الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ذو الرمة >> أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ >>
قصائدذو الرمة
أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ
ذو الرمة
- أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ
- رِشَاشاً كَمَ اسْتَنَّ الْجُمَانُ الْمُفَصَّلُ
- لعرفانِ أطلالٍ كأنَّ رسومها
- بوهبينِ رشيٌ أو رداءٌ مسلسلُ
- أربَّتْ بها الهوجاءُ واستوفضتْ بها
- حصى الرَّملِ نجرانيَّة ٌ حينَ تجهلُ
- جَفُولٌ كَسَاهَا لَوْنَ أَرْضٍ غَرِيبَة ٍ
- سوى أرضها منها الهباءُ المغربلُ
- نَبَتْ نَبْوَة ً عَيْنِي بِهَا ثُمَّ بَيَّنَتْ
- يحاميمُ جونٌ أنَّها الدَّارُ أمثلُ
- جنوحٌ على باقٍ سحيقٍ كأنَّهُ
- إهابُ ابنُ آوى كاهبُ اللَّونِ أطحلُ
- وَلِلنُّؤْيِ مَجْنُوباً كَأَنَّ هِلاَلهُ
- وَقَدْ نَسَفَتْ أَعْضَادَهُ الرِّيحُ جَدْوَلُ
- مقيمٌ تغنَّيهِ السَّواري وتنتحي
- بِهِ مَنْكِباً نَكْبَآءُ والذَّيْلُ مُرْفِلُ
- عهدتُ بهِ الحيَّ الحلولَ بسلوة ٍ
- جَمِيعَاً وَآيَاتُ الْهَوَى مَا تُزِيلُ
- وبيضاً تهادى بالعشيِّ كأنَّها
- غَمَامُ الثُّرَيَّا الرَّائِحُ الْمُتَهَلِّلُ
- خدالاً قذفنَ السَّورَ منهنَّ والبرى
- على ناعمِ البرديِّ بلْ هنَّ أخدلُ
- قِصَارَ الْخُطَى يَمْشِينَ هَوْناً كَأَنَّهُ
- دبيبُ القطا بلْ هنَّ في الوعثِ أوحلُ
- إذا نهضتْ أعجازها خرجتْ بها
- بمنبهراتٍ غيرَ أنْ لا تخزَّلُ
- وَلاَ عَيْبَ فِيهَا غَيْرَ أَنَّ سَرِيعَهَا
- قطوفٌ وأنْ لاشيءَ منهنَّ أكسلُ
- نَوَاعِمُ رَخْصَاتٌ كَأَنَّ حَدِيثَهَا
- جنى الشَّهدِ في ماءِ الصَّبا متشمِّلُ
- رقاقُ الحواشي منفذاتٌ صدورها
- وأعجازها عمَّا بها اللَّهوُ خزَّلُ
- أولئكَ لا يوفينَ شيئاً وعدنهُ
- وعنهنَّ لا يصحو الغويُّ المعذَّلُ
- فَمَا أُمُّ أَوْلاَدٍ ثَكُولٌ وَإِنَّمَا
- تَبُوءُ بِمَا فِي بَطْنِهَا حِيْنَ تَثْكَلُ
- أسَّرتْ جنيناً في حشاً غيرَ خادجٍ
- فَلاَ هُوَ مَنْتُوجٌ وَلاَ هُوَ مُعْجِلُ
- تموتُ وتحيا حائلٌ منْ بناتها
- وَمِنْهُنَّ أُخْرَى عَاقِرٌ وَهْيَ تَحْمِلُ
- عُمَانِيَّة ٌ مَهْرِيَّة ٌ دَوْسَرِيَّة ٌ
- عَلَى ظَهْرِهَا لِلْحِلْسِ وَالْكُوِر مِحْمَلُ
- مفرَّجة ٌ حمراءُ عيساءُ جونة ٌ
- صُهَابِيَّة ُ الْعُثْنُونِ دَهْمَآءُ صَنْدَلُ
- تراها أمامَ الرّكبِ في كلِّ منزلٍ
- ولو طالَ إيجافٌ بها وترحُّلُ
- تَرَى الْخِمْسَ بَعْدَ الْخِمْسِ لاَ يَفْتِلاَنِهَا
- ولو فارَ للشِّعرى منَ الحرِّ مرجلُ
- تُقَطَّعُ أَعْنَاقَ الرِّكَابِ وَلاَ تَرَى
- عَلَى السَّيْرِ إِلاَّ صِلْدِماً مَا تُزَيِّلُ
- ترى أثرَ الأنساعِ فيها كأنَّهُ
- عَلَى ظَهْرِ عَادِيٍّ يُعَالِيهِ جَنْدَلُ
- ولو جعلَ الكورُ العلافيُّ فوقها
- وراكبهُ أعيتْ بهِ ما تحلحلُ
- يَرَى الْمَوْتَ إِنْ قَامَتْ وَإِنْ بَرَكَتْ بِهِ
- يرى موتهُ على ظهرها حينَ ينزلُ
- تُرى ولها ظهرٌ وبطنٌ وذروة ٌ
- وتشربُ منْ بردِ الشَّرابِ وتأكلُ
المزيد...
العصور الأدبيه