الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> البغضاء >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- لا تبغض ((الرّوس)) لكن لا تحبّهم
- فحربنا حرب أقران لأقران
- ولا ((الفرنسيس)) ما هم بالعداة لنا
- لكنّهم غير أصحاب وإخوان
- إنّا نبادلهم والنّع منسدل
- لكنّهم بطعن ونيرانا بنيران
- وذي بيارقنا في ((الفوج)) خافقة
- وجيشنا ظافر في كلّ ميدان
- قلوبنا ليس فيها غير موجدة
- ذو الشّيب فيها وفحم الشّعز سيّان
- نهوى ونحن جموع لا عداد لها
- كواحد وكذا نقلى كإنسان
- عدوّنا واحد؛ الكلّ يعرفه
- ذاك الحسود الخبيث الماكر الشّاني
- تردّنا عنه أمواج يلوذ بها
- سميكة كالنّجيع اليابس القاني
- أرى به، وهو في الطّوفان مختبىء
- طوفان غيظ توارى خلف طوفان
- قد أصبح الماء يحميه ويمنعه
- الويل للماء منّا إنّه جان
- قفوا أمام القضاء العدل كلكم
- وليحلفنّ يمينا كل ألماني
- غليظة كالحديد الصّلب ، صارمة
- كالموت ، تبقّى لأزهار وأزان
- أن نبغض البغض لا تبلى مرائره
- ولا يقاس ولا يحصى بميزان
- وان نردّده في كلّ ناحية
- وأن نكرّره تكرير ألحان
- وأن نعلّم منّا كلّ ذي كبد
- أن يبغض القوم في سرّ وإعلان
- بغضا إلى نسلينا بالإرث منتقلا
- إلى بنيهم ومن جيل إلى ثاني
- عدوّنا واحد، الكلّ يعرفه
- ذاك الحسود الخبيث الماكر الشّاني
- إنكلترا!!
- ألا اسمعوا أيّها الألمان واعتبروا
- فأنتم أهللا ألباب وأذهان
- ... في حقل جلس الوّاد كلّم
- كمحكم العقد أو مرصوص بنيان
- وقام واحدهم والكأس في يده
- كأنّها قبس أو عين غضبان
- فقال: يا قوم ((هذا سرّ يومكم))
- ألا اشربوا ؛ إنّ اليوم سرّان
- مقالة فعلت في الجمع فعلتها
- فأصبحوا وكأنّ الواحد اثنان
- ما ضربة السّيف من ذي مرّة بطل
- ومستطير اللّظى من قلب صوّان
- ولا السّفينة في التّيار جارية
- ولا الشهاب هوى في إثر شيطان
- أمضى وأنفذ منها وهي خارجة
- من فيه كالسّهم من أحشاء مرتان
- فضاء من كان في الكأس التي ارتفعت
- ومن يريد ويعني القائل العاني؟
- إنكلترا!!
- بني بريطانيا نادوا جموعكم
- واستصرخوا الخلق من إنس ومن جان
- وابنوا المعاقل والأسوار من ذهب
- واستأجروا الجند من بيض وعبادن
- مروا أساطيلكم في البحر ترصدنا
- وترصد البحر من موج وحيتان
- تاللّه لا ذي ولا هذي تردّ يدا
- إذا رمت دكت البنيان والباني
- لا نبغض الرّوس لكن لا نحبّهم
- فحربنا حرب أقران لأقران
- ولا الفرنسيس ، ما هم بالعداة لنا
- لكنّهم غير أصحاب وإخوان
- إنّا نبادلهم والنّقع منسدل
- طعنا بطعن ونيرانا بنيران
- نأتي ويأتون والهيجاء قائمة
- بكل ماض وفتّاك وطعّان
- لكنّما في غد يرخي السّلام على
- هذي الوغى وعليهم سترنسيان
- ويمّحي كلّ بغض غير بغضكم
- فإنّه آمن من كلّ نقصان
- حقد القلوب عليكم لا يزول وإن
- زلتم وزلنا وزال العالم الفاني
- في الأرض بغضكم والماء مثلهما
- والبغض في الحرّ مثل البغض في العاني
- الكوخ يبغضكم والقصر يبغضكم
- وكلّ ذي مهجة منّا ووجدان
- نهوى ونحن جموع لا عداد لها
- كواحد وكذا نقلى كأنسان
- عدوّنا واحد؛ الكلّ يعرفه
- ذاك الحسود الخبيث الماكر الشّاني
- إنكلترا!!
المزيد...
العصور الأدبيه