الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم محمد إبراهيم >> للطيور مواعيدها >>
قصائدإبراهيم محمد إبراهيم
- للطيورِ مواعيدُها ..
- لا تُسوّفُ هذي النّوارِسُ
- حينَ يُنادي الشّتاءُ ،
- ترى الأُفقَ أجْنِحَةً
- والسواحلَ
- مُبيضّةُ الوجهِ والقلبِ
- مأمونةً ..
- حفّها الرّيشُ
- بالفرح ِ المَوْسِمِيِّ .
- يَرُشُّ على وجهِكَ الملحَ
- ماءُ الخليج ِ ،
- لتسرحَ
- في ملكوتِ البحارِ
- وأسرارِ من ركبوها
- وما رجعوا ..
- نشوةُ المشهدِ السرمدِيِّ
- تقودُكَ نحو الفناءِ
- المُعَطّرِ بالذكرياتِ .
- تُعيدُكَ طِفْلاً
- تَحَنّى إلى رُكبتيهِ
- برمل ِ الظّهيرةِ .
- تُرسِلُ عينيكَ
- بين النوارِس ِ ،
- تبحثُ عن نورس ٍ ،
- كان قبلَ ثلاثينَ عاماً ، هنا ..
- كان يبكي ..
- وكُنتَ صغيراً ،
- تؤوّلُ سِرَّ بُكاءِ النوارِسِ
- بالجوعِ .
- لم تدرِ أنّ النوارِسَ
- تبكي من العِشق ِ ،
- حتى عشِقْتَ ،
- وذُقتَ النّوى ،
- وبكيتْ .
- كنتَ طفلاً ،
- وصوتُكَ أرجوحةٌ
- تترنّحٌ في كُلّ بيتْ .
- والصبايا اللّواتي
- تسلّقتَ أحلامَهُنّ ،
- نأينَ ..
- وصِرنَ يُوارينَ أوْجُهَهُنّ
- إذا ما قرأنَ بعينيكَ
- أسماءَهُنّ ..
- كبِرنَ
- كبِرنَ
- وما زال رملُ الظهيرةِ
- بينَ أصابِعِ رِجليكَ
- يشهدُ ،
- أن النوارِسَ
- لا تخلِفُ الوعدَ
- والطّفلَ مازال يعدو ..
- تشيخُ المسافةُ ،
- والطّفلُ يعدو ..
المزيد...
العصور الأدبيه