الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ذو الرمة >> تَصَابَيْتُ فِي أَطْلاَلِ مَيَّة َ بَعْدَمَا >>
قصائدذو الرمة
تَصَابَيْتُ فِي أَطْلاَلِ مَيَّة َ بَعْدَمَا
ذو الرمة
- تَصَابَيْتُ فِي أَطْلاَلِ مَيَّة َ بَعْدَمَا
- نبا نبوة ً بالعينِ عنها دثورُها
- بوهبينَ أجلى الحيُّ عنها وراوحتْ
- بِهَا بَعْدَ شَرْقي الرِّيَاحِ دَبُورُهَا
- وأنواءُ أحوالٍ تباعٍ ثلاثة ٍ
- بها كان ممّا يستحيرُ مطيرُها
- عفتْ عرصاتٌ حولها وهيَ سُفعة ٌ
- لِتَهْيِيجِ أَشْوَاقٍ بَوَاقٍ سُطُورُهَا
- ظَلِلْنَا نَعُوجُ الْعِيسَ فِي عَرَصَاتِهَا
- وقُوفاً وتستنعي بنا فنصورُها
- فما زالَ عن نفسي هلاعٌ مراجعٌ
- منَ الشَّوقِ حتى كادَ يبدو ضميرُها
- عشيَّة َ لولا لحيتي لتهتَّكتْ
- مِنَ الْوَجْدِ عَنْ أَسْرَارِ قَلْبِي سُتُورُهَا
- فما ثنيُ نفسي عنْ هواها فإنَّهُ
- طَوِيلٌ عَلَى آَثَارِ مَيٍّ زَفِيرُهَا
- خليليَّ أدَّى اللهُ خيراً إليكُما
- إذا قُسمتْ بينَ العبادِ أجورُها
- بميٍّ إذا أدلجتُما فاطرُدا الكرى
- وَإِنْ كَانَ آلَى أَهْلُهَا لاَ أَطُورُهَا
- يقرُّ بعيني أن أراني وصُحبتي
- نُقِيمُ الْمَطَايَا نَحْوَهَا وَنُجِيرُهَا
- أقولُ لردفي والهوى مشرفٌ بنا
- غداة َ دعا أجمالَ ميّ مصيرُها
- ألا هلْ ترى أظعانَ ميّ كأنَّها
- ذُرَى أَثْأَبٍ رَاشَ الْغُصُونَ شَكِيرُهَا
- تَوَارَى َ فَتَبْدُو لِي إِذَا مَاتَطَاوَلَتْ
- شُخوصُ الضُّحَى وَانْشَقَّ عَنْهَا غَدِيرُهَا
- فودَّعنَ أقواعَ الشَّماليلِ بعدما
- ذَوَى بَقْلُهَا أَحْرَارُهَا وَذُكُورُهَا
- وَلَمْ يَبْقَ بِالْخَلْصَاءِ مِمَّا عَنَتْ بِهِ
- مِنَ الرَّطْبِ إِلاَّ يَبْسُهَا وَهَجِيرُهَا
- فَمَا أَيْأسَتْنِي النَّفْسُ حّتَّى رَأَيْتُهَا
- بِحَوْمَانَة ِ الزُّرْقِ احْزَأَلَّتْ خُدُورُهَا
- فَلَمَّا عَرَفْتُ الْبَيْنَ لاَ شَكَّ أَنَّهُ
- لِمُتْرِبَة ِ الأَخْفَافِ صُفْرٍ غُرُورُهَا
- تعزَّيتُ عنْ ميّ وقد رشَّ رشَّة ً
- مِنَ الْوَجْدِ جَفْنَا مُقْلَتِي وَحُدُورُهَا
- وكائنْ طوتْ أنقاضُنا منْ عمارة ٍ
- لنلقاكِ لمْ نهبطْ عليها نزورُها
- وجاوزنَ منْ أرضٍ فلاة ٍ تعصَّبتْ
- بأجسادِ أمواتِ البوارحِ قورُها
- ومن عاقرٍ تنفي الألاَ سراتُها
