الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الراعي النميري >> طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا >>
قصائدالراعي النميري
طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا
الراعي النميري
- طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا
- منْ أمِّ علوانَ لا نحوٌ ولا صددُ
- فأرّقتْ فتية ً باتوا على عجلٍ
- وأعينًا مسّها الإدلاجُ والسّهدُ
- هلْ تبلغنّي عبد اللهِ دوسرة ٌ
- وَجْنَاءُ فِيهَا عَتِيقُ النَّيِّ مُلْتَبِدُ
- عنسٌ مذكّرة ٌ قدْ شقَّ بازلها
- لأْياً تَلاَقَى عَلَى حَيْزُومِهَا الْعُقَدُ
- كأنّها يومَ خمسِ القومِ عنْ جلبٍ
- وَنَحْنُ والآلُ بالْمَوْمَاة ِ نَطَّرِدُ
- قَرْمٌ تَعَادَاهُ عَادٍ عَنْ طُرُوقَتِهِ
- منَ الهجانِ على خرطومهِ الزّبدُ
- أوْ نَاشِطٌ أسْفَعُ الخَدَّيْنِ ألْجَأَهُ
- نَفْحُ الشَّمَالِ فَأَمْسَى دُونَهُ الْعَقِدُ
- بَاتَ إلَى دَفءِ أرْطَاة ٍ أضَرَّ بِهَا
- حرُّ النّقا وزهاها منبتٌ جردُ
- بَاتَ الْبُرُوقُ جَنَابَيْهِ بِمَنْزِلَة ٍ
- ضَمَّتْ حَشَاهُ وَأعْلاَهُ بِهَا صَرِدُ
- مَا زَالَ يَرْكُبُ رَوْقَيْهِ وَجَبْهَتَهُ
- حتّى استباثَ سفاة ً دونها الثّأدُ
- حتّى إذا نطقَ العصفورُ وانكشفتْ
- عَمَايَة ُ اللَّيْلِ عَنْهُ وَهْوَ مُعْتَمِدُ
- غدا ومنْ عالجٍ خدٌّ يعارضهُ
- عَنِ الشَّمَالِ وَعَنْ شَرْقِيّهِ كَبِدُ
- يعلو عهادًا منَ الوسميِّ زيّنهُ
- ألْوَانُ ذِي صَبَحٍ مُكَّاؤُهُ غَرِدُ
- بكلِّ ميثاءَ ممراحٍ بمنبتها
- مِنَ الذِّرَاعَيْنِ رَجَّافٌ لَهُ نَضَدُ
- ظلّتْ تصفّقهُ ريحٌ تدرُّ لها
- ذَاتُ الْعَثَانِينِ لاَ رَاحٌ وَلاَ بَرَدُ
- أصْبَحَ يَجْتَابُ أعْرَافَ الضَّبَابِ بِهِ
- مُجْتَازَ أرْضٍ لأُخْرَى فَارِدٌ وَحَدُ
- يهوي كضوءِ شهابٍ خبَّ قابسهُ
- ليلاً يبادرُ منهُ جذوة ً تقدُ
- حَتَّى إذَا هَبَطَ الْوُحْدَانَ وانْقَطَعَتْ
- عنهُ سلاسلُ رملٍ بينها عقدُ
- صَادَفَ أَطْلَسَ مَشَّاءً بِأَكْلُبِهِ
- إثرَ الأوابدِ ما ينمي لهُ سبدُ
- أشلى سلوقيّة ً باتتْ وباتَ بها
- بِوَحْشِ إصْمِتَ في أصْلاَبِهَا أَوَدُ
- يدبُّ مستخفيًا يغشى الضّراءَ بها
- حتّى استقامتْ وأعراها لهُ الجردُ
- فجالَ إذْ رعنهُ ينأى بجانبهِ
- وفي سوالفها منْ مثلهِ قددُ
- ثمَّ ارفأنَّ حفاظًا بعدَ نفرتهِ
- فكرَّ مستكبرٌ ذو حربة ٍ حردُ
- فَذَادَهَا وَهْيَ مُحْمَرٌّ نَوَاجِذُهَا
- كما يذودُ أخو العمّيّة ِ النّجدُ
- حتّى إذا عرّدتْ عنهُ سوابقها
- وعانقَ الموتَ منها سبعة ٌ عددُ
- مِنْهَا صَرِيعٌ وَضَاغٍ فَوْقَ حَرْبَتِهِ
- كَمَا ضَغَا تَحْتَ حَدِّ الْعَامِلِ الصُّرَدُ
- وَلَّى يَشُقُّ جِمَادَ الْفَرْدِ مُطَّلِعاً
- بِذِي الْنِّعَاجِ وَأَعْلَى رَوْقِهِ جَسِدُ
- حتّى أجنَّ سوادُ اللّيلِ نقبتهُ
- حيثُ التقى السّهلُ منْ فيحانَ والجلدُ
- رَاحَتْ كَمَا رَاحَ أوْ تَغْدُو كَغُدْوَتِهِ
- عنسٌ تجودُ عليها راكبٌ أفدُ
- تنتابُ آلَ أبي سفيانَ واثقة ً
- بفضلِ أبلجَ منجازٍ لما يعدُ
- مُسَأَّلٌ يَبْتَغِي الأْقْوَامُ نَائِلَهُ
- منْ كلِّ قومٍ قطينٌ حولهُ وفدُ
- جَاءَتْ لِعَادَة ِ فَضْلٍ كَانَ عَوَّدَهَا
- منْ في يديهِ بإذنِ اللهِ منتفذُ
- إلى امرئٍ لمْ تلدْ يومًا لهُ شبهًا
- أنثى لهُ كرمًا يومًا ولا تلدُ
- لا يَبْلُغُ المَدْحُ أقْصَى وَصْفِ مَدْحِكُمُ
- وَلَمْ يَنَلْ مِثْلَ مَا أدْرَكْتُمُ أَحَدُ
- لا يَفْقِدُ النَّاسُ خَيْراً مَا بَقِيتَ لَنَا
- والْجُودُ وَالْعَدْلُ مَفْقُودَانِ إنْ فَقَدُوا
- حتّى أنيختْ لدى خيرِ الأنامِ معًا
- منْ آلِ حربٍ نماهُ منصبٌ حتدُ
- أمْسَتْ أُمَيَّة ُ لِلإِسْلاَمِ حَائِطَة ً
- وَلِلْقَبِيضِ رُعَاة ً أمْرُهَا الرَّشَدُ
- يظلُّ في الشّاءِ يرعاها ويعمتها
- ويكفنُ الدّهرُ إلاّ ريثَ يهتبدُ
المزيد...
العصور الأدبيه