الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> ما هاجَ شوقكَ منْ عهودِ رسومِ >>
قصائدجرير
ما هاجَ شوقكَ منْ عهودِ رسومِ
جرير
- ما هاجَ شوقكَ منْ عهودِ رسومِ
- بادتْ معارفها بذي القيصومِ
- هِجْنَ الهَوَى وَمَضَى لعَهدِكَ حِقبة ٌ
- و بلينَ غيرَ دعائمِ التخييمِ
- و لقدْ نراكِ وأنتِ جامعة ُ الهوى
- إذْ عهدُ أهلكِ كانَ غيرَ ذميمِ
- فسقيتِ منْ سبلِ الغوادي ديمة ً
- أوْ وبلَ مرْ تجسن الربابِ هزيمِ
- قدْ كدتَ يومَ قشاوتينِ منَ الهوى
- تبدي شواكلَ سركَ المكتومِ
- إلى َ أميركَ لا يردُّ تحية ً
- ماذا بمنْ شعفَ الهوى برحيمِ
- أوْ بالصّفَاحِ وَغَارِبٍ مَكْلُومِ
- فَلَقَدْ عَجِبْتُ لحَبْلِنا المَصْرُومِ
- وَلَقَدْ رَأيْتُ، وَلَيسَ شىء باقِياً،
- يوماً ظعائنَ سلوة ٍ ونعيمِ
- فإذا احتَمَلنَ حَلَلْنَ أوْسَعَ مَنزِلٍ؛
- وَإذا اتّصَلْنَ دَعَوْنَ يالَ تَمِيمِ
- و غذا وعدنكَ نائلاً أخلفنهُ
- و إذا طلبنَ لوينَ كلَّ غريمِ
- فاعصِي مَلامَ عَوَاذلٍ يَنْهَيْنَكُمْ،
- فَلَقَدْ عصَيْتُ إلَيْكِ كُلّ حَميمِ
- وَلَقَدْ تَوَكّلُ بِالسّهَادِ لِحُبّكُمْ
- عينٌ تبيتُ قليلة َ التهويم
- إنّ امْرَأً مَنَعَ الزّيَارَة َ مِنْكُمُ
- حنقاً لعمرُ أبيهِ غيرُ حليمِ
- يرمينَ منْ خللِ الستورِ بأعينٍ
- فيها السقامُ وبرءُ كلَّ سقيمِ
- يا مسلمَ المنضيفونَ إليكمْ
- أهْلَ الرّجَاء طَلَبْتُ وَالتّكْرِيمِ
- كمْ قدْ قطعتُ إليكَ منْ ديمومة ٍ
- قُفْرٍ وَغولِ صَحاصِحٍ وَحُزُومِ
- لا يأمنونَ على الأدلة ِ هولها
- إلاّ بِأشْجَعَ صَادِقِ التّصْمِيمِ
- كَيفَ الحَديثُ إلى بَني داوِيّة ٍ،
- معتصبينَ لدى خوامسَ هيمِ
- أبْصَرْتِ أنّ وُجُوهَهُمْ قد شفّها
- مَا لا يَشُفّكِ مِنْ سُرًى وَسَمُومِ
- و يقولُ منْ وردتْ عليهِ ركابنا
- أمِنَ الكُحَيْلِ بهِنّ لَوْنُ عَصِيمِ
- تشكو جوالبَ دامياتٍ بالكلى
- أوْ بالصفاحَ وغاربٍ مكاومِ
- حتى استرَ حنَ اليكَ منْ طولِ السرى
- و منَ الحفا وسرائحِ التخديمِ
- نامَ الخليُّ وما تنامُ همومي
- وَكَأنّ لَيْليَ باتَ لَيْلَ سَلِيمِ
- إنَّ الهمومَ عليكَ داءٌ داخلٌ
- حتى تُفَرِّجَ شَكّهَا بِصَرِيمِ
- ما أنصفَ المتوددونَ إلى َ الردى
- وَحَمَيْتُ كُلَّ حِمًى لهُمْ وَحرِيمِ
- لوْ يقدرونَ بغيرِ ما أبليتهمْ
- لسقيتُ كأسَ مقشبٍ مسمومِ
- وَوَجَدْتُ مَسْلَمَة َ الكَرِيمَ نِجَارُهُ
- مِثْلَ الهِلالِ أغَرَّ، غَيْرَ بَهِيمِ
- أنْتَ المُؤمَّلُ وَالمُرَجّى فَضْلُهُ،
- يا ابنَ الخَليفَة ِ، وَابنَ أُمّ حَكِيمِ
- للبدرُ وابنُ غمامة ٍ ربعية ٍ
- أصْبَحْتَ أكْرَمَ ظاعِنٍ وَمُقِيمِ
- و نباتُ عيصكمُ لهُ طيبُ الثرى
- و قديمُ عبصكَ كانَ خيرَ قديم
- لما نزلتُ بكمْ عرفتمْ حاجتي
- فجبرتَ عظمي واستجدَّ أديمي
- و لقد حبوني بالجيادِ وأخدموا
- خَدَماً إلى مائة ٍ بهَازِرَ كُومِ
- حَيّيْتُ وَجْهَكَ بِالسّلامِ تَحِيّة ً،
- و عرفتُ ضربَ كريمة ٍ لكريم
- و اللهُ فضلَ والديكَ فأنجبا
- و عددتَ خيرَ خؤولة ٍ وعموم
- أرْضَيْتَنَا وَخُلِقْتَ نُوراً عالِياً
- بِالسّعْدِ، بَيْنَ أهِلَّة ٍ وَنَجُومِ
- أنتَ ابنُ مُعْتَلَجِ الأباطِحِ فافتَخِرْ
- مِنْ عَبدِ شَمسَ بذِرْوَة ٍ وَصَمِيمِ
- و لقدْ بنيَ لكَ في المكارمِ والعلا
- آلُ المغيرة ِ منْ بني مخزوم
- و بآلِ مرة َ رهطِ سعدي فافتخرْ
- منْهُمْ بِمَكْرُمَة ٍ وَفَضْلِ حُلُومِ
- المانعينَ إذا النساءُ تبذلتْ
- وَالجاسِرِينَ بِمُضْلِعِ المَغْرُومِ
- ما كانَ في أحدٍ لهمْ مستنكراً
- فَكُّ العُنَاة ِ، وَحَملُ كُلّ عَظِيمِ
- وَبَنى لِمَسْلَمَة َ الخَلائِفُ في العُلى
- شَرَفاً، أقَامَ بِمَنْزِلٍ مَعْلُومِ
المزيد...
العصور الأدبيه