الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> أخو الورقاء >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- رسالة إلى الشاعر القروي ألقيت في الحفلة الوداعية التي أقيمت في ولاية تكساس وقد تعذر على الشاعر حضورها.
- ------------
- للّه من عبث القضاء وسخره
- بالناس والحالات والأشياء
- كم درة في التاج ألف مثلها
- في القاع لم تخرج من الظلماء
- ولكم تعثّر سميذع
- وانداحت الأطواد للجبناء
- ولكم جنى علم أربابه
- وجنى الهناء جماعة الجهلاء
- أرأيت أعجب حالة من حالنا
- أزف الرحيل ولم تفز بلقاء!
- عاشت شهورا بالرجاء قلوبنا
- وبلجظة أمست بغير رجاء
- ماتت أمانينا الحسان أجنّة
- لم تكتحل أجفانها بضياء
- فكأنها برق تألّق وانطوى
- في الليل لم تلمحه مقلة راء
- وكأننا كنا نحلّق في الفضا
- صعدا لنلمس منكب الجوزاء
- حتى إذا حان الوصول ... رمت بنا
- نكباء عانية إلى الغبراء!
- وكأن ((تكس)) وهي في هذا الحمى
- صفع ((كسانبول )) قصي ناء
- طوبى لها إن كان يعلم أهلها
- أنّ النزيل بها أخو الورقاء
- كانت مسارح ((للرعاة)) فأصبحت
- لما أتاها كعبة الشعراء
- هو بلبل عبق النبوّة في أغانيه ،
- وفيها نكهة الصهباء
- وجلال لبنان ، وقد غمر المسا
- هضباته، وانسال في الأوداء
- غنّى ، ففي النسمات ، والأوراق،
- والغدران، أعراس بلا ضوضاء
- وبكى، فشاع الحزن في الأزهار،
- والأظلال ، والألوان، والأضواء
- هو نفحة قدسية هبطت إلى
- هذا الثرى من عالم اللألاء
- لو عاد للدنيا البراق وحزته
- ما كان إلا نحوه إسرائي
- أشكو البعاد وليس لي أن أشتكي
- فسماؤه موصولة بسمائي
- ما حال بين نفوسنا ، ما حال بين جسومنا من أجبل وفضاء
- فلكم نظرت إلى الرّبى فلمحته
- في الأقحوان الخيّر المعطاء
- وسمعت ساقية تئنّ فخلتني
- لبكائه أوطانه إصغائي
- وإذا تلوح لي الجبال ذكرته
- فالشاعر القرويّ طود إباء
- من كان يحلم بالغدير فإنه
- يبدو له في كلّ قطرة ماء
- إن كنت لم أره فقد شاهدته
- بعيون أصحابي، وذاك عزائي
- ...
- أفتى القوافي كالشّواظ على
- قلوب الصّحب كالأنداء
- سارت إليك تحيتي ولو انّني
- خيرت ، كنت تحيتي ودعائي
المزيد...
العصور الأدبيه