الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الراعي النميري >> تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ >>
قصائدالراعي النميري
تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ
الراعي النميري
- تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ
- بقَارَة ِ أهْوَى أوْ بِسُوقَة ِ حَائِلِ
- خلتْ منْ جميعِ السّاكنينَ وبدّلتْ
- ظِبَاءَ السَّلِيلِ بَعْدَ خَيْلٍ وَجَامِلِ
- ذَكَرْتُ بِهَا مَنْ لَنْ أُبَالِيَ بَعْدَهُ
- تفرّقَ حيٍّ في النّوى متزائلِ
- وَإنَّ کمْرَأً بِالشَّامِ أَكْثَرُ قَوْمِهِ
- وبطنانَ ليسَ الشّوقُ عنهُ بغافلِ
- فدونَ الأولى كلبٌ وأفناءُ عامرٍ
- وَدُونَ الأُوَلَى أفْنَاءُ بَكْرِ بْنِ وَائِلِ
- وَحَنَّتْ إلَى أرْضِ الْعِرَاقِ حَمُولَتِي
- وَمَا قَيْظُ أَجْوَافِ الْعِرَاقِ بِطَائِلِ
- فقلتُ لها لا تجزعي وتربّصي
- مِنَ الله سَيْباً إنَّهُ ذُو نَوَافِلِ
- كُلي الْحَمْضَ بَعْدَ الْمُقْحَمِينَ ورَازِمِي
- إلى قَابِلٍ ثُمَّ اعْذِرِي بَعْدَ قَابِلِ
- مهاريسُ لاقتْ بالوحيدِ سحابة ً
- إلى أملِ العزّافِ ذاتِ السّلاسلِ
- تواكلها الأزمانُ حتّى أجأنها
- إلى جَلَدٍ مِنْهَا قَلِيلِ الأَسَافِلِ
- فَلَمَّاانْجَلَتْ عَنْهَا السِّنُونَ هَوَتْ لَهَا
- مقانبُ هطلى منْ غريمٍ وسائلِ
- فلمْ يبقِ منها الحقُّ إلاّ أرومة ً
- غلاظَ الرّقابِ جلّة ً كالجنادلِ
- وضيفٍ كفتْ جيرانها وتوكّلتْ
- بهِ جلدة ٌ منْ سرّها أمُّ حائلِ
- نعوسٌ إذا درّتْ ، جروزٌ إذا غدتْ
- بويزلُ عامٍ ، أوْ سديسٌ كبازلِ
- إذَا مَا دَعَتْ شِيباً بِجَنْبَيْ عُنَيْزَة ٍ
- مشافرها في ماءِ مزنٍ وباقلِ
- دَعَتْ بِصَرِيحٍ ذِي غُثَاءٍ هَرَاقَهُ
- سَوَارِي الْعُرُوقِ فِي الضُّرُوعِ السَّحَابِلِ
- إذا ورّعتْ أنْ تركبَ الحوضَ كسّرتْ
- بأركانِ هضبٍ كلَّ رطبٍ وذابلِ
- وَإنْ سَمِعَتْ رِزَّ الْفَنِيقِ تَكَشَّفَتْ
- بِأذْنَابِ صَهْبٍ قُرَّحٍ كَالْمَجَادِلِ
- وإنْ صابَ غيثٌ منْ وراءِ تنوفة ٍ
- هدى هديَ سبّارٍ بعيدَ المناقلِ
- وَإنّي وَذِكْرَايَ ابْنَ حَرْبٍ لَعَائِدٌ
- لخلّة ِ مرعيِّ الأمانة ِ واصلِ
- أبُوكَ الَّذِي أَجْدَى عَلَيَّ بِنَصْرِهِ
- فَأَسْكَتَ عَنِّي بَعْدَهُ كُلَّ قَائِلِ
- وأنتَ امرؤٌ لا بدَّ أنْ قدْ أصبتني
- بموعدة ٍ دينٍ عليكَ وعاجلِ
- وقدْ علمتْ قيسٌ وأفناءُ خندفٍ
- وَمَذْحِجُ إذْ وَافَيْتُهُمْ فِي الْمَنَازِلِ
