قصائدأحمد شوقي



أنظر إلى الأقمار كيف تزولُ
أحمد شوقي



  • أنظر إلى الأقمار كيف تزولُ

  • وإلى وُجوهِ السَّعْدِ كيف تَحول

  • وإلى الجبالِ الشمِّ كيف يميلها

  • عادي الرّدى بإشارة ٍ فتميل

  • وإلى الرياح تخرُّ دون قرارها

  • صرعى عليهن الترابُ مهيل

  • وإلى النُّسور تقاصرت أعمارها

  • والعهدُ في عمر النسورِ يطول

  • في كلِّ منزلة ٍ وكل سمِيَّة

  • قمرٌ من الغُرِّ السُّماة ِ قتيل

  • يهوي القضاء بها، فما من عاصمٍ

  • هيهات! ليس من القضاءِ مُقيل

  • فتحُ السماءِ ونورُها سكنا الثرى

  • فالأَرضُ وَلْهى ، والسماءُ ثَكول

  • سِرْ في الهواءِ، ولُذ بناصية ِ السُّها

  • الموتُ يرفرفُ فيه عزرائيل

  • ولكلّ نفسٍ ساعة ٌ، مَنْ لم يَمُتْ

  • فيها عزيزاً مات وهو ذليل

  • أَإلى الحياة ِ سَكنْتَ وهْي مَصارعٌ

  • وإلى الأماني يسكنُ المسلولَ؟

  • لا تحفلنّ ببؤسها ونعيمها

  • نعمى الحياة ِ وبؤسها تضليل

  • ما بين نَضرَتِها وبين ذُبولِها

  • عمرُ الورودِ، وإنه لقليل

  • يجري من العبَراتِ حولَ حديثِه

  • ما كان من فرحٍ عليه يسيل

  • ولرُبَّ أَعراسٍ خَبَأْن مآتماً

  • كالرُّقْط في ظلِّ الرياضِ تقيل

  • يا أيها الشهداءُ، لن ينسى لكم

  • فتحٌ أَغرُّ على السماءِ جميل

  • والمجدُ في الدنيا لأَوّلِ مُبْتنٍ

  • ولمن يشيد بعده فيطيل

  • لولا نفوسٌ زُلْنَ في سُبُل العُلا

  • لم يهدِ فيها السالكين دليل

  • والناسُ باذلُ روحه، أو مالهِ

  • أَو علمِه، والآخرون فُضول

  • والنَّصْرُ غرَّتُه الطلائعُ في الوغَى

  • والتابعون من الخميس حُجول

  • كم ألف ميلٍ نحو مصرَ قطعتمُ

  • فِيم الوقوفُ ودون مصر مِيل؟

  • طوروسُ تحتكم ضئيلٌ، طرْفُه

  • لمّا طلَعتم في السحاب كَلِيل

  • ترخون للريح العنان، وإنها

  • لكمُ على طغيانها لذلول

  • إثنين إثر اثنين، لم يخطر لكم

  • أنّ المنيّة ثالثٌ وزميل

  • ومن العجائب في زمانِك أَن يَفِي

  • لك في الحياة ِ وفي الممات خليل

  • لو كان يفدّى هالكٌ لفداكمُ

  • في الجوّ نسرٌ بالحياة بَخيل

  • أيُّ الغُزاة ِ أُولِي الشهادة ِ قبلكم

  • عرضُ السماءِ ضريحهم والطول؟

  • يغدو عليكم بالتحية ِ أهلها

  • ويرفرفُ التسبيح والتهليل

  • إدريسُ فوقَ يمينهِ ريحانة ٌ

  • ويَسوعُ فوق يمينِه إكليل

  • في عالم سكانه أنفاسهم

  • طيب، وهمسُ حديثهم إنجيل

  • إني أخاف على السماء من الأذى

  • في يومِ يفسد في السماءِ الجيل

  • كانت مطهَّرة الأَديمِ، نَقِيَّة ً

  • لا آدمٌ فيها، ولا قابيل

  • يَتوجَّه العاني إلى رحماتِها

  • ويرى بها برقَ الرجاءِ عليل

  • ويُشيرُ بالرأْس المُكَلَّلِ نحوَها

