الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد شوقي >> أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟ >>
قصائدأحمد شوقي
أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟
أحمد شوقي
- أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟
- إذن أَنا أَولى بالقناع وبالخِدْر
- تتيه ، ولي حلمٌ إذا مار كبته
- رددتُ به أَمرَ الغرامِ إلى أَمري
- وما دفعي اللوامَ فيها سآمة
- ولكنّ نفسَ الحرّ أَزجرُ للحرّ
- وليلٍ كانّ الحشرَ مطلعُ فجره
- تراءَتْ دموعي فيه سابقة َ الفجر
- سريت به طيفاً لى من أحبها
- وهل بالسُّها في حُلَّة ِ السُّقمِ من نُكر
- طرقْتُ حِماها بعدَ ما هبّ أَهلُها
- أَخوضُ غِمارَ الظنِّ والنظرِ الشزْر
- فما راعني إلاَّ نساءٌ لِقينَني
- يبالِغن في زَجْري، ويُسرفن في نَهري
- يقلْن لمن أَهوى وآنَسْنَ رِيبة ً:
- نرى حالة ً بين الصَّبابة والسّحر
- إليكنّ جاراتِ الحمى عن ملامتي
- وذَرْنَ قضاءَ الله في خَلْقه يجري
- وأَحْرَجني دمعي، فلما زجرتُه
- رددتُ قلوبَ العاذِلاتِ إلى العُذْر
- فساءَلْنها: ما اسمي؟ فسمَّتْ، فجئنني
- يَقُلْنَ: أَماناً للعذارى من الشِّعر
- فقلتُ: أَخافُ الله فِيكُنَّ، إنني
- وجدتُ مقالَ الهُجْر يُزْرَى بأَن يُزْرِي
- أَخذتُ بحَظٍّ من هواها وبينها
- ومن يهو يعدلْ في الوصال وفي الهجر
- إذا لم يكن المرءِ عن عيشة ٍ غنى ً
- فلا بدّ من يُسر، ولا بد من عُسر
- ومن يَخبُرِ الدنيا ويشربْ بكأْسها
- يجدْ مُرَّها في الحلو، والحلوَ في المرّ
- ومن كان يغزو بالتَّعِلاَّت فقرَه
- فإني وجدتُ الكدَّ أقتلَ للفقر
- ومن يستعنْ في أمرهِ غير نفسه
- يَخُنْه الرفيقُ العون في المسلك الوعْر
- ومن لم يقم ستراً على عيبِ غيره
- يعِش مستباحَ العِرْضِ، مُنهَتِك السّتر
- ومن لم يجمِّل بالتواضع فضله
- يَبِنْ فضلُه عنه، ويَعْطَلْ من الفخر
المزيد...
العصور الأدبيه