الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ابن مقبل >> أناظرُ الوَصلُ أمْ غادٍ فَمَصرُومُ >>
قصائدابن مقبل
أناظرُ الوَصلُ أمْ غادٍ فَمَصرُومُ
ابن مقبل
- أناظرُ الوَصلُ أمْ غادٍ فَمَصرُومُ
- أمْ كلُّ دَيْنِكَ مِن دَهماءَ مَغْرومُ
- أمْ ما تَذَكَّرُ مِن دَهماءَ إذْ طعلَتْ
- نَجْدَيْ مَرِيعٍ،وقَدْ شَابَ المَقَادِيمُ
- هَلْ عاشقٌنَالَمن دَهْمَاَءَ حاجَتَهُ
- في الجاهلية ِ قبلَ الدِّينِ مَرْحومُ
- بَيْضُ الأَنُوقِ بِرَعْمٍ دونَ مَسكنِها
- وبِالأبارِقِ من طِلحَامَ مَرْكُومُ
- وطفلة ٍ غَيْر جُبَّاءٍ،ولا نَصَفٍ
- من سرِّ أَمثالهَا بادٍ ومَكتُوم
- خَوْدٌ تَلَبَّسَ إلْبابَ الرجالِ بها
- مُعطًى قليلاً على بخلٍ،وَمحْرُوم
- عانَقْتُها ، فانْثَنَتْ طَوعَ العِناقِ ، كما
- مالتْ بِشَاربِها صَهْباءُ خُرطُومُ
- صِرْفٌ،تَرَقْرقُ في النَّاجُودِ،نَاطلُها
- بالفلفُلِ الجَوْنِ والرُّمَّانِ مخْتُومُ
- يَمُجُّها أَكْلَفُ الإسْكابِ وافَقَهُ
- أيدِي الهَبَانِيقِ،بِالمَثْنَاة ِ مَعْكُومُ
- كأَنَّها مَارِنُ العِرْنِينَ مُفتَصلٌ
- منَ الظِّباءِ ، عليهِ الوَدْعُ مَنْظومُ
- مُقَلَّدٌ قُضُبَ الرَّيْحَانِ،ذُو جُدَد،ٍ
- في جَوْزِهِ من نِجَاِر الأَدْمِ تَوْسِيمُ
- مِمَّا تَبَنَّى عَذارَى الحيِّ،آنَسَهُ
- مَسحُ الأكُفِّ وإلْباسٌ وتَنْويمُ
- مِنْ بَعْدِ ما نَزَّتُزْجِيهِ مُرَشِّحَة ٌ
- أَخْلَى تِيَاسٌ عَلَيْهَا فَالبَرَاعِيمُ
- لا سافِرُ اللحمِ مَدْخولٌ ولا هَبِجٌ ،
- كاسي العِظامِ ، لطيفُ الكَشْحِ مَهْضومُ
- وليْلَة ٍ مِثْلِ لَوْنِ الفِيلِ غَيَّرَهَا
- طُمْسُ الكَوَاكِبِ والبِيدُ الدَّيَامِيمُ
- كلَّفتُها عَنْدَلاً في مَشيِها دَفَقٌ
- تَفْري الفَرِيَّ إذا امتدَّ البَلاعيمُ
- فيها إذا الشَّرَكُ المجهولُ أخطأَهُ
- أُمُّ الأَدِلاَّءِ،واغْبَرَّ الأَيَادِيمُ
- مُعَوَّلٌ ، حين يستولي براكبِهِ
- خَرْقٌ كَأَنَّ مَطَايَا سَفْرِهِ هِيمُ
- باتَتْ على ثَفِنٍ لأمٍ مَراكِزُهُ
- جافى بهِ مُستعدَّاتٌ أَطاميمُ
- غَيْرَى على الشَّجِعَاتِ العُوجِ أَرْجُلُهَا
- إذَا تفَاضَلتِ البُزْلُ العَلاكِيمُ
- يهوي لها بينَ أيديها وأرجُلِها
- إذا اشْفَتَرَّ الحَصى حُمْرٌ مَلاثيمُ
- رَضْخَ الإماءِ النَّوى رَدَّتْ نَوازِيَهُ
- إذا استدَرَّتْ بأيديها المَلاديمُ
- إنْ يَنقُصِ الدهر منِّي فالفتى غَرَضٌ
- للدَّهرِ، مِنْ عُودِهِ وَافٍ ومَثْلُومُ
- وإنْ يكنْ ذاكَ مِقداراً أُصِبْتُ بهِ
