الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> بشر بن ابي حازم الاسدي >> عَفَتْ مِنْ سُليمى رامةٌ >>
قصائدبشر بن ابي حازم الاسدي
- عَفَتْ مِنْ سُلَيْمَى رَامَةٌ، فَكَثِيبُهَا
- وَشَطَّتْ، بِهَا عنكَ، النَّوَى وَشُعُوبُهَا
- وَغَيَّرَها مَا غَيَّرَ النّاسَ، قبلـها
- فبانَتْ، وحاجاتُ النُّفُوسِ تُصِيبُها
- أَلم يأْتِها أَنَّ الدُّموعَ نَطافَةٌ
- لِعَيْنٍ يُوافِي، في المَنامِ، حَبِيبُها؟
- تَحَدُّرَ ماءِ البِئرِ، عَنِ جُرَشِيَّةٍ
- على جِرْبَةٍ، تَعلُو الدِّبَارَ غُرُوبُها
- بِغَرْبٍ، وَمَرْبُوعٍ، وَعَودٍ تُقِيْمُهُ
- مَحالةُ خُطَّافِ، تَصِرُّ ثُقُوبُها
- مُعَالِيَةٌ، لا هَمَّ إلاّ مُحَجِّرٌ
- وَحَرَّةُ لَيلى: السَّهلُ مِنها، وَلُوبُها
- رأَتْني، كأُفحُوصِ القَطاةِ ذُؤابَتِي
- وما مَسَّها مِن مُنْعِمٍ، يَسْتَثِيبُها
- أَجَبْنا بَنِي سَعدِ بنِ ضَبَّةَ، إذ دَعَوا
- وللَّهِ مَولى دَعوةٍ، لا يُجِيبُها!
- وكُنّا إذا قُلنا: هَوازِنُ، أَقبِلِي
- إلى الرُّشْدِ، لم يأتِ السَّدادَ خَطِيبُها
- عَطَفْنا لـهُم عَطْفَ الضَّرُوسِ، مِنَ المَلا
- بِشَهباءَ، لا يَمْشِي الضَّرَاءَ رَقِيبُها
- فلمّا رأَونا، بالنِّسارِ، كأَنَّنا
- نشاصُ الثُّريّا، هَيَّجَتْها جَنُوبُها
- فكانُوا كَذاتِ القِدْرِ، لَمْ تَدْرِ إذ غَلَتْ:
- أَتُنْزِلُها، مَذمُومةً، أم تُذِيبُها؟
- قَطعناهُمُ فبِاليَمامَةِ فِرقةٌ
- وأُخرى بأَوطاسٍ، يَهِرُّ كَلِيبُها
- نَقَلْناهُمُ، نَقلَ الكِلابِ جِرَاءَها
- على كُلِّ مَعْلُوبِ، يَثُورُ عَكُوبُها
- لَحَوْناهُمُ، لَحْوَ العِصِيِّ، فأَصْبَحُوا
- على آلةٍ، يَشكُو الـهَوانَ حَرِيبُها
- لَدُنْ غُدوةً، حتّى أَتى اللّيلُ دُونَهُم
- وأَدرَكَ، جريَ المُبقِياتِ، لُغُوبُها
- جَعلنَ قُشَيراً غايةً، يُهتدى بها
- كما مَدَّ، أَشطانَ الدِّلاءِ، قَلِيبُها
- إذا ما لَحِقْنا، مِنهُمُ، بِكَتِيبَةٍ
- تُذُكِّرَ، منها، ذَحْلُها وَذُنُوبها
- بَني عامرٍ، إنَا تَرَكْنا نِساءَكم
- من الشَّلِّ، والإيجافِ، تدمى عُجُوبُها
- عَضارِيطُنا مُستَبطِنُو البِيضِ، كالدُّمى
- مُضَرَّجَةً، بالزَّعْفَرَانِ، جُيُوبُها
- تَبِيتُ النِّساءُ، المُرضِعاتُ، بِرَهوةٍ
- تَفَزَّعُ، مِن خَوفِ الجَنانِ، قُلُوبُها
- دَعُوا مَنْبِتَ السَّيْفَيْنِ إنَّهُما لَنا
- إذا مُضَرُ، الحمراءُ، شُبَّتْ حُرُوبُها
المزيد...
العصور الأدبيه