  • شيخٌ، وباللحظ البريءِ بتول

  • واليومَ للشهواتِ فيها والهوى

  • سَيْلٌ، وللدَّمِ والدموعِ مسيل

  • أضحتْ ومن سفن الجواءِ طوائفٌ

  • فيها، ومن خيل الهواءِ رَعيل

  • وأزيل هيكلها المصونُ وسرُّه

  • والدهرُ للسر المصون مذيل

  • هلِعَت دِمشْقُ؛ وأَقبلَتْ في أَهلها

  • ملهوفة ً، لم تدر كيف تقول

  • مشت الشجونُ بها، وعمَّ غياطها

  • بينَ الجداولِ والعيونِ ذُبول

  • في كلِّ سهلٍ أَنة ٌ وَمناحة ٌ

  • وبكلِّ حَزْنٍ رنَّة ٌ وعويل

  • وكأَنما نُعِيَتْ أُميَّة ُ كلُّها

  • للمسجد الأُمَوِيِّ، فهْوَ طُلول

  • خضَعَتْ لكم فيه الصفوفُ، وأُزْلِفَتْ

  • لكمُ الصلاة ُ، وقربَ الترتيل

  • من كل نَعْشٍ كالثُّريّا، مَجْدُه

  • في الأَرضِ عالٍ، والسماء أَصيل

  • فيه شهيدٌ بالكتاب مكفنٌ

  • بمدامع الروحِ الأَمين غَسيل

  • أَعواده بين الرجالِ، وأَصلُه

  • بين السُّهى والمشتري محمول

  • يَمشي الجنودُ به، ولولا أَنهم

  • أولى بذاكَ مشى به جبريل

  • حتى نزلتم بُقعة ً فيها الهوى

  • من قبلُ ثاوٍ، والسماحُ نَزيل

  • عَظُمَتْ، وجلَّ ضَريحُ يوسفَ فوقَها

  • حتى كأَنّ الميْت فيه رسول

  • شعري، إذا جبتَ البحار ثلاثة ً

  • وحواكَ ظلُّ في فروقَ ظليل

  • وتداولَتْكَ عصابة ٌ عربيّة ٌ

  • بينَ المآذنِ والقِلاعِ نُزول

  • وبَلغْتَ من بابِ الخِلافة ِ سُدَّة ً

  • لستورها التَّمسيحُ والتقبيل

  • قلْ للإمام محمدٍ، ولآله

  • صبرُ العظامِ على العظيم جميل

  • تلك الخطوبُ ـ وقد حملتم شطرَها ـ

  • ناءَ الفراتُ بشطرها والنيل

  • إن تَفقِدوا الآسادَ أَو أَشبالَها

  • فالغابُ من أمثالها مأهول

  • صبراً، فأجرُ المسلمينن وأجركم

  • عند الإله، وإنه لجزيل

  • يا من خلافته الرَّضيَّة ُ عصمة ٌ

  • للحقِّ، أنت بأن يحقّ كفيل

  • والله يعلم أنّ في خلفائه

  • عدلاً يقيم الملكَ حين يميل

  • والعدلُ يَرفع للممالك حائطاً

  • لا الجيشُ يرفعه ولا الأُسطول

  • هذا مقامٌ أنت فيه محمدٌ

  • والرفقُ عند محمدٍ مأمول

  • بالله، بالإسلام، بالجرح الذي

  • ما انفكَّ في جنب الهلال يسيل

  • إلا حللتَ عن السجين وَثَاقَه

  • إنَّ الوثاق على الأسود ثقيل

  • أيقول واشٍ، أو يردِّدُ شامتٌ

  • صنديدُ برقة موثقٌ مكبول؟

  • هو من سيوفِك أَغمدُوه لريبة ٍ

  • ما كان يُغمَدُ سيفُك المسلول

  • فاذكر أميرَ المؤمنين بلاءه

  • واستبقه، إن السيوفَ قليل



أعمال أخرى أحمد شوقي



المزيد...

العصور الأدبيه

العثور على مومياء بلسان ذهبي في مصر

العثور على مومياء بلسان ذهبي في مصر



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك