الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم أحمد الوافي >> وجه آخر للقصيدة >>
قصائدإبراهيم أحمد الوافي
- حينما ..تصبحُ الأرضُ غُرَّةَ أنثى ..
- يجوعُ اليتامى الصغارُ ..
- يبيعونَ قارورةَ الماءِ وقتَ الظهيرةِ
- للأثرياءِ الذينَ يَعَضُّونَ نَهْدَ المدينةِ بالمركباتْ
- وتُعْشِبُ أرصفةٌ خانها الماءُ ..
- أغْرَقَها بغسيلِ النوافذِ ..
- دمْعُ الممرَّاتِ
- حزنُ الحفاةِ العراة الذينَ ينامونَ في قلقٍ بانتظارِ الأضاحي ..
- وتنمو على شفَةِ السَّطْرِ بعضُ جراحي ..
- أجوبُ النهارَ .. وأشعلُ في البيت قنديلَ فيروز ..
- أدنو إلى شاشةِ ( النِّتِّ )
- أبحثُ عن وجْهِهَا مستديرًا ..
- يُطَوِّقُهُ شَرشَفٌ للصّلاةْ
- هي الآنَ أخرى ..تصبُّ الحليبَ لأطفالِها ..
- حين كانتْ تشرِّعُ كأسي ..
- ترجُّ الحكايا بأذكارِها حين كَانت تهزُّ برأسي ..
- هي الأنَ أنثى بلا ساحلٍ ..
- يستفزُّ النوارسَ ..
- أو شهقةٍ .. يحنقُ الملتحونَ بها ..
- حين تخطو أمامَ دكاكينِ بيع الحليِّ ..
- وأزياءِ باريسَ ...
- أنثى ..تنامُ بعيدًا .. بعيدًا ..
- عن الثلجِ والكأسِ والأغنياتِ العِذابْ
- هي الآن واقفةٌ .. دونها نصفُ بابْ ..
- أنا قامتي نخلةٌ .. كيف باللهِ
- أحني لها هامتي حين أنوي الدخولَ إليها .. بها
- يومَ أن وقَفَ الطائفونَ على بابِ ربي ..
- وما في يديْها ثوابْ ..
- ***
- هي الأرض سيدةً
- تستدير كثيرا .. تراوغ شمسَ السماءِ
- بأن تمزج الرملَ بالريحِ
- ثم يسافرُ بين أصابعِ وقتي .. وينثالُ مثلَ
- الحريرْ
- إليها القصيدةُ في مشهدٍ جاءَ قبلَ الأخيرْ
- ومن غيرُها يدركُ الآنَ أني بقلبينِ
- أولهما غائمٌ حالمٌ كبكاءِ الفقيرْ
- وثانيهما مطرٌ ساحليٌ .. تَهُبُّ به الريحُ
- تقْتَادُ فيهِ النساءَ اللواتي اغتَصَبْنَ المساءَ الضريرْ ..
- هي الأرضُ لكنها ..لم تعد تستحثُّ هطولَ القصائدِ
- حينَ استعدتُ يدي من أصابعِها ..
- عدتُ ضوءًا كسيرْ
- هي الأرضُ هاربةً من ورائي
- ومازلتُ أعدو ..
- أَعُدٌُّ العواميدَ حينَ تضيءُ بشارعنا ..
- أحمل الخبزَ للبيتِ ..
- ألثَمُ خدَّ ( وفاءٍ ) وأسرقُ لُعبتَها
- وأقولُ ( لليلى ) .. تأخَّر ( شَايَكِ ) ..
- هل زرتِ أمي الضحى ؟
- أي صنْفٍ طبخْتِ ؟
- أُحِبُّ البطاطسَ مقليَّةً
- والطماطمَ معصورةً ..
- وأحبك دفئًا وعشًّا صغيرْ..
- ***
- هي الأرض أنثى
- تمدُّ لسانَ الدقائقِ ..
- تمضي فلا أغلقُ البابَ من بعدِها
- أهيئ طاولتي للبكاءِ ..
- أرمِّمُ كرسيّها جانبًا
- وأجيءُ بتوأمهِ عندما لاتعودْ ..
- هي الأرضُ لم تستقِمْ للخلودْ ..
- هي الأرضُ .. بيضاءَ تُشبِهُ نَوْرَسةً
- فرَّخَتْ في مراكبَ بحَّارةٍ سكنوا شاطئًا
- من وراءِ الحدودْ
- هي .... الآنَ محمومةٌ بالدُّوَارِ
- مضمَّخةً بالرَّحيلِ
- تشيرُ بإصبعِها للكلامِ فيمضيْ بها
- نَحْوَ عجْز العيونِ
- وصوتِ القلوبِ التي لا تجودْ
المزيد...
العصور الأدبيه