- فَسِيرَة ُ الدَّهْرِ تَعْوِيجٌ وَتَقْوِيمُ
- مَاأَطيَبَ العَيْشَ لَوْ أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ
- تَنْبو الحوادثُ عنهُ وَهْوَ مَلْمومُ
- لا يُحرِزُ المَرءَ أنصارٌ ورابِيَة ٌ
- تأبى الهَوانَ إذا عُدَّ الجراثيمُ
- لاَتَمْنَعُ المَرْءَ أَحْجَاءُ البِلاَدِ،ولاَ
- تُبْنى لهُ في السمواتِ السَّلاليمُ
- فَقَدْ أُكَثِّرُ لِلْمِوْلى َ بِحَاجَتِهِ،
- وقَدْ أَرُدُّ عَليْهِ وَهْوَ مَظْلُومُ
- حَتَّى يَنُؤءَ بِمَا قَدَّمْتُ مِنْ حَسَنٍ
- إِنَّ المَوَاليَ مَحْمُودٌ ومَذْمُومُ
- وأُنْبِهُ الخِرْقَ لَمْ يَلْمِسْ بِمَضْجَعِهِ
- كَأَنَّهُ مِنْ قِتَالِ السَّيْرِ مَأْمُومُ
- ويُنْفِرُ النِّيبَ سَيْفِي بَيْنَ أَسْوُقِهَا
- لم يبقَ مِن سِرِّها إلاَّ شَراذِيمُ
- فَذَاكَ دأْبِيبِهَا حَالاً،وأَحْبسُهَا
- يَسْعَى بِاوْصَالِهَا الشُّعْثُ المَقَارِيمُ
- مِن عاتِقِ النبعِ لم تُغمَزْ مَواصِمُه
- حُذَّ المَتاقة ِ أغْفالٌ ومَوْسومُ
- في دَارِ حَيٍّ يُهِينُونَ اللِّحَامَ،وهُمْ
- للجارِ والضيفِ يَغْشاهمْ مَكاريمُ
- فِتايانُ صِدقٍ إذا ما الأمرُ جَدَّ بهمْ
- أَيْدِي حَوَاطِبِهِمْ دَامٍ ومَكْلُومُ
- قدْ أيقنوا أنَّ مالَ المرءِ يتبعُهُ
- حَقٌ عَلَى صَالِحِ الأَقْوَامِ مَعْلُومُ
- وهَيْكَلٍ كشِجَارِ القَرِّ مُطَّرِدٍ،
- في مِرْفَقَيْهِ وفي الأَنْسَاءِ تَجْرِيمُ
- كأنَّ ما بينَ جَنْبَيْهِ ومنْقَبَيْهِ
- مِن جَوْزِهِ ومَقطِّ القُنْبِ مَلْطومِ
- بتُرْسِ أعجمَ لم تَنْخَرْ مَثاقِبُهُ
- مِمَّا تَخَيَّرُ في آطَامِهَا الرُّومُ
- عَرَّجتُهُ رَائداً في عَازِبٍ عَرِدٍ
- جُنَّ النَّواصِفُ فيهِ واليَحاميمُ
- مِثْلُ الطرَابِيلِ،أُحْدَانُ الحَمِيرِ بِهِ
- تَفْلي مَعَارِفَهَا الجُونُ العَلاَجِيمُ
- شَذَّ الحَواليَّ عنها شَوْذَبٌ حَدِبٌ
- عَارِي النَّوَاهِقِ،بِالتَّنْهَاقِ مَنْهُومُ
- حَتَّى دُفِعْتُ لِمَسْتُورِي على عَجَلٍ
- في جَوْزِهِ ونَصِيلِ الرَّأْسِ تَقْدِيمُ
- كَأنَّهُ نَاشِدٌ نَادَى لِمَوعدِهِ
- عَبْدَ مَنَافٍ إِذَا اشْتَدَّ الحَيَازِيمُ
- يَثني على حامِيَيْهِ ظِلَّ حارِكِهِ
- يَوْمٌ قُدَيْدِيَمة َ الجَوْزَاءِ مَسْمُومُ
- فَصَامَ،شَوْكُ السَّفَى يَرْمي أَشَاعِرَهُ،
- نِيطَتْ بِأَرْسَاغِهِ مِنْهُ أَضَامِيمُ
- وَرَادُ نَقْعٍ على مَا كَانَ منْ وَحَلِ
- لاَيُسْتَهَدُّ إِذَا مَا صَوَّتَ البُومُ
المزيد...
العصور الأدبيه