الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> الدبُّ معروفٌ بسوءِ الظنِّ >>
قصائدأحمد شوقي
الدبُّ معروفٌ بسوءِ الظنِّ
أحمد شوقي
- الدبُّ معروفٌ بسوءِ الظنِّ
- فاسمعْ حديثَهُ العجيبَ عنِّي
- لمَّا استطال المُكْثَ في السَّفينهْ
- ملَّ دوامَ العيشة ِ الظنينه
- وقال: إن الموْتَ في انتظاري
- والماءُ لا شكَّ به قراري
- ثم رأى موجاً على بعدٍ علا
- فظنَّ أن في الفضاء جبلا
- فقال: لا بُدَّ من النزولِ
- وصَلْتُ، أَو لم أَحْظَ بالوُصولِ
- قد قال مَن أَدَّبَهُ اختبارُه
- السعيُ للموتِ ولا انتظاره!
- فأَسلمَ النفسَ إلى الأمواجِ
- وهْيَ مع الرياحِ في هياجِ
- فشرِبَ التعيسُ منها، فانتفَخْ
- ثم رَسا على القرارِ، ورسَخ
- وبعدَ ساعتَينِ غِيضَ الماءُ
- وأَقلَعَتْ بأَمْرِهِ السماءُ
- وكان في صاحبنا بعض الرمق
- إذ جاءَهُ الموتُ بطيئاً في الغرَقْ
- وكان في صاحبنا فوقَ الجودي
- والرَّكبُ في خيْرٍ وفي سُعودِ
- فقال: يا لجدِّي التعيسِ
- أسأت ظني بالنبي الرئيسِ!
- ما كان ضَرّني لو امتثَلتُ
- ومِثلَما قد فعلوا فعلتُ؟!
المزيد...
العصور الأدبيه