الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ذو الرمة >> ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى >>
قصائدذو الرمة
ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى
ذو الرمة
- ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى
- كَأَنَّكَ لَمْ يَعْهَدْ بِكَ الْحَيَّ عَاهِدُ
- وَلَمْ تَمْشِ مَشْيَ الأُدْمِ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى
- بِجَرْعَائِكَ الْبِيْضُ الْحِسَانُ الْخَرَائِدُ
- تردَّيتَ منْ ألوانِ نورٍ كأنَّهُ
- زرابيُّ وانهلَّتْ عليكَ الرواعدُ
- وَهَلْ يَرْجعُ التَّسْلِيمَ أَوْ يَكْشِفُ الْعَمَى
- بوهبينَ أو تسقى الرُّسومُ البوائدُ
- فلمْ يبقَ منها إلاَّ آريِّ خيمة ٍ
- وَمُسْتَوْقَدٌ بَيْنَ الْخَصَاصَاتِ هَامِدُ
- ضريبٌ لأوراقِ السَّواري كأنَّهُ
- قَرَا الْبَوّ تَغْشَاهُ ثَلاثٌ صَعَآئِدُ
- أَقَامَتْ بِهِ خَرْقَآءُ حَتَّى تَعذَّرَتْ
- مِنَ الصَّيْفِ أَحِبَاسُ اللِّوَى وَالغَرَاقِدُ
- وَجَالَ السَّفَا جَوْلَ الْحَبَابِ وَقَلَّصَتْ
- معَ النَّجمِ عنْ أنفِ المصيفِ الأباردُ
- وَهَاجَتْ بَقَايَا الْقُلْقُلاَنِ وَعَطَّلَتْ
- حواليهُ هوجُ الرِّياحُ الحواصدُ
- وَلَمْ يَبْقَ فِي مُنْقَاضِ رُقْشٍ تَوَآئمٍ
- مِنَ الزُّغْبِ أَوْلاَدِ الْمَكاكِيّ وَاحِدُ
- فلما تقضَّتْ ذاكَ منْ ذاكَ واكتستْ
- مُلآءً مِنَ الآلِ الْمتَانُ الأَجَالِدُ
- تَيَمَّمَ نَاوِي آل خَرْقَآءَ مُنْهِلاً
- لهُ كوكبٌ في صرَّة ِ الليلِ باردُ
- لقى ً بينَ أجمادٍ وجرعاءَ نازعتْ
- حِبَالاً بِهِنَّ الْجَازِئَاتُ الأَوَابِدُ
- تنزَّلَ عنْ زيزاءة ِ القفِّ وارتقى
- مِنَ الرَّملِ وَانْقَادَتْ إِلَيْهِ الْمَوَارِدُ
- لَهُ مِنْ مَغَانِي الْعِينِ بِالْحَيّ قَلَّصَتْ
- مَرَاسِيلُ جَوْنَاتُ الذَّفَارَى صَلاَخِدُ
- مُشَوِكَة ُ الأَلْحِي كَأَنَّ صَرِيفَهَا
- صياحَ الخطاطيفِ أعقبتها المراودُ
- يُصَعّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كَأَنَّهَا
- زجاجُ القنا منها بينَ نجيمٌ وعاردُ
- إِذَا أَوْجَعَتْهُنَّ الْبُرَى أَوْ تَنَاوَلَتْ
- قوى الضَّفرِ عنْ أعطافهنَّ الولائدُ
- على كلِّ أجأى أو كميتٍ كأنَّهُ
- منيفُ الذُّرى من هضبِ ثهلانَ فاردُ
