الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> النابغة الشيباني >> لقد واصلْتُ سلْمى في لَيالٍ >>
قصائدالنابغة الشيباني
- لقد واصلْتُ سلْمى في لَيالٍ
- وأيّامٍ وعَيْشٍ غيرِ عَشِّ
- لقد هازلتُها في يومِ دَجْنٍ
- على عتقٍ من الديباج فرش
- كأن مدامة ً ورضاب مسكٍ
- وكافوراً ذكيّاً لم يُغشّ
- تُعِلُّ به ثنايا بارداتٌ
- كَلَوْنِ الأقحوان غداة طَشِّ
- تُحيرُ بِنَقْشِ سُنَّتِهاـ إذا ما
- بدت يوماً - محاسن كل نقش
- تبذ العين إن قعدت جمالاً
- وتنطق من رآها حين تمشي
- إذا ارتجت روادفها تهادت
- مبتلة ً شواها غير حمش
- عليْها الدرُّ نيطَ لها شُنوفاً
- كبيض ضئيلة ٍ في جوف عش
- أجادَ بِها بُحورٌ من بُحورٍ
- وعِينٌ من نساءٍ غيرِ عُمْشِ
- كشمس الصيف غرتها ضياءٌ
- يكاد شعاعها في البيت يعشي
- كأني شاربٌ يوم استقلت
- دماء ذرارحٍ وسمام رقش
- فأضحت دارها منها قفاراً
- قطوع الود لا ترشي لمرشي
- وغير آي دمنتها غيوتٌ
- تُعِجُّ التلْعَ من وبلٍ بِحفْشِ
- سقى ماء الندى منها رياضاً
- وسارحة ً مع اليوم المرش
- بها نورٌ من الأزواج شتى
- تجول بها أوابد كل وحش
- ومن جأب النسالة أخدري
- ومن شَخْصٍ ترودُ وأمُّ جَحش
- ومن عيناء راتعة ٍ وأخرى
- إذا رَبضَتْ تردُّ رجيعَ كِرْشِ
- وظلمانٌ تقود لها رئالاً
- كأن نعامهن سبي حبش
- ولستُ إذا عرا ظُلمي صديقي
- إذا ما دامَ من وُدّي بِبَشِّ
- وأنصحُ للنصيحِ إذا استراني
- وأرفِدُ ذا الضغينة شرَّ غِشِّ
- وتأتيني قَوارِصُ عن رجالٍ
- فأَبلُغُ حاجتي في غيرِ فُحْشِ
- وأُدرِكُ صالحَ الأوتارِ عَفْواً
- بعون الله في طلبي ونجشي
- أبى لي ما غلبت به الأعادي
- عطاء الله من شعري وبطشي
- فلا يخشى ذَوو الأحلامِ جَهْلي
- ولا أرعي على البذخ الغطمش
- أهش لحمد قومي كل يومٍ
- ولسْتُ إلى ملامَتِهمْ بِهَشِّ
- وَجَدْتُ أَبا رَبيعة َ فوقَ بَكْرٍ
- كما علت البلاد بنات نعش
- نغدّي الضيف من قَمَعِ المَتالي
- سَديفاً مُشْبِعاً منه يُعَشّي
- ونَحمِلُ كُلَّ مُضْلِعَة ٍ وعَقْلٍ
- ونضرب في الكتيبة كل كبش
- ونضرب من تعرض موضحاتٍ
- علانية ً جهاراً غير غطش
- هم المستقدمون إلى المنايا
- وقد لَبِسوا سِلاحاً غيرَ وَخْشِ
- سأعْني مَنْ عنى قومي بِسوءٍ
- ولا يبلى إذا رجمت خدشي
- وليلٍ قد قطعت وخرق تيهٍ
- على هَوْلٍ بذي خُصَلٍ لَجُشِّ
- أُقَدِّمُهُ يجوبُ بيَ الحُدابى
- على ثَبَجٍ من الظلماءِ جَرْشِ
- ولولا اللهُ ليسَ لهُ شريكٌ
- إلهُ الناسِ ذو مُلْكٍ وعَرشِ
- لباكرني من الخُرطومِ كأسٌ
- تكادُ سُؤورُ نَفْحتها تُنَشّي
- تَدُبُّ لها حُمّيا حين تَنْمي
- وينفحُ ريحُها عند التجشّي
- يُباعُ الكأسُ منها غيرَ صِرْفٍ
- بصافية ٍ من الأوراقِ حُرْشِ
- وإنَّ خلائقي حَسُنَتْ وطابَتْ
- كِرامٌ لا يُسَبُّ بِهِنَّ نعشي
المزيد...
العصور الأدبيه