الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ابن مقبل >> تأمَّلْ خَلِيليَ هلْ ترى ضوءَ بارقٍ >>
قصائدابن مقبل
تأمَّلْ خَلِيليَ هلْ ترى ضوءَ بارقٍ
ابن مقبل
- تأمَّلْ خَلِيليَ هلْ ترى ضوءَ بارقٍ
- يَمَانٍ،مَرَتْهُ رِيحُ نَجْدٍ فَفَتَّرَا
- مَرَتْهُ الصَّبا بالغَوْرِ غَورِ تِهامة ٍ
- فلمَّا وَنَتْ عنهُ بشَعْفَيْنِ أمطرا
- يَمَانِيَة ٌ تَمْرِي الرَّبَابَ كَأَنَّهُ
- رِئالُ نَعامٍ بَيضُهُ قدْ تكَسَّرا
- وطَبَّقَ لَوْذانَ القبائلِ بعدَما
- سقى الجِزْعُ مِنْ لوذانَ صَفواً وأكْدَرا
- فَأَمْسَى يَحُطُّ المُعْصِمَاتِ حَبِيُّهُ
- وأصبحَ زَيَّافَ الغمامة ِ أقْمرا
- كَأَنَّ بِهِ بَيْنَ الطَّرَاة ِ ورَهْوَة ٍ
- ونَاصِفَة ِ الضَّبْعَيْنِ غَاباً مَسَعَّرَا
- فغادَرَ مَلْحوباً تُمَشِّي ضِبَابُهُ
- عَبَاهيلَ، لَمْ يَتْرُكْ لَهَاالمَاءُ مَحْجَرا
- أَقَامَ بِشُطَّانِ الرِّكَاءِ ورَاكِسٍ
- إِذَا غَرِقَ ابْنُ المَاءِ في الوَبْلِ بَرْبَرَا
- أَصَاخَتْ لَهُ فدْرُ اليَمَامَة ِ بَعْدَمَا
- تَدَثَّرَهَا مِنْ وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا
- أَنَاخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْن إِنَاخَة َ
- اليَمَانِي قِلاَصاً حَطَّ عَنْهُنَّ أَكْوُرَا
- أجديأرى هذاالزمان تغيرا
- وبَطنَ الرِّكاءِ مِنْ مَوالِيَّ أقْفرا
- وكائنُ ترى مِنْ مَنهَلٍ بادَ أهلُهُ
- وعيدعلى معروفه،فتنكرا
- أتاه قطا الأجباب من كل جانبٍ
- فنقَّر في أعطانه،ثمَّ طيَّرا
- فإمَّا تَرَيْني قدْ أطاعَتْ جَنينَتي
- وخيط رأسي بعدما كان أوفرا
- وأصبحت شيخاًأقصر اليوم باطلي
- وأدَّيْتُ رَيْعانَ الصِّبا المُتَعَوَّرا
- وقدَّمْتُ قُدَّامي العصا أهتدي بها
- وأصبحَ كَرِّي للصَّبابة ِ أعْسرا
- فقدْ كنتُ أُحْذي النابَ بالسيفِ ضربة ً
- فأُبقي ثلاثاً والوظيف المكعبرا
- وأزجر فيها قبل تمِّ ضحائها
- منيح القداح والصَّريع المجبَّرا
- تُخُيِّرَ نبعَ العَيْكَتَيْنِ ، ودونُه
- مَتالِفُ هَضْبٍ تحبِسُ الطيرَ أوْعَرا
- فما زالَ حتى نالَهُ مُتَغَلْغِلٌ
- تخَيَّرَ مِن أمثالِهِ ما تخيَّرا
- فشذب عنه النبع،ثم غدا به
- مُجَلَّى ً ، منَ اللائي يُفَدَّيْنَ ، مِطْحَرا
- يطيعُ البَنانَ غَمزُهُ ، وَهْوَ مانعٌ ،
- كأنَّ عليهِ زعفراناً معطَّرا
- تخِرُّ حِظاءُ النبعِ تحتَ جَبِينِهِ
- إذا سَنَحَتْ أيدي المُفيضينَ صَدَّرا
- تبادره أيدي الرجال إذا بدت
- نَواهد مِن أيدي السرابيلِ حُسَّرا
- وإني لأستحيي،وفي الحق مستحًى ،
- إذاجاء باغي العرف أن أتعذرا
- إذا مِتُّ عَنْ ذِكْرِ القوافي فلن ترى
- لها تالِياً مِثلي أطَبَّ وأشعرا
- وأكثر بيتاً مارداً ضربت له
- حُزونُ جبالِ الشِّعْرِ حتى تَيَّسرا
- أغر غريباً يمسح الناس وجهه
- كما تمسحُ الأيدي الأغَرَّ المُشَهَّرا
- فإن تك عرسي نامت الليل كله
- ألا ليت ليلى بين أجماد عاجفٍ
- وتعشار أجلى في سريجٍ وأسفرا
- ولكنما ليلى بأرضٍ غريبة ٍ
- تُقاسي إذا النجمُ العِراقيُّ غَوَّرا
- فإمَّا تَرَيْنا ألْحَمَتْنا رِماحُنا
- وخِفَّة ُ أحلامٍ ضِباعاً وأنْسُرا
- فما نحن إلا من قرونٍ تنقِّصت
- بأصغر مما لقيت وأكبرا
- وشاعر قومٍ معجبين بشعره
- مدَدْتُ له طولَ العِنانِ فقَصَّرا
- لقد كان فينا من يحوط ذمارنا
- ويحذي الكمي الزاعبي المؤمرا
- وينفعنا يوم البلاء بلاؤه
- إذا استلحم الأمر الدثور المغمرا
- وخطارة لم ينضحالسلمفرجها
- تُلَقِّحُ بالمُرَّانِ حتى تَشَذَّرا
- شَهِدْنا ، فلمْ نَحرِمْ صدورَ رماحِنا
- مَقاتِلَها ، والمَشْرَفِيَّ المذَكَّرا
- وكنا إذا ماالخصم ذو الضعن هرنا
- قَدَعْنا الجَمُوحَ ، واخْتلعْنا المُعَذَّرا
- نقومُ بجُلاَّنا ، فنكشِفُها معاً
- وإن رامنا أعمى العشية أبصرا
- ويقدمنا سلاف حيٍّ أعزة ٍ
- تحل جناحاً أو تحل محجرا
- كأنْ لمْ تُبَوِّئْنا عَناجِيجُ كالقَنا
- جناباً تحاماه السنابك أخضرا
- ولم يجر بالأخبار بيني وبينهم
- أشق سبوحٌ لحمه قد تحسرا
- كأنَّ يديهِ ، والغُلامُ يَكُفُّهُ ،
- جناحان من سوذانق حين أدبرا
- أقب كسرحان الغضا راح مؤصلا
- إذا خاف إدراك الطوالب شمرا
- أَلَهْفي على عزٍّ عزيزٍ وظِهْرَة ٍ
- وظلٍ شبابٍ كنت فيه فأدبرا
- ولَهْفي على حَيَّيْ حُنَيْفٍ كِلَيْهِما
- إذا الغيث أمسى كابي اللون أغبرا
- يذكرني حيي حنيف كليهما
- حمامٌ ترادفن الرَّكِّيَّ المُعَوَّرا
- ومالي لا أبكي الديار وأهلها
- وقدْ حَلَّها رُوَّادُ عَكٍّ وحِمْيَرا
- فإن بني قينان أصبح سربهم
- بجرعاء عبسٍ آمناً أن ينفرا
المزيد...
العصور الأدبيه