الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> حبَّذا الساحة ُ والظلُ الظليلْ >>
قصائدأحمد شوقي
حبَّذا الساحة ُ والظلُ الظليلْ
أحمد شوقي
- حبَّذا الساحة ُ والظلُ الظليلْ
- وثناءٌ في فَمِ الدارِ جميلْ
- لم تزلْ تجري به تحت الثَّرى
- لُجَّة المعروفِ والنَّيْلِ الجزيل
- صنعُ إسماعيلَ جلَّتْ يدهُ
- كلُّ بُنيانٍ على الباني دليل
- أَتُراها سُدَّة ً من بابه
- فتحتْ للخير جيلاً بعدَ جيل ؟
- ملعبُ الأيلمِ ، إلاَّ أنَّه
- ليس حظُّ الجدِّ منه بالقليل
- شهدُ الناسُ بها "عائدة ً"
- وشجى الأجيالَ من "فردي" الهديل
- وائتنفنا في ذراها دولة ً
- ركنها السؤددُ والمجدُ الأثيل
- أَينعتْ عصراً طويلاً، وأَتَى
- دونَ أن تستأنفَ العصرُ الطويل
- كم ضفرنا الغارَ في محرابها
- وعقدناه لسبّاقٍ أَصيل
- كم بدورٍ ودِّعتْ يومَ النَّوى
- وشموسٍ شيِّعتْ يومَ الرحيل
- رُبَّ عُرسٍ مَرَّ للبِرِّ بها
- ماج بالخيرِ والسمحِ المنيل
- ضحكَ الأيتامُ في ليلته
- ومشى يستروحُ البرءَ العليل
- والتقى البائسُ والنُّعمى به
- وسعى المأوى لأبناءِ السبيل
- ومن الأَرض جَدِيبٌ ونَدٍ
- ومن الدُّور جوادٌ وبخيل
- يا شباباً حنفاءً ضمهمْ
- منزلٌ ليس بمذمومِ النزيلْ
- يصرِفُ الشبان عن وِرْدِ القَذَى
- ويُنحِّيهِمْ عن المَرْعَى الوَبيل
- اذهبوا فيه وجِيئوا إخوة ً
- بعضكم خدنٌ لبعضٍ وخليل
- لا يضرنَّكمو قلَّته
- كلُّ مولودٍ وإن جلَّ ضئيل
- أَرجفتْ في أَمركم طائفة ٌ
- تبَّعُ الظنِّ عن الإنصاف ميل
- اجعلوا الصبرَ لهم حِيلَتكم
- قلَّتِ الحيلة ُ في قالَ وقيل
- أيريدون بكم أن تجمعوا
- رقَّة َ الدين إلى الخلقِ الهزيلِ ؟ !
- خَلَتِ الأَرضُ من الهَدْي، ومن
- مرشدٍ للنَّشءِ بالهديِ كفيل
- فترى الأسرة َ فوضى ، وترى
- نشأً عن سنَّة ِ البرِّ يميل
- لا تكونوا السَّيْلَ جَهْماً خَشِناً
- كلَّما عبَّ ، وكونوا السلسبيل
- ربَّ عينٍ سمحة ٍ خاشعة ٍ
- رَوَّت العُشْبَ، ولم تنسَ النخيل
- لا تماروا الناسَ فيما اعتقدوا
- كلُّ نفسٍ بكتابٍ وسبيل
- وإذا جئتم إلى ناديكمُ
- فاطرحوا خلفكمو العِبْءَ الثقيل
- هذه ليْلَتُكم في الأُوبِرا
- ليلة ُ القدرِ من الشهر النبيل
- مهرجانٌ طوَّف الهادي به
- ومشى بين يديه جبرئيل
- وتجلتْ أوجهٌ زيَّنها
- غررٌ من لمحة ِ الخير تسيل
- فكأن الليلَ بالفجرِ انجلى
- وكأن الدارَ في ظلِّ الأصيل
- أَيها الأَجوادُ لا نجزيكمُ
- لذَّة ُ الخيرِ منَ الخيرِ بديل
- رجلُ الأُمّة ِ يُرجَى عندَه
- لجليل العملِ العونُ الجليل
- إم داراً حُطتمُوها بالنَّدى
- أخذتْ عهدَ النَّدى ألاَّ تميل
المزيد...
العصور الأدبيه