الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> شعفتَ بعهدٍ ذكرتهُ المنازلُ >>
قصائدجرير
شعفتَ بعهدٍ ذكرتهُ المنازلُ
جرير
- شعفتَ بعهدٍ ذكرتهُ المنازلُ
- وكِدتَ تناسَى الحِلمَ وَالشّيبُ شاملُ
- لعمركَ لا أنسى َ لياليَ منعجٍ
- و لا عاقلاً إذْ منزلُ الحيَّ عاقلُ
- وَمَا نَامَ إذْ باتَ الحَوَاضِنُ وَلّهاً،
- وَلَكِنْ هَوَانَا المُنْفِسَاتُ العَقائِلُ
- ألا حَبّذا أيّامَ يَحْتَلّ أهْلُنَا
- بذاتِ الغضا والحيُّ في الدارِ آهل
- و إذْ نحنُ ألافٌ لدى كلَّ منزلٍ
- وَلَمّا تُفَرَّقْ للطِّيَاتِ الجَمَائِلُ
- و إذْ نحنُ لمْ يولعْ بنا الناسُ كلهمْ
- وَما ترْتَجِي صُرْمَ الخَليطِ العَوَاذِلُ
- خليليَّ مهلاً لا تلوما فانهُ
- عَذابٌ إذا لامَ الصّديقُ المُوَاصِلُ
- عجبتُ لهذا الزائر الركبَ موهناً
- و منْ دونهِ بيدُ الملا والمناهلُ
- أقامَ قليلاً ثمَّ باحَ بحاجة ٍ
- إلَيْنَا وَدَمْعُ العَينِ بالمَاء وَاشِلُ
- وَأنّى اهْتَدَى للرّكْبِ في مُدْلهمّة ٍ،
- تداعسُ بالركبانِ فيها الرواحلِ
- أناخوا قليلاً ثمَّ هاجوا قلائصاً
- كما هيجَ خَيطٌ مَغرِبَ الشّمسِ جافلُ
- و أيُّ مزار زرتَ حرفٌ شملة ٌ
- و طاوى الحشا مستانسُ القفرِ ناحل
- وَلَوْلا أمِيرُ المُؤمِنِينَ، وَأنّهُ
- إمامٌ وعدلٌ للبرية ِ فاصلُ
- وَبَسطُ يَدِ الحَجاجِ بالسّيفِ لم يكنْ
- سَبيلُ جِهَادٍ وَاستُبيحَ الحَلائِلُ
- إذا خافَ دَرْءاً مِنْ عَدُوٍّ رَمَى بِهِ
- شديدُ القُوَى والنزْعِ في القوْس نابلُ
- خَليفَة ُ عَدْلٍ، ثَبّتَ الله مُلْكَهُ
- على َ راسياتٍ لمْ تزلها الزلازلُ
- دعوا الجبنَ يا أهلَ العراقِ فانما
- يُبَاحُ وَيُشْرَى سَبيُ مَن لا يُقاتِلُ
- لَقَدْ جَرّدَ الحَجّاجُ بالحَقّ سَيْفَهُ
- لكُمْ فاستَقيمُوا لا يميلَنّ مَائِلُ
- وَلا حُجّة ُ الخَصْمَينِ حَقٌّ وَباطِلُ
- و أصبحَ كالبازي يقلبُ طرفهُ
- عَلى مَرْبإٍ، وَالطّيرُ مِنْهُ دَوَاخِلُ
- وَخافُوكَ حتى القَوْمُ تَنْزُو قُلُوبُهمْ
- نزاءُ القطا التفتْ عليهِ الحبائلُ
- وَمَا زِلْتَ حتى أسْهَلَتْ مِنْ مخافَة ٍ
- اليكَ اللواتي في الشعوفِ العواقل
- وَثِنْتَانِ في الحِجّاجِ لا تَرْكُ ظالِمٍ
- سوياً ولا عندَ المراشاتِ نائلُ
- و منْ غلَّ مالَ اللهِ غلتْ يمينهُ
- إذا قيلَ أدوا لا يغلنَّ عاملُ
- وَمَا نَفعَ المُسْتَعمَلِينَ غُلُولُهُمْ،
- وَما نَفَعَتْ أهْلَ العُصَاة ِ الجَعائِلُ
- قَدِمْتَ على أهْلِ العِرَاقِ وَمِنْهُمُ
- مخالفُ دينِ المسلمينَ وخاذلُ
- فكُنْتَ لَمن لا يُبْرِىء الدّينُ قَلْبَهُ
- شِفَاءً، وَخَفّ المُدْهِنُ المتَثاقِلُ
- و أصبحتَ ترضى كلَّ حكمٍ حكمتهُ
- نِزَارٌ، وَتعطي ما سألْتَ المقَاوِلُ
- صَبَحْتَ عُمَانَ الخَيْلِ رَهْواً كأنّما
- قَطاً هاجَ مِنْ فَوْقَ السّماوَة ِ ناهِلُ
- يُناهِبْنَ غِيطانَ الرّفاقِ، وَتَرْتَدي
- نِقالاً إذا ما استَعرَضَتْها الجَرَاوِلُ
- سَلَكْتَ لأهْلِ البَرّ بَرّاً فَنِلْتَهُمْ
- و في اليمَّ يأتمُّ السفينُ الجوافلُ
- تَرَى كُلّ مِرْزَاب يُضَمَّنُ بَهوُهَا
- ثَمانِينَ ألفْاً، زَايَلَتْهَا المَنَازِلُ
- جَفُولٍ تَرَى المِسْمَارَ فِيها كأنّهُ،
- إذا اهتَزّ، جِذْعٌ من سُمَيحة َ ذابلُ
- إذا اعتركَ الكلاءُ والماءُ لم تقدْ
- بِأمْرَاسِهَا، حتى تَثُوبَ القَنَابِلُ
- تَخَالُ جِبَالَ الثّلْجِ لَمّا تَرَفّعَتْ
- أجلتها والكيدُ فيهنَّ كامل
- تَشُقّ حَبَابَ الماء عَنْ وَاسِقاتِهِ،
- وَتَغرِسُ حوتَ البَحرِ منها الكلاكلُ
- لَقد، جَهَدَ الحَجّاجُ في الدّينِ وَاجتبى
- جبا لمْ تغلهُ في الحياض الغوائلُ
- و ما نانَ إذْ باتَ الحواضنُ ولها
- وَهُنّ سَبَايا، للصّدورِ بَلابِلُ
- أطيعوا فلاَ الحجاجُ مبقٍ عليكمُ
- وَلا جِبرَئيلٌ ذو الجَناحَينِ غَافِلُ
- ألا رُبّ جَبّارٍ حَمَلْتَ على العَصَا
- و بابُ استهِ عنْ منبرِ الملكِ زائلِ
- تَمَنّى شَبيبٌ مُنْيَة ً سَفَلَتْ بِهِ،
- و ذو قطريٍّ لفهُ منكَ وابل
- تقولُ فلا تلقى لقولكَ نبوة ٌ
- وَتَفْعَل ما أنْبَأتَ أنّكَ فَاعِلُ
المزيد...
العصور الأدبيه