الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الراعي النميري >> عادَ الهمومُ وما يدري الخليُّ بها >>
قصائدالراعي النميري
عادَ الهمومُ وما يدري الخليُّ بها
الراعي النميري
- عادَ الهمومُ وما يدري الخليُّ بها
- وَاسْتَوْرَدَتْنِي كَمَا يُسْتَوْرَدُ الشَّرَعُ
- فبتُّ أنجو بها نفساً تكلّفني
- مَا لاَ يَهُمُّ بِهِ الْجَثَّامَة ُ الْوَرَعُ
- ولومِ عاذلة ٍ باتتْ تؤرّقني
- حَرَّى الْمَلاَمَة ِ مَا تُبْقِي وَمَا تَدَعُ
- لَمَّا رَأَتْنِيَ أقْرَرْتُ اللِّسَانَ لَهَا
- قَالَتْ أَطِعْنِيَ والْمَتْبُوعُ مَتَّبَعُ
- أخْشَى عَلَيْكَ حِبَالَ الْمَوْتِ رَاصِدَة ً
- بكلِّ موردة ٍ يرجى بها الطّمعُ
- فَقُلْتُ: لَنْ يُعْجِلَ الْمِقْدَارُ عُدَّتَهُ
- وَلَنْ يُبَاعِدَهُ الإشْفَاقُ والْهَلَعُ
- فَهَلْ عَلِمْتِ مِنَ الأَقْوَامِ مِنْ أحَدٍ
- عَلَى الْحَدِيثِ الَّذي بالْغَيْبِ يَطَّلِعُ
- وَلِلْمَنِيَّة ِ أسْبَابٌ تُقَرِّبُهَا
- كما تقرّبَ للوحشيّة ِ الذّرعُ
- وَقَدْ أَرَى صَفْحَة َ الْوَحْشِيِّ يُخْطِئُهَا
- نبلُ الرّماة ِ فينجو الآبدُ الصّدعُ
- وَقَدْ تَذَكَّرَ قَلْبِي بَعْدَ هَجْعَتِهِ
- أيَّ البلادِ وأيَّ النّاسِ أنتجعُ
- فقلتُ بالشّامِ إخوانٌ ذوو ثقة ٍ
- مَا إنْ لَنَا دُونَهُمْ رِيٌّ وَلاَ شِبَعُ
- قومٌ همُ الذّروة ُ العليا وكاهلها
- وإنْ يضنّوا فلا لومٌ ولا قذعُ
- وَكَمْ قَطَعْتُ إلَيْكُمْ مِنْ مُوَدَّأَة ٍ
- كَأنَّ أعْلاَمَهَا فِي آِلِهَا الْقَزَعُ
- غَبْرَاءَ يَهْمَاءَ يَخْشَى الْمُدْلِجُونَ بِهَا
- زَيْغَ الْهُدَاة ِ بِأَرْضٍ أهْلُهَا شِيَعُ
- كأنَّ أينقنا جونيُّ موردة ٍ
- مُلْسُ الْمَنَاكِبِ فِي أعْنَاقِهَا هَنَعُ
- قَوَارِبُ الْمَاءِ قَدْ قَدَّ الرَّوَاحُ بِهَا
- فَهُنَّ تَفْرَقُ أحْيَاناً وَتَجْتَمِعُ
- صُفْرُ الْحَنَاجِرِ لَغْوَاهَا مُبَيَّنَة ٌ
- في لجّة ِ اللّيلِ لمّا راعها الفزعُ
- يَسْقِينَ أوْلاَدَ أبْسَاطٍ مُجَدَّدَة ٍ
- أردى بها القيظُ حتّى كلّها ضرعُ
- صيفيّة ٌ حمكٌ حمرٌ حواصلها
- فما تكادُ إلى النّقناقِ ترتفعُ
- يَسْقِينَهُنَّ مُجَاجَاتٍ يَجِئْنَ بِهَا
- منْ آجنِ الماءِ محفوفاً بهِ الشّرعُ
- بَاكَرْنَهُ وَفُضُولُ الرِّيحِ تَنْسُجُهُ
- معانقاً ساقَ ريّا ساقها خرعُ
- كَطُرَّة ِ الْبُرْدِ تُرْوَى الصَّادِيَاتُ بِهِ
- مِنَ الأَجَارعِ لاَ مِلْحٌ وَلاَ نَزَعُ
- لمّا نزلنَ بجنبيهِ دلفنَ لهُ
- جوادفُ المشي منها البطءُ والسّرعُ
- حتّى إذا ما ارتوتْ منْ مائهِ قطفٌ
- تسقي الحواقنَ أحياناً وتجترعُ
- ولّتْ حثاثاً توالها وأتبعها
- مِنْ لاَبَة ٍ أسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُخْتَضِعُ
- يسبقنَ بالقصدِ والإيغالِ كرّتهُ
- إذَا تَفَرَّقْنَ عَنْهُ وَهْوَ مُنْدَفِعُ
- ململمٌ كمدقِّ الهضبِ منصلتٌ
- مَا إنْ يَكَادُ إذَا مَا لَجَّ يُرْتَجَعُ
- حتّى انتهى الصّقرُ عنْ حمٍّ قوادمهَ
- تدنو منَ الأرضِ أحياناً وما تقعُ
- وَظَلَّ بالأُكْمِ مَا يَصْري أرَانِبَهَا
- منْ حدِّ أظفارهِ الجحرانُ والقلعُ
- بلْ ما تذكّرُ منْ هندٍ إذا احتجبتْ
- بِابْنَيْ عُوَارٍ وَأَمْسَى دُونَها بُلَعُ
- وجاورتْ عبشميّاتٍ بمحنية ٍ
- يَنْأَى بِهِنَّ أَخُو دَاوِيَّة ٍ مَرِعُ
- قَاصِي الْمَحَلِّ طَبَاهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ
- جُزْءٌ وَبَيْنُونَة ُ الْجَرْدَاءِ أوْ كَرَعُ
- بحيثُ تلحسُ عنْ زهرٍ ملمّعة ٍ
- عِينٌ مَرَاتِعُهَا الصَّحْرَاءُ وَالجَرَعُ
المزيد...
العصور الأدبيه