الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها >>
قصائدأحمد شوقي
أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها
أحمد شوقي
- أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها
- فهل يهنِّيك شعري أم يهنِّيها ؟
- أنت البرية ، فاهنأ، وهْيَ أَنت، فمَنْ
- دعاكَ يوماً لِتهنا فهْو داعيها
- عيدُ السماءِ وعيدُ الأَرضِ بَينهما
- عيدُ الخلائِقِ قاصيها ودانيها
- فباركَ اللهُ فيها يومَ مولدها
- ويوم يرجو بها الآمالَ راجيها
- ويوم تُشرِقُ حوْل العرشِ صبيتُها
- كهالة ٍ زانتِ الدنيا دَراريها
- إنّ العناية َ لمَّا جامَلَتْ وعَدَتْ
- ألا تكفَّ وأن تترى أياديها
- بكلِّ عالٍ من الأنجالِ تحسبه
- من الفراقِدِ لو هَشَّتْ لرائيها
- يقومُ بالعهدِ عن أوفى الجدودِ به
- عن والدٍ أَبلجِ الذِّمَّاتِ عاليها
- ويأْخذُ المجدَ عن مصرٍ وصاحبها
- عنِ السَّراة ِ الأَعالي من مواليها
- الناهضين على كرسيِّ سؤددها
- والقابضين على تاجيْ معاليها
- والساهرين على النيلِ الحفيِّ بها
- وكأسها وحميَّاها وساقيها
- مولايَ، للنفسِ أن تُبدي بشائِرَها
- بما رزقتَ، وأَن تهدي تهانيها
- الشمسُ قدرهاً ، بلِ الجوزاءُ منزلة ً
- بل الثُّريَّا ، بل الدنيا وما فيها
- أُمُّ البنينَ إذا الأَوطانُ أَعْوَزَها
- مدبِّرٌ حازمٌ أو قلَّ حاميها
- منَ الإناثِ سوى أنّ الزمان لها
- عبدٌ، وأَنَّ الملا خُدّامُ ناديها
- وأنها سرُّ عباسٍ وبضعتهُ
- فهْيَ الفضيلة ُ، ما لي لا أُسمِّيها؟!
- أغزُّ يستقبلُ العصرُ السلامَ به
- وتشرقُ الأرضُ ما شاءتْ لياليها
- عالي الأَريكة ِ بين الجالسين، له
- منَ المفاخر عاليها وغاليها
- عباسُ، عِشْ لنفوسٍ أَنت طِلْبَتُها
- وأَنت كلُّ مُرادٍ من تناجيها
- تبدي الرجاءَ وتدعوهُ ليصدقها
- والله أَصدق وعداً، وهْوَ كافيها
المزيد...
العصور الأدبيه