الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> يا صاحبيَّ هلِ الصباحُ منيرُ >>
قصائدجرير
يا صاحبيَّ هلِ الصباحُ منيرُ
جرير
- يا صاحبيَّ هلِ الصباحُ منيرُ
- أمْ هَلْ للَوْمِ عَوَاذِلي تَفْتِيرُ؟
- أني تكلفُ بالغميمِ حاجة ً
- نِهْيا حَمامَة َ دُونَها، وَحَفِيرُ
- عاداتُ قلبكَ حينَ خفَّ بهِ الهوى
- لولا تسكنهُ لكادَ يطيرُ
- إنّ العَوَاذِلَ لمْ يَجِدنَ كوَجدِنا
- فَلَهُنّ مِنْكَ تَعَبّدٌ وَزَفِيرُ
- ينهينَ منْ علقَ الهوى بفؤادهِ
- حتى استبينَ بسمعهِ توقيرُ
- هَلاّ غَضِبْتَ لَنا، وَأنْتَ أمِيرُ
- إنّ اليَسيرَ بذا الزمَانِ عَسِيرُ
- يا قلبِ هلْ لكَ في العزاءِ فانهُ
- قد عيلَ صبركَ والكريمُ صبورُ
- يا بِشْرُ إنّكَ لم تَزَلْ في نِعمَة ٍ
- بالبُغضِ نحْوَكَ وَالعَداوَة ِ عُورُ
- وكتَمتُ سرّكَ في الفؤاد مُجمجِماً؛
- إنّ الكَتُومَ لِسِرّهِ لَجَدِيرُ
- فسَقى ديارَكِ حيثُ كنتِ مُجلجِلٌ
- هَزِجٌ يُرِنّ عَلى الدّيَارِ مَطِيرُ
- وَلَقَد ذكَرْتُكِ باليمامة ِ ذَكرَة ً؛
- إنّ المُحِبّ لَمنْ يُحِبّ ذَكُورُ
- وَالعِيسُ مُنعَلة ُ السّريح من الوَجى
- وَكأنّهُنّ مِنَ الهَوَاجِرِ عُورُ
- يا بشرُ حقَّ لبشركِ التبشيرُ
- يَأتِيكَ مِنْ قِبَلِ الإلَهِ بَشِيرُ
- بِشْرٌ أبُو مَرْوَانَ إنْ عاسَرْتَهُ
- عسرٌ وعندَ يسارهِ ميسزرُ
- قدْ كانَ حقكَ أنْ تقولَ الكرمَ ابنها
- وَابنُ اللّئِيمَة ِ للّئَامِ نَصُورُ
- لا يَدْخُلُنّ عليك، إنّ دخولَهُمْ
- رِجْسٌ وَإنّ خُرُوجَهُمْ تَطهِيرُ
- أمسى سُرَاقَة ُ قد عوَى لشقائِهِ،
- خَطْبٌ، وأمِّكَ يا سُرَاقَ، يَسيرُ
- أسُرَاقَ! قَد عَلمَتْ مَعَدٌّ أنّني
- قدماً مطالعهُ عليكَ وعور
- يا آلَ بارقَ لوْ تقدمَ ناصحٌ
- للبارقيَّ فانهُ مغرورُ
- كالسّامِرِيّ غَداة َ ضَلّ بقَوْمِهِ،
- وَالعِجْلُ يُعكَفُ حَوْله وَيَخُورُ
- إنّي بِنى لي مَنْ يَزِيدُ بِناؤهُ
- طُولاً، وَباعُكَ يا سُراقَ قَصِيرُ
- لَوْ كنتَ تَعلَمُ ما جهلتَ فَوَارِسِي
- أيامَ طخفة َ والدماءُ تمورُ
- هَلاَّ بذي نَجَبٍ عَلِمْتَ بَلاءنا
- يا آلَ بارِقَ، فِيمَ سُبّ جَرِيرُ
- أنَصَرْتَ قَينَ بَني قُفَيرَة َ مُحْلِباً؟
- فَضَغَا وَأسْلَمَ تَغْلِبَ الخنزيرُ
- قدْ كانَ في كلبٍ يخافُ شذاتهُ
- منيَّ وما لقيَ الغواة َ نذير
- أسُرَاقَ إنّكَ قد تُرِكتَ مُخَلَّفاً
- و غبارُ عثيرها عليكَ يثور
- وَعَلِقْتَ في مَرَسٍ يمُدّ قَرِينَهُ
- حتى التَوَى بك مُحصَدٌ مَشزُورُ
- لَحَصَادُ بارِقَ كانَ أهوَنَ ضَيعَة ً
- و المخلبانِ ودونكَ المنحور
- مِنْ مُخْدِرٍ قطَعَ الطّرِيقَ بلَعلعٍ
- تَهْوِي مَخَالِبُهُ مَعاً فَيَسُورُ
- تؤتى الكرامُ مهو رهنَّ سياقة ً
- وَنِسَاءُ بَارِقَ ما لَهُنّ مُهُورُ
- إنَّ الملامة َ والمذلة َ فاعلموا
- قَدَرٌ لأوّلِ بَارِقٍ مَقْدُورُ
- وَإذا انتَسَبتَ إلى شَنُوءة َ تَدّعي،
- قالوا: ادّعاءُ أبي سُرَاقَة َ زُورُ
- اني بني لي زاخرٌ منْ خندفٍ
- لليلكَ فيهِ منايرٌ وسريرُ
- أسُرَاقَ! إنّكَ لوْ تُفاضِلُ خندفاً
- بثَقَتْ عَلَيكَ من الفُراتِ بُحُورُ
- أسُرَاقَ! إنّكَ لا نَزاراً نِلْتُمُ،
- وَالحَيُّ مِنْ يَمَنٍ عَلَيكَ نَصِيرُ
- أسُرَاقَ! إنّ لَنا العِرَاقَ ونَجْدَهُ
- وَالغَوْرَ، وَيْلَ أبيكَ، حينَ نَغُورُ
- أرَجَا سُرَاقَة ُ أنْ يُفاضِلَ خِندِفاً
- وَأبو سُراقَة َ في الحَصَى مكْثُورُ
المزيد...
العصور الأدبيه