الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> النابغة الشيباني >> خل قلبي من سليمى نبلها >>
قصائدالنابغة الشيباني
- خل قلبي من سليمى نبلها
- إذْ رمتْني بسهامٍ لم تَطِشْ
- طفلة الأطراف رودٌ دمية ٌ
- وشواها بَختريٌّ لم يُحَشْ
- وتزين الوجهَ منها غُرّة ٌ
- تبرق الأبصار منها لم تعش
- وكأن الدر في أخراصها
- بَيْضُ كَحْلاءَ أقَّرتْهُ بِعُشْ
- ولها عينا مهاة ٍ في مهاً
- ترتعي نبتَ خُزامى ونَتَشْ
- بعضها يغذو سخالاً نبهاً
- قائماتٍ بينَ ثيرانٍ نُفُشْ
- ترتعي نبت عَدابٍ مونقٍ
- نور مزبادٍ ونوراً للكرش
- لا ترى إلا صواراً راتعاً
- أو رعيلاً زاعلاً مثل الحَبَش
- ركبت منه كعابٌ حمشة ٌ
- بينَ سوقٍ وظنابيبَ حُمُشْ
- وكأنَّ الصُحْمَ من ظِلمانِها
- كُلَّما أَنْسَلْنَ زِفّاً شومُ فَرْش
- وإذا تضحك سلمى عن مهاً
- لاح برقٌ هم مشعوفٍ عطش
- حُرّة ُ الحُسْنِ رخيمٌ صَوْتُها
- رطبٌ تجنيه كف المنتقش
- وهي في الدجن إذا ما عونقت
- مُنية ُ البعلِ وهمُّ المُفترش
- أيها الساقي سقته مزنة ٌ
- من ربيعٍ ذي أهاضيب وطش
- إمدح الكأس ومن أعملها
- وکهْجُ قوماً قتلونا بالعَطَشْ
- إنما الكأس ربيعٌ باكرٌ
- فإذا ماغاب عنا لم نعش
- وكأَنَّ الشربَ قومٌ مَوّتوا
- من يقم منهم لبولٍ يرتعش
- خرس الألسن مما صابهم
- بين مصدوعٍ وصاحٍ منتعِش
- من حُمّيا قَرْقَفٍ حُصِّيَّة ٍ
- قَهْوة ٍ حَوْليّة ٍ لم تُمْتَحَشْ
- فهي صافٍ لونها مبيضة ٌ
- آلَ منها في خَوابٍ لم تُغَشْ
- ينفع المزكوم منها ريحها
- ثم تشفي داءَهُ إنْ لم تُنَشْ
- وتُرخّي بالَ مَنْ يشربُها
- ويفدّي كرمَها عندَ التَّجشْ
- وهي من يطعمُها يشحَذْ لَها
- ينفق الأموال فيها كل هش
- وبنو شيْبانَ حولي منهُمُ
- حلقٌ غلبٌ وليست بالقمش
- زاد شيبان وأثرى زرعها
- آبِرُ الزرعِ وعَيْشٌ غَيرُ عَشْ
- وردوا المجد وكانوا أهله
- فرووا والمجد عافٍ لم ينش
- وهي الشدق إذا ما استنطقت
- أبلغت في كل فنٍ لم تكش
- وترى الخيل لدى أبياتهم
- كلَّ جرداءَ وساجيٍّ هَمِشْ
- ليس في الألوان منها هُجنة ٌ
- بَلَقُ الغُثْرِ ولا عَيْبُ بَرَشْ
- يتجاوبْنَ صهيلاً في الدُّجى
- أَرِناتٍ بين صلصالٍ وجُشْ
- فَبِها يحوونَ أموالَ العِدا
- ويصيدون عليها كل وحش
- دميت أكفالها من طعنهم
- بالردينيات والخيل النجش
- وهمف يالحرب لما زاحفوا
- بَيْنَ خَيْلَيْنِ بزحفٍ منتغِشْ
- نُنْهِلُ الخطِّيَ مِنْ أعدائِنا
- ثُمَّ نفري الهامَ إن لمْ نَفْترِش
- بأكف لقحت لما سمت
- بسيوفٍ ربعياتٍ بهش
- عاضباتٍ كل قرنٍ للكبش
- وإذا الإبل من المحل غدت
- وهي في أعينها مثل العمش
- حُسَّرَ الأوبارِ مما لَقِيَتْ
- من سحابٍ صاف عنها لم يرش
- خسف الأعين ترعى جوفة ً
- همدت أوبارها لم تنتفش
- وأمات المحلُ من حيّاتهِ
- جاحراتٍ كلَّ أَفعى وحَنَشْ
- قتل الضب فأودى هزله
- ليسَ يُبدي ذَنباً للمحتَرِشْ
- فهم فيها مخاصيب إذا
- لم يكنْ حَشْوٌ لمن لا يحتنِشْ
- نُنْعِشُ العافي ومَنْ لاذَ بِنا
- بِسِجالٍ جئنَ من أيدي نُعُشْ
- ونغدّي الضيْفَ من شَحمِ الذُّرى
- من سديفٍ مشبعٍ منه نعش
- وهُمُ إنْ يَخْتَرِشْ أموالَهُمْ
- سائلٌ يملون كف المخترش
- من مهارى رحلة ٍ يعطونها
- بين مخشوشٍ وعَنْسٍ لم تُخَشْ
- ذاكَ قَوْلي وثنائي، وهُمُ
- أهلُ وُدّي، خالصٌ في غير غِش
- فَسَلوا شَيْبانَ إنْ فارقتُها
- يوم يمشون إلى قبري بنعش
- هلْ غَشِيْنا مَحْرَماً مِنْ قَوْمِنا
- أوْ جَزَيْنا جازياً فُحشاً بِفُحْشْ
المزيد...
العصور الأدبيه