- عِذَارَيْنِ عَنْ جَرْدَآءَ وَعْثٍ خُصُورُهَا
- إذا ما رآها راكبُ الصَّيفِ لم يزلْ
- يَرَى نَعْجَة ً فِي مَرْتَعٍ فَيُثِيرُهَا
- يُدمِّنُ أجوافَ المياهِ وقيرُها
- ومن جُردة ٍ غفلٍ بساطٍ تحاسنتْ
- بِهِ الْوَشْيَ قَرَّاتُ الرِّيَاحِ وَخُورُهَا
- تَرَى رَكْبَهَا يَهْووُنَ فِي مُدْلَهِمَّة ٍ
- رهاءٍ كمجرى الشَّمسِ درمٍ حدورُها
- بِأَرْضٍ تَرَى فيها الْحُبَارَى كَأَنَّهَا
- قلوصٌ اضلَّتها بعكمينِ عيرُها
- وَمِنْ جَوْفِ أَصْوَآءٍ يَصِيحُ بِهَا الصَّدَى
- وَحَوْمَانَة ٍ وَرْقَاءَ يَجْرِي سَرَابُهَا
- بمنسحَّة ِ الآباطِ حدبٍ ظهورُها
- تظلُّ الوحافُ الصُّدءُ فيها كأنَّها
- قراقيرُ موجٍ غصَّ بالساجِ قيرُها
- مُلَجَّجَة ٌ فِي الْمَآءِ يَعْدُو حَبَابُهُ
- حيازيمها السُّفلى وتطفو شطورُها
- تُجَاوِزْنَ وَالْعُصْفُورُ فِي الجْحرِ لاَجِىء ٌ
- مَعَ الضَّبِ وَالشِّقْذَانُ تَسْمُو صُدُورُهَا
- بِمَسْفُوحَة ِ الآبَاطِ طَاحَ انْتِقَالُهَا
- بِأَطْرَاقِهَا وَالْعِيسُ بَاقٍ ضَرِيرُهَا
- تُهجَّرُ خوصاً مستعاراً رواحُها
- فَمَا أَفْجَرَتْ حَتَى أَهَبَّ بِسُدْفَة ٍ
- كأنَّي وأصحابي وقد قذفتْ بنا
- هِلاَلَيْنِ أَعْجَازَ الْفَيَافِي نُحُورُهَا
- على عانة ٍ حقبٍ سماحيجَ عارضتْ
- رِيَاحَ الصَّبَا حَتَّى طَوَتْهَا حَرُورُهَا
- مراويدُ تستقري النِّقاعَ وينتحي
- بها حيثُ يهوي وهوَ لا يستشيرُها
- خميصُ الحشا مخلولقُ الظَّهرِ أجمعتْ
- لهُ لقحاً مرباعُها ونزورُها
- تَرَى كُلَّ مَلْسَآءِ السَّرَاة ِ كَأَنَّهَا
- كساها قميصاً من هراة َ طرورُها
- تلوَّحنَ واستطلقنَ بالأمسِ والهوى
- إِلى َ الْمَآءِ لَوْ تُلْقَى إِلَيْهَا أُمُورُهَا
- فَظَلَّتْ بِمَلْقَى وَاحِفٍ جَرَعَ الْمِعَا
- قِيَاماً يُفَالِي مُصْلَخِمّاً أَمِيرُهَا
- بِيَوْمٍ كَأَيَّامٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا
- إَلى َ شَمْسِهِ حُوْصُ الأَنَاسِيِّ عُورُهَا
- فما زالَ فوقَ الأكومِ الفردِ رابئاً
- يراقبُ حتى فارقَ الأرضَ نورُها
- فَرَاحَتْ لإِدْلاَجٍ عَلَيْهَا مُلآءَة ٌ
- صُهَابِيَّة ٌ مِنْ كُلِ نَقْعٍ تُثِيرُهَا
- عَلاَجِيمَ عَيْنِ ابْنَيْ صُبَاحٍ يُثِيرُهَا
المزيد...
العصور الأدبيه