الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عروة ابن الورد >> ألا إن أصحاب الكنيف >>
قصائدعروة ابن الورد
- ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهم
- كما الناسِ لمّا أخصَبوا وتموّلوا
- وإنّي لمَدفوعٌ إليّ ولاؤهم
- بماوانَ، إذ نمشي، وإذ نتملمَلُ
- وإذ ما يُريحُ الحيَّ صَرماءُ جونةٌ
- ينوسُ عليها رحلُها ما يحلّل
- موقَّعةُ الصَّفقينِ، حدباء، شارفٌ
- تُقَيَّدُ أحياناً، لديهم، وتُرحَل
- عليها من الوِلدانِ ما قد رأيتُمُ
- وتمشي، بجَنبيها، أراملُ عُيَّل
- وقلتُ لـها: يا أُمَّ بيضاء، فتيةٌ
- طعامُهُمُ، من القُدورِ، المعجَّل
- مَضيغٌ من النِّيب المَسانِ ومُسخَنٌ
- من الماء، نعلوه بآخرَ من علُ
- فإنّي وإياكم كذي الأمّ أرهنَتْ
- لـه ماء عينيها، تفَدّي وتَحمِل
- فلمّا ترَجّتْ نَفْعَهُ وشَبَابَهُ
- أتتْ دونَها أُخرى حديداً تُكحِّل
- فباتَتْ لحدّ المِرفَقَينِ كلَيهما
- تُوَحوِحُ ممّا نَابَها، وتُولول
- تُخَيَّرُ من أمرينِ ليسا بغِبطةٍ
- هو الثّكلُ، إلاّ أنها قد تجمَّل
- كليلةِ شيباء التي لستَ ناسياً
- وليلتِنا، إذ منّ، ما منّ، قِرمِل
- أقولُ لـه: يا مالِ! أُمُّك هابلٌ
- متى حُبِسَتْ على الأفَيَّحِ تُعقَل
- بدَيمومةٍ، ما إن تكادُ ترى بها
- من الظّمإ، الكومَ الجلادَ تنوّل
- تُنكَّرُ آياتُ البلادِ لمالكٍ
- وأيقنَ أن لا شيء فيها يُقَوَّل
المزيد...
العصور الأدبيه