الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم أحمد الوافي >> غناء للفصول الهاربة >>
قصائدإبراهيم أحمد الوافي
- ارجِعي للمدينةِ
- إني تركتُ البساتينَ فيها
- تركتُ الرعاةَ الحفاةَ
- يسومونَ للّغو أيمانَهم
- وتركتُ الإذاعاتِ تحملُ أنباءَ حزنِ العراقِ
- وتحريرِ أنثى من الشعْرِ
- قبل انبثاق السطورْ
- تركتُ البنوكَ تنادي عليكِ
- وتسألُ عن عددِ العاملينَ بقلبي لعينيكِ
- عن رقمِ هاتفكِ الخلويّ
- وعن أسْهُمِ الصبرِ
- حين يميدُ بنا الحزنُ حتى تضيقُ الصدورْ ..
- تركتُ المدينةَ آمنةً
- جاءَها عطرُها من بلادِ الضبابِ
- ومن وشوشاتِ العبورْ
- تركتُ الشعورْ
- تركتُ صغارَ النوايا
- تفاهاتِ بعضِ المساءاتِ
- حينَ تكونُ الحقيقةُ أنثى
- وحين تكونُ الطريقةُ ( خُنثى )
- وحين تكونُ الحكاياتُ طفلاً غيورْ ..
- ارجعي للمدينةِ ..
- إني خرجتُ إلى كاهنِ الحيِّ
- بين مضاربِ صمتي
- أُعِدُّ له قهوةَ الصبحِ
- أكتبُ أسماءَ كلِّ الذينَ
- يمرونَ بالشعرِ
- ثم يزورونَ ( فاتن تي ) في بلادِ القبورْ
- ***
- الحنينُ على البابِ
- يطرقُ منكسرًا ..
- ذاكَ يومٌ أتى والمدينةُ خاويةٌ من طيورِ الصّباحْ
- القصائدُ مثل العناقيدِ
- لكنها عرضةٌ للرياحْ ..
- الجراحَ .. الجراحْ
- متى يسألُ الناسُ عن شاعرٍ
- خدَّرته الإضاءةُ ،
- واسْتعمَرتْ قلبَهُ الأغنياتُ
- وطافَ بهدأتهِ الفاتناتُ ..
- ولا يُسْتباحْ ..؟
- مضى بالسجائرِ ظلِّي
- وعدتُ وحيدًا
- تهدِّدني الذكرياتُ
- ويجتاحني البردُ
- تلوي يدي خلفَ ظهري الحكايا
- وتنتابني نوبةٌ من كفاحْ ..
- ***
- لا تفيئي إلى جبلٍ عاصمٍ
- لامفرَّ لنا الآنَ
- من أن نكونَ معا
- كي تكاثرَ فينا القصائدُ
- زوجينِ نورًا ونارْ
- مسَّكِ الضرُّ مني كثيرا
- وما كنتُ أحسب أنَّ القصيدةَ
- حين تهدهدُ أفراخَها تستثير النهارْ ..
- فقيرٌ أنا عند بابِ الظلالِ
- أغنِّي لأمسي
- متى نهرتني العيونُ انكفأتُ انكسارْ ..
- مسَّني الضرُّ .. منذ اتخذتُ
- القصيدةَ أنثى .......
- تعالي المدينةَ لاظلَّ فيها
- ترجَّلتُ حتى عن الظلِّ
- كوني كما تشتهينَ
- فلا عاصمَ الآنَ
- ماء المساءاتِ طوفانُ أحزانِنا
- والسفينةُ مخروقةُ الصدرِ
- لكننا نستفيءُ معًا .. أو نموت معًا
- فالقصائدُ .. إن نحنُ عشنا ..تكاثرُ ..
- أو نحنُ متنا .. ستبقى المدينةُ
- تذكرُنا كلما جاءَها شاعرٌ من دُوارْ
المزيد...
العصور الأدبيه