الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم محمد إبراهيم >> عروج >>
قصائدإبراهيم محمد إبراهيم
- تمُرّين بالشمسِ
- في خِدْرِها تتثاءبُ ..
- قبل انبِعاثِ العصافيرِ من عُشّها
- في الصباحِ
- وتُلقينَ بعضَ الوُرودِ على مدفَنِ الليلِ
- ثُم تُصلّينَ رافِعةً حرَجَ المُلتقى ..
- فتُصلّي الحياةُ ..
- كأنكِ في هذه اللحظةِ المُشتهاةِ
- إمامُ المُِحبّينَ
- خلفكِ تسعى المراعي
- ويسعى الرُّعاةُ.
- مليكةَ قلبي،
- أفَقْتِ الحنينَ بهذي الضلوعِ السّقيمةِ
- فلتعذُريني
- إذا ما تبوّأتُ رُكنَ البُكاءِ القصِيّ
- وأهرقْتُ دمعي على رُكبتَيّ
- وغنّيتُ ما شاءَ لي الحُزنُ
- أو مِلتُ بالذّكرياتِ على وتَدٍ
- غابَ طائِرُهُ في البلادِ
- فمالَ على وجَعي وبكى ..
- إلى اللهِ ثُم إلى قلبِكِ المُشتكى.
- زمّليني بهذا الضّياءِ الشّفيفِ
- وسوقي إلَيّ البخورَ الصّباحِيّ
- بُثّيهِ حوليَ
- واستفتِحي بالتعاويذِ
- إنّي أُعيذُكِ مما أجِدْ.
- أفقْتِ الحنينَ
- وبَعْثَرْتِني كالسّحابةِ في الصّيفِ
- مُنفرِطاً في الهواءِ
- وقُلتِ: اتّحِدْ.
- صُويحِبتي،
- ليس بينَ الحقيقةِ والوهمِ
- إلا كمِقدارِ ما زُرتِني في المنامِ
- وأغريتِني بالعُروجِ
- إلى نجمةِ الصُّبحِ
- ثُمّ أفقتُ على عالمٍ من زبَدْ.
- صُويحِبتي،
- هاتِ كفّيكِ
- نستبِقِ الوقتَ
- نُكمِلُ مِعراجَنا
- قبلَ أن تمسَحَ الشّمسُ رسمَ الخُطى
- فنظلّ الطريقَ إلى ما تبقّى من العُمرِ
- يا عُمرِيَ المُتبَقّي بِجُعبةِ هذا الوُجودِ
- أراكَ تآكلْتَ قُدّامَ عيني،
- كشَمعِ اللّيالي الطّوالِ
- وما تعِبَ السّاهِرونْ.
- تُراكَ ستُمهِلُني قدْرَ وهمٍ جديدٍ
- أعيشُ بِهِ
- كي أنامَ
- وأصحو
- على شفتيها نشيداً
- تُردّدُهُ، كُلّما ابتسَمَ الصُّبحُ
- للكائناتِ بأنوارِهِ
- أو تجهّمَ وجهُ البلَدْ.
- أُطِلُّ بِقلبِيَ من خلفِ هذا السّياجِ
- أرى ظِلّها يتعثّرُ في الوقتِ،
- يكبو ..
- فتنزَعُ روحي إليهِ بِعُكّازِها
- ويخونُ الجسَدْ.
المزيد...
العصور الأدبيه