الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> ألاَ تصحو وتقصرُ عنْ صبكا >>
قصائدجرير
ألاَ تصحو وتقصرُ عنْ صبكا
جرير
- ألاَ تصحو وتقصرُ عنْ صبكا
- و هذا الشيبُ أصبحَ قدْ علاكا
- أمِنْ دِمِنٍ، بَلِينَ بِبَطْنِ قَوٍّ،
- بَكَيْتَ لهَا، وَشَجْوٌ ما بَكَاكَا
- تَبَاعَدُ مِنْ وِصَالِكَ أيَّ بُعْدٍ،
- وَلَوْ تَدْنُو قَتَلْتَ بهَا هَوَاكَا
- إذا ما جردتْ فنقا كثيبٍ
- و في القرى هيكلة ٍ ضناكا
- ألا يَا حَبّذا جَرَعَاتُ قَوٍّ،
- وَحَيْثُ يُقَابِلُ الأثَلُ الأرَاكَا
- وَقَدْ لاحَ المَشيبُ، فَمَا أرَاهُ
- عداكَ وقدْ صبوتَ ولا نهاكا
- فَلَيْتَكَ قَدْ قَضَيْتَ بِذاتِ عِرْق
- وَمِنْ نَجْدٍ وَسَاكِنِهِ مُنَاكَا
- تُذَادُ عَنِ المَشارِعِ، كُلَّ يَوْمٍ،
- وَوَرْدُكَ لِوْ وَرَدْتَ بهِ كَفَاكَا
- أتَهْوَى مَنْ دَعَاكَ لِطُولِ شَجْوٍ؛
- و منْ أضنى فؤادكَ إذْ دعاكا
- فكيفَ بمنْ أصابَ فؤادَ صبٍّ
- بذلكَ لو يشاءُ لقدْ شفاكا
- و قدْ كانتْ قفيرة ُ ذاتَ قرنٍ
- ترى في زيغِ أكعبها أصطكاكا
- أتَفْخَرُ بالحُبَى ، وَخَزِيتَ فيها
- وَقَبلَ اليَوْمِ، ما فُضِحتْ حُبَاكَا
- قد انبعثَ الأخيطلُ غبر فانٍ
- و لا غمرٍ وقدْ بلغَ احتناكا
- و ما قرأ المفصلَ تغلبيٌّ
- وَلا مَسّ الطَّهُورَ وَلا السّوَاكَا
- و لا عرفوا مواقفَ يومِ جمعِ
- و لا حوضَ السقاية ِ والأراكا
- أيوعِدُني الأخَيْطِلُ مِنْ بَعِيدٍ،
- وَقَدْ لاقَى أسِنّتَنَا شِبَاكَا
- رويدَ الجهلِ انَّ لنا بناءً
- إذا مَا رُمْتَهُ قَصُرَتْ يَدَاكَا
- تَعَلّمْ إنّ أصْليَ خِنْدِفيُّ،
- ستعلمُ مبتنايَ ومبتناكا
- لَنَا البَدْرُ المُنِيرُ، وَكُلُّ نَجْمٍ،
- وَلا بَدْراً تَعدّ، وَلا سِمَاكَا
- و انكَ لو تصعدُ في جبالي
- تَبَاعَدَ، مِنْ نُزُولِكَ، مُرْتَقاكَا
- تلاقي العِيصَ، ذا الشَّبَوَاتِ دُوني
- وَوِرْدَ الخَيْلِ تَعْتَرِك اعْتِرَاكَا
- وَحَيّاً، يُقْرَبُونَ بَنَاتِ قَيْدٍ،
- بهَا مَنَعُوا المُلَيْحَة َ وَاللُّكَاكَا
- إذا ما عُدّ فَضْلُ حَصَى تَميمٍ،
- تَحاقَرَ، حينَ تَجْمَعُهُ، حَصَاكَا
- حمتْ قيسٌ بدجلة َ عسكريها
- فأنهبَ يومَ دجلة َ عسكراكا
- همُ حدروكَ منْ نجدٍ فأمستْ
- معَ الخنزيرِ قاصية ً نواكا
- تكفرُ باليدينِ إذا التقينا
- و تلقى منْ مخافتنا عصاكا
- عطاءُ اللهِ تكرمة ً وفضلاً
- بسخطك ليسَ ذلكَ عنْ رضاكا
- رَشَتْكَ مُجاشِعٍ سَكَراً بفَلْسٍ،
- فَلا يَهْنِيكَ رِشْوَة ُ مَنْ رَشَاكَا
- ألَيْسَ الله فَضّلَ سَعْيَ قَوْمٍ،
- هداهمْ للصراطِ وما هداكا
- تكفرُ باليدينِ إذا التقينا
- و أدَّ الى َ خليفتنا جزاكا
- أتَزعُمُ ذا المَنَاخِرِ كانَ سبْطاً
- يَهُودِيّاً، وَنَزْعُمُهُ أبَاكَا
المزيد...
العصور الأدبيه