الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الراعي النميري >> هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا >>
قصائدالراعي النميري
هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا
الراعي النميري
- هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا
- صِبَاكَ وَقَدْ أمْسَى بِكَ الشَّيْبُ شَائِعَا
- وشاقتكَ بالعبسينِ دارٌ تنكّرتْ
- مَعَارِفُهَا إلاَّ الْبِلاَدَ الْبَلاَقِعَا
- بميثاءَ سالتْ منْ عسيبٍ فخالطتْ
- بِبَطْنِ الرِّكَاءِ بُرْقَة ً وَأجَارِعَا
- كما لاحَ وشمٌ في يديْ حارثيّة ٍ
- بنجرانَ أدمتْ للنّؤورِ الأشاجعا
- تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
- تَجَاوَزْنَ مَلْحُوباً فَقِلْنَ مُتَالِعَا
- جَوَاعِلُ أرْمَاماً يَمِيناً وَصَارَة ً
- شِمَالاً وَقَطَّعْنَ الْوِهَاطَ الدَّوَافِعَا
- دَعَاهُنَّ دَاعٍ لِلْخَرِيفِ وَلَمْ تَكُنْ
- لهنَّ بلادًا فانتجعنَ روافعا
- تمهّدنَ ديباجًا وعالينَ عقمة ً
- وأنزلنَ رقمًا قدْ أجنَّ الأكارعا
- خدالَ الشّوى غيدَ السّوالفِ بالضّحى
- عِرَاضَ الْقَطَا لا يَتَّخِذْنَ الرَّفَائِعَا
- تضيقُ الخدورُ والجمالُ مناخة ٌ
- بأعجازها حتّى يلحنَ خواضعا
- فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ فِي الْهَوَادِجِ أقْبَلَتْ
- بأعينِ آرامٍ كسينَ البراقعا
- كأنَّ دويَّ الحليِ تحتَ ثيابها
- حَصَادُ السَّنَا لاَقَى الرِّيَاحَ الزَّعَازِعَا
- جُمَاناً وَيَاقُوتاً كَأنَّ فُصُوصَهُ
- وَقُودُ الْغَضَا سَدَّ الْجُيُوبَ الرَّوَادِعَا
- لهنَّ حديثٌ فاتنٌ يتركُ الفتى
- خفيفَ الحشى مستهلكَ القلبِ طامعا
- وليسَ بأدنى منْ غمامٍ يضيئهُ
- سنا البرقِ يجلو المشرفاتِ اللّوامعا
- بناتُ نقًا ينظرنَ منْ كلِّ كورة ٍ
- منَ الأرضِ محبوًّا كريمًا وتابعا
- وَلَيْسَ مِنَ اللاَّئِي يَبيعُ مُخَارِقٌ
- بِحَجْرٍ وَلا اللاَّئِي خَضَرْنَ الْمَدَارِعَا
- وَمَا زِلْنَ إلاَّ أنْ يَقِلْنَ مَقِيلَة ً
- يسامينَ أعداءً ويهدينَ تابعا
- فَشَرَّدْنَ يَرْبُوعاً وَبَكْرَ بْنَ وَائِلٍ
- وأَلْحَقْنَ عَبْساً بِالْمَلاَ وَمُجَاشِعَا
- ولَوْ أنَّهَا أرْضُ ابْنِ كُوزٍ تَصَيَّفَتْ
- بفيحانَ ما أحمى عليها المراتعا
- وَلَكِنَّهَا لاَقَتْ رِجَالاً كَأنَّهُمْ
- على قربهمْ لا يعلمونَ الجوامعا
- وَلاَقَيْنَ مِنْ أوْلاَدِ عُقْدَة َ عُصْبَة ً
- عَلَى الْمَاءِ يَنْثُونَ الذُّحُولَ الْمَوَانِع
- َا فَقُلْنَا لَهُمْ إنْ تَمْنَعُونَا بِلاَدَكُمْ
- نَجِدْ مَذْهَباً في سَائِرِ الأَرْضِ وَاسِعَا
- وَيَمْنَعُكُمْ مُسْتَنُّ كُلِّ سَحَابَة ٍ
- مُصَابَ الرَّبِيعِ يَتْرُكُ الْمَاءَ نَاقِعَا
- وَبَرْدَ النَّدَى والْجُزْءَ حَتَّى يُغِيرَكُمْ
- خَرِيفٌ إذَا مَا النَّسْرُ أصْبَحَ وَاقِعَا
- وَأمَّا مُصَابُ الْغَادِيَاتِ فَإنَّنَا
- عَلى الْهَوْلِ نَرْعاهُ وَلَوْ أَنْ نُقَارِعَا
- بِحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ
- جَمِيعٍ إذَا كَانَ اللِّئَامُ جَنَادِعَا
- هممتُ بهمْ لولا الجلالة ُ والتّقى
- وَلَمْ تَرَ مِثْلَ الْحِلْمِ لِلْجَهْلِ وَازِعَا
- وَكُنَّا أُنَاساً تَعْتَرِينَا حَفِيظَة ٌ
- فنحمي إذا ما أصبحَ الثّغرُ ضائعا
المزيد...
العصور الأدبيه