- أَطَافَتْ بِهِ أَنْفَ النَّهَارِ وَنَشَّرَتْ
- عليهِ التهاويلُ القيانُ التَّلائدُ
- ورفَّعنَ رقماً فوقَ صهبٍ كسونهُ
- قَنَا السَّاجِ فِيهِ الآنِسَاتُ الخَرَائِدُ
- يمسِّحنَ عنْ أعطافهِ حسكَ اللِّوى
- كما تمسحُ الرُّكنَ الأكفُّ العوابدُ
- تنطقنَ منْ رملِ الغناءِ وعُلِّقتْ
- بأعناقِ أدمانِ الظِّباءِ القلائدُ
- منَ السَّاكناتِ الرَّملَ فوقَ سوَيقة ٍ
- إذا طيَّرتْ عنها الأنيسَ الصَّواخدُ
- تظلَّلنَ دونَ الشَّمسِ أرطى تأزَّرتْ
- بِهِ الزُّرْقُ أَوء مِمَّا تَرَدَّى أُجَارِدُ
- بَحَثْنَ الثَّرَى تَحْتَ الجَنُوبِ وَأَسَبلتْ
- على الأجنبِ العليا غصونٌ موائدُ
- أَلاَ خَيَّلَتْ خَرْقَآءُ وَهْناً لِفِتْيَة ٍ
- هجوعٍ وأيسارُ المطيِّ وسائدُ
- أناخوا لتطوى تحتَ أعجازِ سدفة ٍ
- أَيَادِي الْمَهَارَى وَالجُفُونُ سَوَاهِدُ
- وَألْقَوْا لأَحْرَارِ الْوُجُوهِ عَلَى الْحَصَى
- جدائلَ ملويَّاً بهنَّ السَّواعدُ
- لدى كلِّ مثلِ الجفنِ تهوي بآلهِ
- بَقَايَا مُصَاصِ العِتْقِ وَالمُحُّ بَارِدُ
- وليلٍ كأثناءِ الرُّويزيِّ جبتهُ
- بِأرْبَعَة ٍ وَالشَّخْصُ فِي الْعَيْنِ وَاحِدُ
- أحمُّ علافيٌّ وأبيضُ صارمُ
- وأعيسُ مهريٌ وأشعثُ ماجدُ
- أَخُو شُقَّة ٍ جَابَ الْفَلاَة َ بِنَفسِهِ
- عَلَى الْهَوْلِ حَتَّى لَوَّحَتْهُ الْمَطَاوِدُ
- وأشعثَ مثلَ السَّيفِ قدْ لاحَ جسمهُ
- وجيفُ المهارى والهمومُ الأباعدُ
- سَقَاهُ الْكَرَى كَأَسَ النُّعَاسِ وَرأْسُهُ
- لِدِينِ الْكَرَى مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ سَاجِدُ
- أقمتُ لهُ صدرَ المطيِّ ومادرى
- أجائرة ٌ أعناقها أمْ قواصدُ
- ترى النَّاشئَ الغرِّيدَ يضحي كأنَّهُ
- على الرَّحلِ ممَّا منَّهُ السَّيرُ عاصدُ
- وَقُفٍّ كَجِلْبِ الْغَيْمِ يَهْلِكُ دُونَهُ
- نَسِيمُ الصَّبَا وَالْيَعْمَلاَتُ الْعَوَاقِدُ
- ترى القنَّة َ القوداءَ منهُ كأنَّها
- كُمَيْتٌ يُبَارِي رَعْلَة َ الْخَيْلِ فَارِدُ
- قَمُوسَ الذُّرَى فِي الآلِ يَمَّمْتُ خَطْمَهُ
- حَرَاجِيجَ بَلاَّهَا الوَجِيفُ الْمُوَاخِدُ
- براهنَّ أنْ ما هنَّ إلاَّ بوادئٌ
- لِحَاجٍ وَإِمَّا رَاجِعَاتٌ عَوَائِدُ
- وَكَآئِنْ بِنَا هَاوَيْنَ مِنْ بَطْنِ هَوْجَلٍ
- وظلماءَ والهلباجة ُ الجبسُ راقدُ
المزيد...
العصور الأدبيه