الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الراعي النميري >> ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ >>
قصائدالراعي النميري
ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ
الراعي النميري
- ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ
- عَلَيْهَا إذَا مَا أجْدَبَ النَّاسُ إصْبَعَا
- حِذَا إبِلٍ إنْ تَتْبَعِ الرِّيحَ مَرَّة ً
- يدعها ويخفِ الصّوتَ حتّى تريّعا
- لها أمرها حتّى إذا ما تبوّأتْ
- بأخفافها مأوًى تبوّأَ مضجعا
- إذا أخلفتْ صوبَ الرّبيعِ وصى لها
- عَرَادٌ وَحَاذٌ أَلْبَسَا كُلَّ أجْرَعَا
- وغملى نصيٍّ بالمتانِ كأنّها
- ثعالبُ موتى جلدها قدْ تزلّعا
- بني وابشيٍّ قدْ هوينا جواركمْ
- وما جمعتنا نيّة ٌ قبلها معا
- خَلِيطَيْنِ مِنْ شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجَاوَرَا
- قَدِيماً وَكَانَا بالتَّفَرُّقِ أمْتَعَا
- أرى أهلَ ليلى لا يبالي أميرهمْ
- عَلَى حَالَة ِ الْمَحْزُونِ أَنْ يَتَصَدَّعَا
- أقُولُ وَقَدْ زَالَ الْحُمُولُ صَبَابَة ً
- وَشَوْقاً وَلَمْ أطْمَعْ بِذلِكَ مَطْمَعَا
- فلوْ أنَّ حقَّ اليومَ منكمُ إقامة ٌ
- وإنْ كانَ سرحٌ قدْ مضى فتسرّعا
- فَأَبْصَرْتُهُمْ حَتَّى تَوَارَتْ حُمُولُهُمْ
- بِأَنْقَاءِ يَحْمُومٍ وَوَرَّكْنَ أَضْرُعَا
- يَحُثُّ بِهِنَّ الْحَادِيَانِ كَأَنَّمَا
- يَحُثَّانِ جَبَّاراً بِعَيْنَيْنِ مُكْرَعَا
- فلمّا صراهنَّ التّرابُ لقيتهُ
- على البيدِ أذرى عبرة ً وتقنّعا
- فَدَعْ عَنْكَ هِنْداً وَالْمُنَى إنَّمَا الْمُنَى
- وَلُوعٌ وَهَلْ يَنْهَى لَكَ الزَّجْرُ مُولَعَا
- رَأَى مَا أَرَتْهُ يَوْمَ دَارَة ِ رَفْرَفٍ
- لتصرعهُ يومًا هنيدة ُ مصرعا
- متى نفترشْ يومًا عليمًا بغارة ٍ
- يَكُونُوا كَعَوْصٍ أوْ أَذَلَّ وَأَضْرَعَا
- وحيَّ الجلاحِ قدْ تركنا بدارهمْ
- سَوَاعِدَ مُلْقَاة ً وَهَاماً مُصَرَّعَا
- ونحنُ جدعنا أنفَ كلبٍ ولمْ ندعْ
- لبهراءَ في ذكرٍ من النّاسِ مسمعا
- قتلنا لوَ أنَّ القتلَ يشفي صدورنا
- بتدمرَ ألفًا منْ قضاعة َ أقرعا
- فلا تصرمي حبلَ الدّهيمِ جريرة ً
- بتركِ مواليها الأدانينَ ضيّعا
- يُسَوِّقُهَا تَرْعِيَّة ٌ ذُو عَبَاءَة ٍ
- بما بينَ نقبٍ فالحبيسِ فأفرعا
- هدانٌ أخوْ وطبٍ وصاحبُ علبة ٍ
- يَرَى الْمَجْدَ أنْ يَلْقَى خَلاءً وَأَمْرُعَا
- ترى وجههُ قدْ شابَ في غيرِ لحية ٍ
- وذا لبدٍ تحتَ العصابة ِ أنزعا
- تَرَى كَعْبَهُ قَدْ كَانَ كَعْبَيْنِ مَرَّة ً
- وَتَحْسَبُهُ قَدْ عَاشَ حَوْلاً مُكَنَّعَا
- إذَا سَرَحَتْ مِنْ مَنْزِلٍ نَامَ خَلْفَهَا
- بميثاءَ مبطانُ الضّحى غيرَ أروعا
- وإنْ بركتْ منها عجاساءُ جلّة ٌ
- بمحنية ٍ أشلى العفاسَ وبروعا
- إذَا بِتُّمُ بَيْنَ الأُدَيَّاتِ لَيْلَة ً
- وَأَخْنَسْتُمُ مِنْ عَالِجٍ كُلَّ أَجْرَعَا
- عُمَيْرِيَّة ٌ حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلَة ٍ
- فبينونة ٍ تلقى لها الدّهرَ مربعا
- كأنّي بصحراءِ السّبيعينِ لمْ أكنْ
- بِأمْثَالِ هِنْدٍ قَبْلَ هِنْدِ مُفَجَّعَا
- كأنَّ على أعجازها كلّما رأتْ
- سماواتهُ فيئًا منَ الطّيرِ وقّعا
- فقودوا الجيادَ المسنفاتِ وأحقبوا
- على الأَرْحَبِيَّاتِ الْحَدِيدَ الْمُقَطَّعَا
- إذا لمْ ترحْ أدّى إليها معجّلٌ
- شَعِيبَ أَدِيمٍ ذَا فِرَاغَيْنِ مُتْرَعَا
- يُطِفْنَ بِجَوْنٍ ذِي عَثَانِينَ لَمْ تَدَعْ
- أشَاقِيصُ فِيهِ وَالْبَدِيَّانِ مَصْنَعَا
- وَمِنْ فَارِسٍ لَمْ يَحْرِمِ السَّيْفَ حَظَّهُ
- إذَا رُمْحُهُ في الدَّارِعِينَ تَجَزَّعَا
- فَأَلْقَى عَصَا طَلْحٍ وَنَعْلاً كَأنَّهَا
- جَنَاحُ السُّمَانَى رَأْسُهُ قَدْ تَصَوَّعَا
- أسفَّ جسيدَ الحاذِ حتّى كأنّما
- تردّى صبيغًا باتَ في الورسِ منقعا
- كأنّ مكاناً لَكْلَكَتْ ضرعَها بهِ
- مراغة ُ ضِبَعانٍ أسَنَّ وأمرَعَا
المزيد...
العصور الأدبيه