الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم أحمد الوافي >> فاتنْ >>
قصائدإبراهيم أحمد الوافي
- تجيء من الغيب فاتنْ ..
- تطلُّ على الشرفة الشاعرةْ
- تنازع حزن السنين الطوال
- وترقد في آخر الذاكرةْ ..
- هنا حيثُ لا شيء يبدو
- ولا شيء يخفى
- وحيث يغال الطريق الطريقْ
- وحيدًا على الشرفة الحائرةْ .......
- وفي الأفْقِ سورٌ .. وفوقَ الجبينِ
- بكائيةٌ في دمي ثائرةْ
- وعينايَ لا قطعة من طريقٍ ..
- ولا هيَ في غيِّها سادرةْ
- أضمِّخُ با الريحِ وجهيْ
- أعَضُّ الملوحةَ بالشفتينِ
- وأشربُ من دمعةٍ غائرةْ ..
- ***
- كأنَّ النهارَ ..تثاءبَ
- نامَ الشعاعُ على ساعدِ البحرِ
- وانداحَ بالأفْقِ لون الغروب
- تجيء من الغيب ( فاتنْ )
- تسيلُ لقلبي لعاب التذكُّرِ
- تجتاحُ با الحزنِ كلَّ الدروبْ
- تنادي :
- احتضنِّي ..فبرد الردى في عروقي
- وما عدتُ أقوى عويل الرياحْ
- فخذني بدفئكَ وهمًا جديدًا
- وفوقَ شفاهكَ حلْمًا متاحْ
- تنااادي ..
- فتمطرني غيمةُ الحزنِ
- تصتكُّ أضلاعي المنهكاتِ
- وتلفحني نسماتُ الشحوبْ
- وحيدًا على الشرفةِ الحائرةْ
- على الدرب سرَّحتُ عيني
- تنفَّستُ من رئة العابرين
- وأشرعتُ للريحِ حلمي العتيقْ
- ولا شيء في الكونِ يبدو طليقْ
- كأنَّ المدينةَ في قبضةِ الضوءِ
- حتى العبور بقيدِ الطريقْ ..
- لا شيء في الكونِ يبدو طليقْ
- سوى بعض أحلامكَ المترفاتِ
- تناثرْنَ بالأفْقِ مثل النجومِ
- لتصبغْنَهُ كبرياءً صفيقْ
- سوى .. أنتَ
- فاتن
- وآهٍ لـ فاتنْ
- تروحُ وميضًا وتغدو بريقْ
- هنا حيثُ ظلَّ انطلاقكَ
- ما بينَ أنتَ وأنتَ
- وما بين فاتنْ وفاتنْ
- تعلَّقَ بالأفْقِ حلمٌ غريقْ
- هنا حيث لاشيء يبدو
- ولا شيء يخفى
- هنا ..حيث تستمطر الحزنَ
- تسْتحلبُ الجرحَ
- تنفُخُ بالأفْقِ
- لا شيء يغريكَ غير الشهيقْ .........
المزيد...
العصور الأدبيه