الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عمرو بن قميئة >> غَشِيتُ منازلاً >>
قصائدعمرو بن قميئة
- غَشِيتُ منازلاً من آل هندٍ
- قِفاراً بُدّلت بعدي عُفيّا
- تُبينُ رمادَها ومَخطَّ نُؤْيٍ
- وأشعثَ ماثِلاً فيها ثويّاً
- فكادت من معارفها دموعي
- تُهمُّ الشأْنَ ثمَّ ذكرت حيّا
- وكان الجهلُ لو أبكاك رسمٌ
- ولستُ أُحبُّ أن أدعى سَفِيّا
- ونَدْمانٍ كريمِ الجَدّ سَمْحٍ
- صَبَحْتُ بسُحرةٍ كأساً سَبيّا
- يُحاذر أن تباكرَ عاذلاتٌ
- فيُنبأ أنّه أضحى غويّا
- فقال لنا: ألا هل من شِواء؟!
- بتعريضٍ، ولم يكْميهِ عِيّا
- فأرسلتُ الغُلامَ ولم أُلبّثْ
- إلى خيرِ البوائك تَوْهَرِيّا
- فناءتْ للقيام لغير سَوْقٍ
- وأُتبعُها جُرازاً مشرفيّا
- فظل بنعمةٍ يُسعى عليه
- وراح بها كريماً أجفليّا
- وكنتُ إذا الـهموم تضيّفتني
- قريتُ الـهمَّ أهوجَ دوسريّا
- بُويزلُ عامهِ مِردى قِذاف
- على التَّأويب لا يشكو الوُنيّا
- يُشِيحُ على الفَلاة فَيعْتليها
- وأذرعُ ما صَدَعتُ به المطيّا
- كأَنّي حين أزجُرُهُ بصوتي
- زَجَرْتُ به مُدِلاٍّ أَخْدريا
- تمهّل عانةً قد ذبَّ عنها
- يكون مَصامُه منها قَصيّا
- أطالَ الشدّ والتقريبَ حتى
- ذكرتَ به مُمَرّاً أندريّا
- بها في رَوْضةٍ شَهْري ربيع
- فسافَ لـها أديماً أَدْلصيّا
- مُشيحاً هل يرى شَبَحاً قريباً
- ويُوفي دونها العَلَم العليّا
- إذا لاقى بظاهرةٍ دَحيقاً
- أمرَّ عليهما يوماً قَسِيّا
- فلما قلّصت عنه البقايا
- وأعوزَ من مراتعه اللّويا
- أَرَنّ فصكّها صَخِب دَؤول
- يَعُبُّ على مناكبها الصَّبيّا
- فأوردها على طِمْلٍ يَمَانٍ
- يُهِلُّ إذا رأى لحماً طَرِيّاً
- لـه شريانةٌ شَغَلت يديه
- وكان على تَقَلُّدها قويَّا
- وَزُرْقٌ قد تنخّلـها لقضبٍ
- يَشُدُّ على مناصبها النَّضيّا
- تردّى بُرْأةً لما بناها
- تبوأَ مقعداً منها خَفِيّا
- فلما لم يَريْنَ كثيرَ ذُعْرٍ
- وردنَ صوادياً وِرْداً كَميّا
- فأرسلَ والمَقاتِلُ مُعْوِراتٌ
- لما لاقتْ ذُعافاً يثربيّا
- فخرَّ النّصلُ مُنعقضاً رَثيماً
- وطارَ القِدْح أشتاتاً شَظيّا
- وعضّ على أناملـه لـهفياً
- ولاقى يومه أَسَفاً وغيّا
- وراح بحِرّةٍ لَهِفاً مُصاباً
- يُنَبِّىءُ عِرسه أمراً جليّا
- فلو لُطِمتْ هناك بذات خَمْسٍ
- لكانا عندها حِتْنَيْنِ سِيّا
- وكانوا واثقينَ إذا أتاهم
- بلحمٍ إنْ صباحاً أو مُسِيّا
المزيد...
العصور الأدبيه