الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> ريح الشمال >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- سألت: وقد مرّت الشمأل
- تنوح وآونه تعول
- إلى أيما غاية تركضين ؟
- ألا مستقر ؟ ألا موئل؟
- وكم تعولين، وكم تصرخين،
- كعصفورة راعها الأجدل؟
- لقد طرح الغصن أوراقه
- من الذعر ، واضطرب الجدول
- وضلّ الطريق ألى عشه
- فهام على وجهه البلبل
- وغطى السّهى وجهه بالغمام
- كما يتزوى الخائف الأعزل
- وكادت تخرّ الهضاب
- وتركض قدّامك الأجبل
- أبنت الفضاء أضاق الفضاء
- فأنت ألى غيره أميل؟
- أغاظك أنّ الدجى لا يزول
- وأن الكواكب لا تأقل؟
- أتبكين آمالك الضائعات ؟
- هل الريح مثل الورى تأمل؟
- أيعدو وراءك جيش كثيف؟
- أمثلك يرهبه الجحفل؟
- وما فيك عضو ولا مفصل
- فتقطع أوصلك الأنصل
- فجاوبني عاتف في الظلام:
- غلطت فما هذه الشمأل
- ولكنها أنفس الغابرين
- تجوس الديار ولا تنزل
- فقلت: أينهض من القبور
- وفوقهم الترب والجندل؟
- أجاب الصدى ضاحكا ساخرا
- إلى كم تحار، وكم تسال؟
- وترفع عينيك نحو السماء
- وليست تبالي ولا تحفل؟
- من البحر تصعدي هذي الغيوث
- وتهطل في البحر إذ تهطل
- وفي الجوّ إن خفيت نسمة
- وفي الأرض إن نضب المنهل
- لقد كان في أمس ما قبله
- وفي غده يومك المقبل
- عجبت لباك على أوّل
- وفي الآخر النائح الأول
- هم في الشراب الذي نحستي
- وهم في الطعام الذي نأكل
- وهم في الهواء الذي حولنا
- وفي ما نقول وما نفعل
- فمن حسب العيش دنيا وأخرى
- فذا رجل عقله أحول
المزيد...
العصور الأدبيه