الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> بشر بن ابي حازم الاسدي >> لمن الديارُ غشيتها بالأنعُم >>
قصائدبشر بن ابي حازم الاسدي
- لِمَنِ الدِّيارُ، غَشِيتُها، بالأَنعُمِ
- تَبدُو مَعَارِفُها، كَلَونِ الأَرْقَمِ؟
- لَعِبَتْ بها رِيحُ الصَّبا، فَتَنكَّرَتْ
- إلاَّ بقِيَّةَ نُؤيِها، المُتَهَدِّمِ
- دارٌ، لِبَيضاءِ العوارِضِ، طَفْلَةٍ
- مَهضُومَةِ الكَشحَينِ، رَيّا المِعْصَمِ
- سَمِعَتْ بِنَا قِيلَ الوُشاةِ، فأَصْبحَتْ
- صَرَمَتْ حِبَالَكَ، في الخَليطِ، المُشئِمِ
- فَظَلِلتَ، مِن فَرْطِ الصِّبَابَةِ والـهَوَى،
- طَرِفاً فُؤادُكَ، مِثلَ فِعْلِ الأَهْيَمِ
- لَولا تُسَلِّي الـهَمَّ، عَنكَ، بِجَسْرَةٍ
- عَيرانةٍ، مِثلِ الفَنِيقِ، المُكْدَمِ
- زَيّافَةٍ بالرَّحْلِ، صادِقَةِ السُّرَى
- خطارةٍ، تَهِصُ الحَصا، بِمُلَثَّمِ
- سائلْ تَمِيماً، في الحُرُوبِ، وَعامِراً
- وَهَلِ المُجَرِّبُ مِثلُ مَنْ لاَ يَعلَمُ؟
- غَضِبَتْ تَمِيمٌ، أَنْ تُقَتَّلَ عامِرٌ
- يَوْمَ النِّساِرِ، فأُعْقِبُوا بالصَّيْلَمِ
- كُنّا إذا نَعَرُوا، لِحَرْبٍ نَعْرَةً،
- نَشْفِي صُداعَهُمُ، بِرأسٍ، صِلْدمِ
- نَعلُو القَوانِسَ، بالسُّيُوفِ، وَنَعْتَزِي
- والخَيْلُ مُشْعَلَةُ النُّحُورِ، مِنَ الدَّمِ
- يَخرُجْنَ، مِن خَلَلِ الغُبَارِ، عَوابِساً
- خَبَب السِّباعِ، بكُلِّ أَكَلَفَ، ضَيغَمِ
- مِنْ كُلِّ مُسْتَرخي النِّجادِ، مُنازِلٍ
- يَسمُو، إلى الأَقرانِ، غَيرَ مُقلَّمِ
- فَفَضَضْنَ جَمعَهُمُ، وأَفلَتَ حاجِبٌ
- تَحتَ العَجاجَةِ، في الغُبارِ، الأَقْتَمِ
- وَرَأَوا عُقَابَهُمُ، المُدِلَّةَ، أَصْبَحَتْ
- نُبِذَتْ بأَفْضَحَ، ذِي مَخَالِبَ، جَهْضَمِ
- أَقصَدْنَ حُجراً، قَبْلَ ذلكَ، والقَنَا
- شُرُعٌ إليهِ، وَقَد أَكَبَّ، عَلى الفَمِ
- يِنوي مُحَاولةَ القِيامِ، وقد مَضَتْ
- فيهِ مَخَارِصُ كُلِّ لَدْنٍ، لَهْذَمِ
- وَبَنُو نُمَير قَد لَقِينا، مِنْهُمُ،
- خَيلاً، تَضِبُّ لِثاتُها، لِلمَغْنَمِ
- فَدَهِمْنَهُمْ، دَهْماً، بِكُلِّ طِمِرَّةٍ
- وَمُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحَالَةِ، مِرْجَمِ
- وَلَقَد خَبَطْنَ بَنِي كِلابِ، خَبْطَةً
- أَلْصَقْنَهُمْ، بِدَعَائِمِ المُتخيمِ
- وَصَلَقْنَ كَعْباً، قَبْلَ ذَلِكَ، صَلْقَةً
- بِقَناً، تَعَاوَرُهُ الأَكُفُّ، مُقَوَّمِ
- حتّى سَقَينا النّاسَ كأساً، مُرَّةً
- مَكرُوهَةً حُسُواتُها كالعَلْقَمِ
المزيد...
العصور الأدبيه