الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ابن مقبل >> أَاَلْيَوْمَ بانَ الحَيُّ أَمْ وَاعَدُوا غَدَا؟ >>
قصائدابن مقبل
أَاَلْيَوْمَ بانَ الحَيُّ أَمْ وَاعَدُوا غَدَا؟
ابن مقبل
- أَاَلْيَوْمَ بانَ الحَيُّ أَمْ وَاعَدُوا غَدَا؟
- وقدْ كانَ حادِي البَيْنِ بالبَينِ أوْعَدا
- تَيَمَّمْ خَبْتاً حَادِيا أُمِّ حَاجِزٍ
- فَشَطَّا ، وجارا عنْ هَواكَ فأبْعَدا
- إذا لَبَّثا عَقْدَ القِبَالِ لحاجة ٍ
- بِدَيْمُومَة ٍ غَبْرَاءَ خَبَّا وخَوَّدَا
- لَعَمْري لئنْ أمسى قَبِيصَة ُ مُمسِكاً
- بِحَبْلِ وَفَاة ٍ بَيْنَ كَفَّيْنِ مُسْنَدَا
- لقَدْ قَطَعَ الإِجْذَامُ عَنهُ بِمَوْتِهِ
- بَواكيَ لا يذخَرْنَ دمعاً ، وعُودَّدا
- فلمَّا رأيتُ الحَيَّ خَفَّ نَعامُهمْ
- بِمُسْتَلْحَقٍ مِنْ آلِ قَيْسٍ وأَسْوَدَا
- تَلافَيْتُ إذْ فاتوا لَحاقي بدعوة ٍ
- وكيفَ دعائي عامراً قدْ تجَرَّدا
- على أمرِهِ ، والحزمُ بيني وبينَه ،
- يرى غيرَ ما أهوى منَ الأمرِ أرْشَدا
- ولكِنْ بِوَاهِي شَنَّتَيْ مُتَعَجِّلٍ
- عَلَى ظَهْرِ عَجْعَاجٍ مِنَ الجُونِ أَجْرَدَا
- أَرَذَّا ، وقدْ كانَ المَزادُ سِواهُما ،
- عَلَى دُبُرٍ مِنْ صَادِرٍ،قَدْ تَبَدَّدَا
- وكنْتُ كَذِي الآلاَفِ سُرِّبْنَ قَبْلَهُ
- فَخَنَّ،وقَدْ فُتْنَ البَعِيرَ المُقَيَّدَا
- أَشَاقَكَ رَبْعٌ ذُو بَنَاتٍ ونِسْوَة ٍ
- بِكِرْمَانَ يُسْقَيْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدَا
- لكَ الخيرُ هلْ كانتْ مدينة ُ فارسٍ
- لأَهْلِكَ حَمّاً أَمْ لأُمِّكَ مَوْلِدا
- وإنَّا وإياكمْ ومَوعدُ بينَنا
- كمِثلِ لَبِيدٍ يومَ زايَلَ أرْبَدا
- وحَدَّثَهُ أَنَّ السَّبِيل ثَنِيَّة ٌ
- صَعُوداءُ تدعو كلَّ كهلٍ وأمْرَدا
- صعُوداءُ ، مَنْ تُلْمِعْ بهِ اليومَ يأتيها
- ومَنْ لا تَلَهَّ بالضَّحَاءِ فأوْرَدا
- فأمسيْتُ شيخاً لا جميعاً صبابَتي
- ولاَ نَازِعاً مِنْ كُلِّ مَارَابَنيِ يَدَا
- تَزَوَّدَ رَيَّا أُمِّ سَهْمٍ مَحَلَّهَا
- فُرُوعَ النِّسَارِ فَالبَدِيَّ فَثَهْمَدَا
- تَرَاءَت لَنَا يَوْمَ النِّسَارِ بِفَاحِمٍ
- وسُنَّة ِ رِيمٍ خَافَ سَمْعاً فَأَوْفَدَا
- قَطُوفُ الخُطى ، لا يبلُغُ الشِّبْرَ مَشيُها
- ولا ما وراءَ الشِّبْرِ ، إلاَّ تأوَّدا
- تأوُّدَ مظلومِ النَّقا خَضِلَتْ بهِ
- أَهاليلُ يومٍ ماطرٍ فتَلَبَّدا
- فلَبَّدَهُ مَسُّ القِطارِ ، وزَخَّهُ
- نِعاجُ رُؤافٍ قبلَ أنْ يتشَدَّدا
- فَخَبَّرَ عَنْهُمْ رَاكِبٌ قَذَفَتْ بِهِ
- مَطِيَّة ُ مِصْرٍ،لَحمُهَا قدْ تَخَدَّدَا
- مُسَامِيَة ٌ خَوْصَاءُ ذَاتُ مَخِيلَة ٍ
- إذا كانَ قَيْدُومُ المَجَرَّة ِ أَقْوَدا
- دَلُوقُ السُّرَى يَنْضُو الهَمَالِيجَ مَشْيُهَا
- كما دَلَقَ الغِمْدُ الحسامَ المُهَنَّدا
- غَدَتْ عَنْ جَبِينٍ تَمْزُقُ الطيْر مَسْكَهُ
- كمَزْقِ اليماني السابِرِيَّ المُقَدَّدا
- ولمْ ترَ حَيّاً كانَ أكثرَ قوَّة ً
- وأَطْعَنَ في دينِ الملوكِ وأَفْسَدا
- نُصَبْنا رِماحاً فوقَها جَدُّ عامرٍ
- كظِلِّ السماءِ كلَّ أرضٍ تعَمَّدا
- جُلُوساً بِهَا الشُّمُّ العِجَافُ كأَنَّهُمْ
- أُسودٌ بتَرْجٍ أو أُسودٌ بِعِتْوَدا
- وكُلُّ عَلَنْدَاة ٍ جَعَلْنَا دَوَاءَهَا
- على عهدِ عادٍ أنْ تقاتَ وتُرْبَدا
- ومُخْلَصَة ً بِيضاً كَأَنَّ مُتُونَهَا
- مَدَبُّ دَباً طِفلٍ تَبَطَّنَ جَدْجَدا
- وأجْدرَ مِنَّا أنْ تَبيتَ نساؤُهمْ
- نِيَاماً إِذَا داعي المَخافَة ِ نَدَّدَا
- وأكثرَ منَّا ذا مَخاضٍ يَسُوقُها
- لِيَنْتِجَهَا قَوْمٌ سِوَانَا ونُحْمَدَا
- وأَخْلَجَ نَهَّاماً إذا الخيلُ أوْعَثَتْ
- جَرَى بِسِلاَحِ الكَهْلِ والكَهْلِ أَحْرَدَا
- وأعظمَ جُمهوراً منَ الخيلِ خَلفَهُ
- جماهيرُ يَحْمِلْنَ الوَشيجَ المُقَصَّدا
- تَخَرَّمُ خَفَّانَيْنِ،واللَّيْلُ كَانِعٌ،
- وكَشْحاً وآلاتٍ ، تُغاوِلُ مِعْضَدا
المزيد...
العصور الأدبيه