الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> حيَّ الديارَ على سفي الأعاصيرَ >>
قصائدجرير
حيَّ الديارَ على سفي الأعاصيرَ
جرير
- حيَّ الديارَ على سفي الأعاصيرَ
- أسنَنكَرَتْنيَ أمْ ضَنّتْ بتَخبيرِي
- حيَّ الديارَ التي بلى معارفها
- كلَّ البلا نفيانُ القطرِ والمورِ
- هلْ أنتِ ذاكرة ٌ عهداً على قدمٍ
- أُسقِيتِ مِنْ سَبَلِ الغُرّ المَباكِيرِ
- هَلْ تَعرِفُ الرَّبعِ إذ في الرَّبعِ عامرُه،
- فَاليَوْمَ أصْبَحَ قَفْراً غَيرَ مَعمُورِ
- أوْ تُبْصرَانِ سَنَا بَرْقٍ أضَاء لَنَا
- رملَ السمينة ِ ذا الأنقاءِ والدور
- ما حَاجَة ٌ لَكَ في الظُّعنِ التي بَكَرَتْ
- منْ دارة ِ الجأبِ كالنخلِ المواقيرِ
- كادَ التذكرَ يومَ البينْ يشفعني
- إنَّ الحليمَ بهذا غيرُ معذورِ
- ماذا أرَدْتَ إلى رَبعٍ وَقَفْتَ بِهِ،
- هَلْ غَيرُ شَوْقٍ وَأحزَانٍ وَتَذكيرِ؟
- ما كنتَ أولَ مخزونٍ أضربهِ
- بَرْحُ الهَوَى ، وَعَذابٌ غَيرُ تَفْتِيرِ
- تَبِيتُ لَيْلَكَ ذا وَجْدٍ يُخامِرُهُ،
- كأنَّ في القلبِ أطرافَ المساميرِ
- يا أُمّ حَزْرَة َ! إنّ العَهْدَ زَيّنَهُ
- ودٌّ كريمٌ وسرٌّ غيرُ منثور
- حَيّيْتِ شُعْثاً وَأطْلاحاً مُخَدَّمَة ً،
- وَالمَيس مَنقُوشَة ً نَقْشَ الدّنَانِيرِ
- هل في الغواني لمنْ قتلنَ منْ قودِ
- أو منِ دياتٍ لقتلِ الأعينُ الحورِ
- يَجْمَعنَ خُلْفاً وَمَوْعوداً بخِلْنَ بهِ
- إلى جَمَالٍ وَإدْلالٍ وَتَصْوِيرِ
- أما يزيدُ فانَّ اللهَ فهمهُ
- حكماً وأعطاهُ ملكاً واضحَ النورِ
- سرنا منَ الدامِ والروحانِ والأدمى
- تنوي يزيدَ يزيدَ المجدِ والخيرِ
- عيدِيّة ٌ بِرِحَالِ المَيْسِ تَنسُجُها
- حَتى تَفَرَّجَ مَا بَينَ المَسَامِيرِ
- خوضَ العيونِ إذا استقبلنَ هاجرة ً
- يُحسَبنَ عوراً وَما فيهِنّ من عُورِ
- تخدي بنا العيسُ والحرباءُ منتصبٌ
- و الشمسُ والجة ٌ ظلَّ اليعافيرِ
- مِنْ كُلّ شَوْساءَ لمّا خُشّ نَاظِرُها
- أدْنَتْ مُذَمَّرَها من وَاسطِ الكُورِ
- ما كادَ تَبلُغُ أطْلاحٌ أضَرّ بِهَا
- بُعْدُ المَفَاوِزِ بَينَ البِشْرِ وَالنَّيرِ
- مِنَ المَهَارِي التي لمْ يُفْنِ كِدْنَتَها
- كرُّ الروايا ولمْ يحدجنَ في العيرِ
- صَبّحنَ في الركبِ، إنّ الركبَ قحَّمهم
- خِمْسٌ جَمُوحٌ فهَذا وِرْدُ تَبكِيرِ
- قَفْرَا الجَبَا لا تَرَى إلاّ الحَمَامَ بِهِ
- مِنَ الأنِيسِ خَلاءً غَيرَ مَحضُورِ
- تَنفي دِلاءُ سُقاة ِ القَوْمِ إذُ وَرَدُوا
- كالغِسْلِ عن جَمّ طامٍ غيرِ مجْهورِ
- كأن اوناً به منْ زيتِ سامرة ٍ
- وَلَوْنَ وَرْدٍ مِنَ الحِنّاء مَعصُورِ
- لما تشوقَ بعضُ القومِ قلتُ لهم
- أينَ اليمامة َ منْ عينْ السواجيرِ
- زوروا يزيدَ فانّ اللهَ فضلهُ
- و استبشروا بمريعِ النبتِ محبورِ
- لاَتسْأمْوا للمطايا ما سَرَينَ بِكُمْ
- و استبشروا بنوالٍ غير منزورِ
- و استمطروا نفحاتٍ غير مخلفة ٍ
- منْ سيبِ مستبشرٍ بالملكِ مسرورِ
- سرنا على ثقة ٍ حتى نزلتُ بكم
- مُسْتَبشِراً بِمَرِيعِ النّبْتِ مَمطُورِ
- لما بلغتَ إمامَ العدلِ قلتُ لهمْ
- قد كانَ من طولِ إدلاجي وَتَهجِيرِي
- فاستَوْرِدُوا مَنهَلاً رَيّانَ ذا حَبَبٍ
- مِنْ زَاخِرِ البَحْرِ يَرْمي بالقَرَاقِيرِ
- لقد تركتَ فلا نعدمكَ إذْ كفروا
- لابنِ المُهَلّبِ عَظْماً غيرَ مَجبْوُرِ
- يا ابنَ المُهَلّبِ إنّ النّاسَ قد علِموا
- أنَّ الخلافة َ للشمَّ المغاويرِ
- لا تَحسِبَنّ مِرَاسَ الحرْبِ إذ خطَرتْ
- أكلَ القبابِ وأدمْ الرغفِ بالصبرِ
- خَليفَة َ الله إنّي قد جعَلتُ لَكمْ
- غراً سوابقَ منْ نسجي وتحبيري
- لا ينكرُ الناسُ قدماً أنْ تعرفهمْ
- سبقاً إذا بلغوا نحزَ المضاميرِ
- زَانَ المَنَابِرَ، وَاختَالَت بمُنْتَجَبٍ
- مثبتٍ بكتابِ اللهِ منصورِ
- في ألِ حربٍ وفي الأعياصِ منبتهٌ
- همْ ورثوكَ بناءً عاليَ السورِ
- يستغفرونَ لعبدِ اللهِ إذ نزلوا
- بالحوضِ منزلَ إهلالٍ وتكبيرِ
- يكفي الخليفة َ أنَّ اللهَ فضلهُ
- عزمٌ وثيقٌ وعقدٌ غيرُ تغريرِ
- ما ينبتُ الفرعُ نبعاً مثلَ نبعتكمْ
- عِيدانُها غَيرُ عَشّاتٍ وَلا خُورِ
- قدْ أخرجَ اللهُ قسراً منْ معاقلهمْ
- أهْل الحُصُونِ وَأصْحاب المَطامِيرِ
- كمْ منْ عدوٍ فجذَّ الله دابرهمْ
- كادوا بمَكْرِهِمُ فارْتَدّ في بورِ
- وَكانَ نَصراً منَ الرحمنِ قدّرَهُ؛
- و اللهُ ربكَ ذو ملكٍ وتقديرِ
المزيد...
العصور الأدبيه