الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الراعي النميري >> يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ >>
قصائدالراعي النميري
يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ
الراعي النميري
- يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ
- وللمرءِ يبلوهُ بما شاءَ خالقهْ
- وللخلدِ يرجى والمنيّة ُ دونهُ
- وَلِلأَمَلِ الْمَبْسُوطِ والْمَوْتُ سَابِقُهْ
- جَعَلْنَ أَرِيكاً بِالْيَمِينِ وَرَمْلَهُ
- وزالَ لغاطٌ بالشّمالِ وحالقهْ
- وصبّحنَ بالصّقرينِ صوبَ غمامة ٍ
- تَضَمَّنَهَا لَحْيَا غَدِيرٍ وَخَانِقُهْ
- وَأمْسَتْ بأطْرَافِ الْجَمَادِ كَأنَّهَا
- عَصَائِبُ جُنْدٍ رَائِحٍ وَخَرَانِقُهْ
- وصبّحنَ منْ سمنانَ عيناً رويّة ً
- وهنَّ إذا صادفنَ شرباً صوادقهْ
- وَأَسْحَمَ حَنَّانٍ مِنَ الْمُزْنِ سَاقَهُ
- طروقاً إلى جنبيْ زبالة َ شائقهْ
- فَلَمَّا عَلاَ ذَاتَ التَّنَانِيرِ صَوْبُهُ
- تكشّفَ عنْ برقٍ قليلٍ صواعقهْ
- كفاني عرفّانُ الكرى وكفتيهُ
- كلوءَ النّجومِ والنّعاسُ معانقهْ
- فباتَ يريهِ عرسهُ وبناتهِ
- وَبِتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أيْنَ مَخَافِقُهْ
- وسربالِ كتّانٍ لبستُ جديدهُ
- على الرّحلِ حتّى أسلمتهُ بنائقهْ
- وَلَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ طَرَحْتُهُ
- عَشِيَّة َ خِمْسِ الْقَوْمِ والْعَيْنُ عَاشِقُهْ
- وَعَيَّرَنِي الإبْلَ الْحَلاَلُ ولَمْ يَكُنْ
- ليجعلها لابنِ الخبيثة ِ خالقهْ
- وَلكِنَّمَا أَجْدَى وَأَمْتَعَ جَدُّهُ
- بفرقٍ يخشّيهِ بهجهجَ ناعقهْ
- وَقَال الَّذي يَرْجُو الْعُلاَلَة َ وَرِّعُوا
- عَنِ الْمَاءِ لاَ يُطْرَقْ وَهُنَّ طَوَارِقُهْ
- فَمَا زِلْنَ حَتَّى عَادَ طَرْقاً وَشِبْنَهُ
- بِأَصْفَرَ تَذْرِيهِ سِجَالاً أيَانِقُهْ
- خَرِيعٌ مَتَى يَمْشِي الْخَبِيثُ بِأرْضِهِ
- فإنَّ الحلالَ لا محالة َ ذائقهْ
- تَنَاوَلَ عِرْقَ الْغَيْثِ إذْ لا يَنَالُهُ
- حِمارُ ابْنُ جَزْءٍ عَاصِمٌ وَأَفَارِقُهْ
- إذَا هَبَطَتْ بَطْنَ اللَّكِيكِ تَجَاوَبَتْ
- بِهِ وَکطَّبَاهَا رَوْضُهُ وَأبَارِقُهْ
- فَأمْسَتْ بَوَادِي الرَّقْمَتَيْنِ وَأَصْبَحَتْ
- بِجَوِّ رِئَالٍ حَيْثُ بَيَّنَ فَالِقُهْ
- فأصبحنَ قدْ خلّفنَ أودَ وأصبحتْ
- فِرَاخُ الْكَثِيبِ ضُلَّعَاً وَخَرَانِقُهْ
- فلمّا هبطنَ المشفرَ العودَ عرّستْ
- بحيثُ التقتْ أجزاعهُ ومشارقهْ
- وصبّحنَ للعذراءِ والشّمسُ حيّة ٌ
- وليَّ حديثِ العهدِ جمٍّ مرافقهْ
- يهيبُ بأخراها بريمة ُ بعدها
- بدا رملُ جلاّلٍ لها وعواتقهْ
- فغادرنَ مركوّاً أكسَّ عشيّة ٍ
- لدى نزحٍ ريّانَ بادٍ خلائقهْ
- تُعَيِّرُنِي صُهْباً كَأنَّ رُؤُوسَهَا
- ذُرَى الأُكْمِ فِيهَا غَضُّ نَيٍّ وَعَاتِقُهْ
- لَهَا فَأْرَة ٌ ذَفْرَاءُ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
- كما فتقَ الكافورَ بالمسكِ فاتقهْ
- وَكَانَ لَهَا فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ فَارِسٌ
- إذا ما رأى قيدَ المئينَ يعانقهْ
- أجدّتْ مراغاً كالملاءِ وأرزمتْ
- بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ حَيْثُ لاَحَتْ طَرَائِقُهْ
- فما نهلتْ حتّى أجاءتْ جمامهُ
- إلى خَرِبٍ لاَقَى الْخَسِيفَة َ خَارِقُهْ
- وأزهرَ سخّى نفسهُ عنْ تلادهِ
- حنايا حديدٍ مقفلٍ وسوارقهْ
- فَإنْ يُودِ رِبْعِيُّ الشَّبَابِ فَقَدْ أُرَى
- ببطانهِ قدّامَ سربٍ أوافقهْ
- ... فما تنفكُّ دلوٌ تواهقهْ
- ................
المزيد...
العصور الأدبيه