- وتغلقُ تلكَ الرسالةْ
- لتفتح َثانيةً
- ثم تتلو وخافقُها لامعٌ كالضوءْ
- ومازلتُ أحسدُها :
- أنّ في سرِّها كلَ ذلكْ
- وفي طبعِها كل هذا الهدوءْ
المزيد...
العصور الأدبيه