الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> علامَ تلومُ عاذلة ٌ جهولُ >>
قصائدجرير
علامَ تلومُ عاذلة ٌ جهولُ
جرير
- علامَ تلومُ عاذلة ٌ جهولُ
- و قدْ تلى َّ رواحلنا الرحيلُ
- فانَّ السيفَ يخلقُ محملاهُ
- وَيُسْرِعُ في مَضَارِبِهِ النّحُولُ
- قَطَعْنَ إلَيْكُمُ مُتَشَنَّعَاتٍ،
- مَهامِهَ مَا يُعَدّ لَهُنّ مِيلُ
- أتَينَ عَلى السّمَاوَة ِ بَعْدَ خَبْتٍ،
- قَليلٌ مَا تَأنِّينَا قَلِيلُ
- و قد عزَّ الكواهلُ بعدنيٍّ
- عَرَائكَها، وَقَدْ لَحِقَ الثّميلُ
- عَلَيك، وَإنْ بَلِيتِ كما بَلِينَا،
- سَلامُ الله، أيّتُهَا الطّلُولُ
- أبانَ الحيُّ يومَ لوى حيٍّ
- نَعَمْ بَانُوا وَلمْ يُشْفَ الغَلِيلُ
- لَيَاليَ لا تُوَدّعُنَا بِصُرْمٍ
- فَتُؤيِسَنَا، وَلا بِجَداً تَنُولُ
- كأنكَ حينَ تشحطُ عنكَ سلمى
- أميمٌ حينَ تذكرهُ تبيل
- ذَكَرْنَا ما نَسِيتِ غَداة َ قَوٍّ،
- و قد يهتاجُ ذو الطرب الوصولُ
- أعاذلَ ما للومكِ لا أراهُ
- يُفِيقُ، وَشَرُّ ذي النّصْحِ العَذولُ
- سُلَيْمانُ المُبارَكُ، قَد عَلِمْتُم،
- هُوَ المَهْدِيّ قَدْ وَضَحَ السّبِيلُ
- أجرتَ منَ المظالمُ كلَّ نفس
- وَأدّيْتَ الذي عَهِدَ الرّسُولُ
- صفتْ لكَ بيعة ٌ بثبات عهد
- فَوَزْنُ العَدلِ أصْبَحَ لا يَمِيلُ
- ألا هَلْ للخَلِيفَة ِ في نِزَارٍ،
- فَقَدْ أمْسَوْا وَأكثرُهُمْ كُلُولُ
- وَتَدْعُوكَ الأرامِلُ وَاليَتَامَى ،
- و منْ أمسى وليسَ به حويل
- و تشكو الماشياتُ اليكَ جهداً
- وَلا صَعْبٌ لَهُنّ وَلا ذَلُولُ
- وَأكْثَرُ زَادِهِنّ، وَهُنّ سُفْعٌ،
- حُطامُ الجِلْدِ وَالعَصَبُ المَلِيلُ
- وَيدْعُوكَ المُكَلَّفُ بَعدَ جَهدٍ،
- و عانٍ قدْ أضر بهِ الكبول
- و ما زالتْ معلقة ً بثديٍ
- بذي الدّيماسِ أوْ رَجُلٌ قَتِيلُ
- فرجتَ الهمَّ والحلقاتِ عنهمْ
- فَأحْيَا النّاسُ وَالبَلَدُ المُحُولُ
- إذا ابتدرَ المكارمُ كانَ فيكمْ
- رَبيعُ النّاسِ وَالحَسَبُ الأثِيلُ
- تهينونَ المخاضَ لكلَّ ضيفٍ
- إذا ما حُبّ في السّنَة ِ الجَميلُ
- عَلَوْتُمْ كُلّ رَابِيَة ٍ وَفَرْعٍ،
- وَغَيرُكُمُ المَذانِبُ وَالهجولُ
- لكُمْ فَرعٌ تَفَرَّعَ كُلَّ فَرْعٍ،
- و فضلٌ لا تعادلهُ الفضولُ
- لَقَدْ طالَتْ مَنابتُكُمْ فَطابَتْ،
- فطابَ لكَ العمومة ُ والخؤولُ
- تَزُولُ الرّاسِياتُ بِكُلّ أُفْقٍ،
- وَمَجْدكَ لا يُهَدّ وَلا يَزُولُ
المزيد...
العصور الأدبيه