- ثنائي عليكمْ آلَ حربٍ ومنْ يملْ
- سِوَاكُمْ فَإنّي مُهْتَدٍ غَيْرُ مَائِلِ
- رَأَتْكَ ذَوُو الأَحْلاَمِ خَيْراً خِلاَفَة ً
- منَ الرّاتعينَ في التّلاعِ الدّواخلِ
- ليجزيءَ إلاّ كاملٌ وابنُ كاملِ
- إليْكَ ابْتَذَلْنَا كُلَّ أَدْمَاءَ حُرَّة ٍ
- وأعيسَ مشّاءٍ أمامَ الرّواحلِ
- رباعٍ كوقفِ العاجِ تثني حبالهُ
- شراسيفُ حدّتْ غرضها غيرُ جائلِ
- مُشَرَّفُ أطْرَافِ الْمَحَالِ مَزلِّهِ
- معادَ الملاطِ معرقٍ في العقائلِ
- فيا لكَ منْ خدٍّ وذفرى أسيلة ٍ
- ومنْ عنقٍ صعلٍ وموضعِ كاهلِ
- ورأسٍ كإبريقِ اليهوديِّ أشرفتْ
- لَهُ حُبُكٌ أجْيَادُهَا كالْمَرَاجِلِ
- وَمِنْ عَجُزٍ فِيهَا جَنَاحَانِ ألْحَقَا
- تَوَاليَ لاَ شَخْتٍ وَلاَ مُتَخَاذِلِ
- وَسُمْرٍ خِفَافٍ فِي حِذَاءِ نَعَامَة ٍ
- ثَمَانِيَة ٍ رُوحٍ ظِمَاءِ الْمَفَاصِلِ
- إذَا قُلْتُ جَاهٍ لَجَّ حَتَّى تَرُدَّهُ
- قوى أدمٍ أطرافها في السّلاسلِ
- بعيدٌ منَ الحادي إذا ما ترقّصتْ
- بناتُ الصّوى في السّبسبِ المتماحلِ
- ترى الأعظمَ اللاّئي يلينَ فؤادهُ
- جنوحَ الأعالي مائراتِ الأسافلِ
- كَذِي رَمَلٍ مِنْ وَحْشِ حَوْمَلَ بَلَّهُ
- أهاضيبُ في قسٍّ منَ الرّيحِ شاملِ
- تخرُّ على متنِ الكثيبِ ومتنهُ
- رَذَاذٌ هَوَى مِنْ دِيمَة ٍ غَيْرِ وَابِلِ
- تَبِيتُ بَنَاتُ الأَرْضِ تَحْتَ لَبَانِهِ
- بِأَحْقَفَ مِنْ أَنْقَاءِ تُوضِحَ مَائِلِ
- كأنَّ القطارَ حرّكتْ في مبيتهِ
- جَدِيَّة َ مِسْكٍ فِي مُعَرَّسِ قَافِلِ
- فلمّا تجلّى ليلهُ عنْ نهارهِ
- غَدَا سَلِكاً بَيْنَ اللِّوَى فَالْخَمَائِلِ
- فهاجَ بهِ لمّا ترجّلتِ الضّحى
- شطائبُ شتّى منْ كلابٍ ونابلِ
- فَأَبْصَرَهَا حَتَّى إذَا ما تَقَارَبَتْ
- وَفِي النَّفْسِ مِنْهُ كَرَّة ٌ لِلأوَائِلِ
- حمى الأنفَ منْ بعضِ الفرارَ فذادها
- بِأَسْحَمَ لاَمٍ ذِي شَبَاة ٍ وَعَامِلِ
- فَفَرَّقَ بَيْنَ السَّابِقِينَ بِطَعْنَة ٍ
- على عجلٍ منْ سلهبٍ غيرَ ناصلِ
- فَكَانَ كَذِي تَبْلٍ تَذَكَّرَ مَا مَضَى
- وَقَدْ كَرَّ كَرَّاتِ الْكَرِيمِ الْمُقَاتِلِ
- يَهُزُّ بِأطْرَافِ الْحِبَالِ وَيَنْتَحِي
- على الأجنبِ القصوى هزيزَ المغاولِ
- كَمَا انْقَضَّ دُرِّيٌّ تَخَلَّلَ مَتْنُهُ
- فُرُوجَ جَهَامٍ آخِرَ اللَّيْلِ جَافِلِ
- رَعَتْ من خُفافٍ حين بَقَّ عِيابَهُ
- وحلَّ الرّوايا كلُّ أسحمَ هاطلِ
المزيد...
العصور الأدبيه