الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> 1916 >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- كم ، قبل هذا الجيل، ولّى جيل
- هيهات ، ليس إلى البقاء سبيل
- ضحك الشّباب من الكهول فإغرقوا
- واستيقظوا، فإذا الشّباب كهول
- نأتي ونمضي والزّمان مخلّد
- الصّبح صبح والأصيل أصيل
- حرّ وقرّ يبلسان جسومنا
- ليت الزّمان ، كما نحول، يحول
- إنّ التّحول في الجماد تقلّص
- في الحي موت؛ في النّبات ذبول
- قف بالمقابر صامتا متأملا
- كم غاب فيها صامت وسؤول
- وسل الكواكب كم رأت من قبلنا
- أمما، وكم شهد النّجوم قبيل
- تتبدّل الدّنيا تبدّل أهلها
- واللّه ليس لأمره تبديل
- يا طالعا لفت العيون طلوعه
- بعد الطّلوع ، وإن جهلت ، أفول
- عطفا ورفقا بالقلوب فإنما
- حقد القلوب على أخيك طويل
- أنظر فوجه الأرض أغير شاحب
- واسمع ! فأضوات الرّياح عويل
- ومن الحديد صواعق ، ومن العجاج
- غمائم، ومن الدّماء سهول
- ما كنت أعلم قبلما حمس الوغى
- أنّ الضّواري والأنام شكول
- يا أرض أوربّا ويا أبناءها
- في عنق من هذا الدّم المطلول؟
- في كلّ يوم منكم أو عنكم
- نبأ تجيء به الرّواة مهول
- مزّقتم أقسامكم وعهودكم
- ولقد تكون كأنّها التّنزيل
- وبعثتم الأطماع فهي جحافل
- من خلفهن جحافل وخيول
- ونشرتم الأحقاد فهي مدافع
- وقذائف وأسنّة ونصول
- لو لم تكن أضغانكم أسيافكم
- أمسى بها، مّما تسام، فلول
- علّمتم((عزريل)) في هذي الوغى
- ما كان يجهل علمه عزريل
- إن كان هذا ما يسمى عندكم
- علما، فأين الجهل والتّضليل
- إن كان هذا ما يسمى عندكم
- دنيا فأين الكفر والتّعطيل
- عودا إلى عصر البداوة ، إنّه
- عصر جميل أن يقال جميل
- قابيل، يا جدّ الورى ، نم هانئا
- كلّ امرىء في ثوبه قابيل
- لا تفخروا بعقولكم ونتاجها
- كانت لكم، قبل القتال ، عقول
- لا أنتم أنتم ولا أرباضكم
- تلك التي فيها الهناء يقيل
- لا تطلبوا بالمرهفات ذحولكم
- في نيلها بالمرهفات ذحول
- إنّ الأنام على اختلاف لغاتهم
- وصفاتهم ، لو تذكرون ، قبيل
- يا عامنا! هل فيك ثّمة مطمع
- بالسّلم هذا الشقاء يطول
- مرّت عليها حجتّان ولم تزل
- تتلو الفصول مشاهد وفصول
- لم يعشق النّاس الفناء وإنّما
- فوق البصائر والعقول سدول
- أنا إن بسمت ، وقد رأيتك مقبلا
- فكما يهشّ لعائديه عليل
- وإذا سكنت إلى الهموم فمثلما
- رضي القيود الموثق المكبول
- لا يستوي الرّجلان ، هذا قلبه
- خال وهذا قلبه ( لجهول)
- لا يخدعنّ العارفون نفوسهم
- إنّ المخادع نفسه لجهول
- في الشّرق قوم لم يسلّوا صارما
- والسّيف فوق رؤوسهم مسلول
- جهلوا ولم تجهل نفوسهم الأسى
- أشقى الأنام العارف المجهول
- أكبادهم مقروحة كجفونهم
- وزفيرهم بأنينهم موصول
- أمّا الرّجاء، وطالما عاشوا به
- فالدّمع يشهد أنّه مقتول
- واليأس موت غير أن صريعه
- يبقى، وأمّا نفسه فتزول
- ربّاه، قد بلغ الشّقاء أشدّه
- رحماك إنّ الرّاجعين قليل
- في اللّه والوطن العزيز عصابة
- نكبوا ، فذا عان وذاك قتيل
- لو لم يمت شمم النّفوس بموتهم
- ثار الشآم ، لموتهم ، والنّيل
- يا نازحين عن الشآم تذكروا
- من في الشّآم وما يليه نزول
- همّ الممالك في الجهاد ، وهمّكم
- قال تسير به الطّروس وقيل
- هبّوا؛ اعملوا لبلادكم ولنسلكم
- بئس الحياة سكينة وخمول
- لا تقبطوا الأيدي فهذا يومكم
- شرّ الورى جعد البنان بخيل
- وعد الاله المحسنين ببرّه
- وكما علمتم ، وعده تنويل
المزيد...
العصور الأدبيه