الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا >>
قصائدجرير
أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا
جرير
- أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا
- و لا تهوى بذي العشرِ الزيالا
- قفا عوجا على َ دمنٍ برهبي
- فحيوا رسمهنَّ وانْ أحالا
- وَشَبّهْتُ الحُدوجِ غَداة َ قَوٍّ،
- سَفِينَ الهِنْدِ رَوّحَ مِنْ أَوَالا
- جَعَلنَ القَصْدَ عَن شَطِبٍ يميناً،
- و عن أجمادِ ذي بقرٍ شمالا
- جمعنْ لنا مواعدَ معجباتٍ
- و بخلاً دونَ سؤلكَ واعتلالا
- أوَانِيسُ لم يَعِشْنَ بعَيشِ سَوْءٍ
- يجددنَ المواعدَ والمطالا
- فَقَد أفنَينَ عُمرَكَ، كلَّ يَوْمٍ،
- بِوَعْدٍ ما جَزَينَ بِهِ قِبالا
- و لة يهوينَ ذاكَ سقينَ عذباً
- على العلاتِ آونة ً زلالا
- و لكنَّ الحماة َ حموكَ عنهُ
- فَما تُسْقَى على ظمَإٍ بِلالا
- ألا تَجْزِينَ وُدّي في لَيَالٍ،
- وَأيّامٍ، وَصَلْتُ بِهِ طِوَالا
- أحبُّ الظاعنينَ غداة َ قوٍّ
- و لا اهوى المقيمَ بهِ الحلالا
- لَقد ذرَفَتْ دُموعُكَ يَوْمَ رَدّوا
- لِبَينِ الحَيّ فاحتَمَلُوا الجِمالا
- و في الأظعانِ مثلُ مهى رماحٍ
- نصبنَ لهُ المصايدَ والحبالا
- فَمَا أشّوَينَ حِينَ رَمَينَ قَلْبي
- سِهَاماً لَمْ يَرِشْنَ لهَا نِبَالا
- ووَلَكِنْ بالعُيُونِ وَكُلّ خَدٍّ،
- تَخَالُ بهِ، لبَهجَتِهِ، صِقالا
- لَعَمْرُكَ ما يَزِيدُكَ قُرْبُ هِنْدٍ،
- إذا مَا زُرْتَهَا، إلاّ خَبَالا
- و قد قالَ الوشاة ُ فأفزعونا
- ببَعْضِ القَوْلِ نَكْرَهُ أنْ يُقالا
- رأيتكَ يا أخيطلُ إذْ جرينا
- و جربتِ الفراسة ُ كنتَ فالا
- و قدْ نخسَ الفرزدقُ بعدَ جهدٍ
- فألقَى القَوْسَ إذْ سَئمَ النّضَالا
- وَنَحنُ الأفضَلونَ، فأيَّ يَوْمَ،
- تقولُ التغلبيُّ رجا الفضالا
- ألمْ ترَ أنَّ عزَّ بني تميمٍ
- بناهُ اللهُ يومَ بنيَ الجبالا
- بَني لَهُمُ رَوَاسيَ شَامِخَاتٍ،
- و عاليَ اللهِ ذروتهُ فطالا
- بَنَى لي كُلُّ أزْهَرَ خِنْدِفِيٌّ،
- يُبَارِي، في سُرَادِقِهِ، الشَّمالا
- تنصفهُ البرية ُ وهوَ سامٍ
- و يمسي العالمونَ لهُ عيالا
- تواضعتِ القرومُ لخندفيّ
- اذا شئنا تخمط ثمَّ صالا
- وَيَسْعَى التْغلِبيُّ، إذا اجتَبْينَا،
- بحزيتهِ وينتظرُ الهلالا
- لَقيتُمْ، بالجَزِيرَة ِ، خَيْلَ قَيْسٍ
- فقلتمْ مارَ سرجسَ لا قتالا
- فلا خيلٌ لكمْ صبرتْ لخيلٍ
- و لا أغنتْ رجالكمُ رجالا
- و أسلتمْ شعيثَ بني مليلٍ
- أصابَ السيفُ عاتقهُ فمالا
- شَرِبْتَ الخَمْرَ بَعدَ أبي غُوَيْث
- فَلا نَعِمَتْ لَكَ النَّشَوَاتُ بَالا
- تسوفُ التغلبية ُ وهيَ سكرى
- قَفَا الخِنْزِيرِ، تَحْسِبُهُ غَزَالا
- تظلُّ الخمرُ تخلجُ أخدعيها
- وَتَشكو في قَوَائِمِهَا امْذِلالا
- أتحسبُ فلسَ أمكَ كانَ مجدا
- و جدكمُ عنْ النقدِ الجفالا
- تَنَاوَلْ مَا وَجدْتَ أباكَ يَبْني،
- فأما الخندفيَّ فلنْ تنالا
- ألَيْسَ أبو الأخَيْطِلِ تَغْلِبيّاً؟
- فبئسَ التغلبيُّ أباً وخالا
- إذا ما كانَ خالكَ تغلبياً
- فبادلْ إنْ وجدتَ لهُ بدالا
- وَيَرْبُوعٌ تَحُلّ ذرَى الرّوَابي،
- و تبني فوقها عمداً طوالا
- وَقد عَلق الأخَيطلُ حَبلَ سَوْءٍ،
- فأبرحَ يومهنَّ بهِ وطالاً
- ألمْ ترَ يا اخيطلُ حربَ قيسٍ
- تَمرّ إذا ابتَغٍيْتَ لهَا العِلالا
- إذا لمْ تصحُ نشوتكمْ فذوقوا
- سيوفَ الهندْ والأسلَ النهالا
المزيد...
العصور الأدبيه