الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ذو الرمة >> أأنْ ترسَّمتَ منْ خرقاءَ منزلة ً >>
قصائدذو الرمة
أأنْ ترسَّمتَ منْ خرقاءَ منزلة ً
ذو الرمة
- أأنْ ترسَّمتَ منْ خرقاءَ منزلة ً
- كالوحيِ في مصحفٍ قدْ محَّ منشورُ
- أودى بها الدَّهرُ قدماً واستحالَ بها
- بكلّ داجٍ مسفِّ الودقِ مبحورِ
- داني الرَّبابِ كأنَّ البلقَ تحفزهُ
- إِذَا اسْتَقَلَّ فُوَيْقَ الأَرْضِ مَهْمَوُرِ
- منازلَ الحيِّ إذا حبلُ الصَّفا علقٌ
- منْ آلِ مَيَّ جَدِيدٌ غَيْرُ مَبْتُورِ
- أضحتْ، وكلُّ جديدٍ صائرٌ عجلاً
- يَوْماً إِلَى قِلَّة ٍ مِنْهُ وتَغْيِيرِ
- أَعْرَاضَ رِيحِ الصَّبَا تُزْهِي جَوَانِبَهَا
- عندَ الصَّباحِ معَ الحصباءِ بالمورِ
- وَمَنْهَلِ آجِنٍ كَاْلغِسْلِ مُخْتَلَطٍ
- بِاكَرْتُهُ قَبْلَ تَرْنِيمِ الْعَصَافِيرِ
- تكسو الرِّياحُ نواحيهِ بمختلفٍ
- منَ التُّرابِ إذا ما رحنَ مدحورِ
- في صحنِ يهماءِ تهوي الخامعاتُ بها
- مِنْ قلَّة ِ الْكَسْبِ لِلغُبْسِ الْمَغَاوِيرِ
- تنزو القلوبَ بها منها إذا اشتملتْ
- في الآلِ أعلامها خوفاً منَ القورِ
- وَنَصَّ حِرْبَآؤُهَا فِيهَا ذَوَائِبَهُ
- فِي صَامِحٍ مِنْ لُعَابِ الشَّمْسِ مَسْجُورِ
- بأينقٍ كقداحِ النَّبعِ قدْ ذبلتْ
- منها التَّمائلُ أمثالُ القراقيرِ
- تشكو إذا وقفتْ بالقومِ في بلدٍ
- منْ آخرِ اللَّيلِ ناءٍ غيرِ مهجورِ
- جذبَ البرى في عرى أزرارِ آنفها
- بِرَاجِعٍ مِنْ عتِيقِ الْجَوْفِ مَنْشُورِ
- كَأَنَّ أَعيُنَهَا مِنْ طُولِ مَا نَزَحَتْ
- منها إذا خزرتْ خضرُ القراريرِ
- منَ اللَّواتي بها دهنٌ منصِّفها
- قدْ غيَّرتها الفيافي أيَّ تغييرِ
- يتبعنَ شأوَ علنداة ٍ مذكَّرة ٍ
- خطَّارة ٍ حرَّة ٍ إحدى المماهيرِ
- كَأَنَّ رَحْلِي وَقَدْ لاَنَتْ عَريِكَتُهَا
- عَلَى أَحَمَّ أَجَمِّ الرَّوْقِ مَذْعُورِ
- ضاحي المراتعِ بالبيداءِ ذي قربٍ
- يدنو بهِ الليلُ في ظلماءَ ديجورِ
- فَبَاتَ ضَيْفَ أَلآءٍ يَسْتَغِيثُ بِهِ
- مِنْ قِطْقِطٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مَحْدُورِ
- كأنَّهُ والدُّجا في اللَّيلِ مغتمسٌ
- ذو يلمقٍ منْ عتيقِ القهرِ مقصورِ
- إذا جلا البرقُ عنهُ قامَ مبتهلاً
- للهِ يَتْلُو لَهُ بِالنَّجْمِ وَالطُّورِ
- حتى إذا ما الدُّجا مالتْ أواخرهُ
- مثلَ الرِّواقِ ولاحتْ جبهة ُ النُّورِ
- بَاكَرَهُ قَانِصٌ يَسْعَى بِطَاوِيَة ٍ
- شُمِّ الْمَلاَطِمِ أَمْثَالِ الزَّنَابيِرِ
- حتى إذا قالَ قدْ نالتْ أوائلها
- وَأَدْرَكَتْهُ جَميِعاً بِالأَظَافِيرِ
- كَرَّ يَهُزُّ سِلاَحاً مَا يُقَوّمُهُ
- قَيْنٌ بِمِطرَقَة ٍ يَوْماً عَلَى كِيرِ
- أسْمَرُ يَطْرُدُ مَا لاَقَى وَمُنْعَقِدٌ
- فِي الرَّأْسِ قَرْنٌ جَدِيدٌ غَيْرُ مَسْمُورِ
- فَغَادَرَ الغُضْفَ يَسْعَى وَانْصَمَى جَنِفاً
- يَمُرُّ مَرَّ شِهَابِ انْقَضَّ مَحْدُورِ
- فَذَاكَ شَبَّهْتُ عِيسِي فِي مَعَاقِدهِا
- إذا انتحتْ في سوادِ اللَّيلِ بالعيرِ
المزيد...
العصور الأدبيه