الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> يشقُّ عليَّ أنْ تشقى بحبسِ >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- يشقُّ عليَّ أنْ تشقى بحبسِ
- وأنْ تبقى لرشٍّ أو لكنسِ
- تكبَّلُ بالحديد وكنتُ أخشى
- محاذَرَة ً عليك من الدمقس
- وعزَّ عليَّ أنْ تبقى بدار
- وما يُلفى بها غيرُ الأخسّ
- أَتَخْدِمُ كلَّ مبتذَل حقير
- إذا ما بِيعَ لا يُشرى بفلس
- وكنتُ أغار إنْ رمقتك عينٌ
- تلوّثُ عرض صاحبها برجس
- تطوف بك الوجوه الغبر منهم
- كما طافت شياطين بإنسي
- ولو مكِّنتُ مما أشتهيه
- خَدَمْتُك دون أصحابي بنفسي
- تقول سلوتني ونقضتَ عهدي
- وخنتَ مودَّتي ونسيتَ أنسي
- معاذ الله أنْ أسلوك يوماً
- ويومي في غرامك فوق أمس
- تحدّثُ عن هواك دموعُ عيني
- بألسنة ٍ من العبرات خرس
- يجول عليك طول الليل فكري
- وأصبح فيك محزوناً وأمسي
- وأذكرُ ما مضى من طيب عيش
- فآكل راحتي وأعضُّ خمسي
- فمن غزلٍ يروق لديك مني
- ومن نغم يَلَذُّ وشربِ كأس
- فآها ثم آهاً ثم آهاً
- على قمرٍ يدير شعاع شمس
- فما أغلى ليالينا وأحلى
- لقد بيعت لشقوتنا ببخس
- ليلي كانت اللّذات فيها
- وأيّام لنا أيّام عرس
- مَضَتْ تلك السنون وفرّقتنا
- حوادث من خطوب الدهر بؤس
- رماها من قضاء الله رامٍ
- فأنفذَ سهمه من غير قوس
- ومن لي أنْ أزورك كلَّ يوم
- وأنْ أسعى على عيني ورأسي
- عسى لطفٌ من الرحمن يأتي
- ويسعدني بسعدٍ بعد نحس
- كما سعدَ العراقُ به ولاذت
- برأفته أفاضل كلّ جنس
- أرى ما يطمع الراجين فيه
- فأطمعُ في نجاتك بعد يأس
- سأُفْرِغُ للثناء عليه فكري
- وإملاء القريض عليك طرسي
- ومنه إليك قد حان التفاتٌ
- فأبشرْ في إزالة كل نكس
- فبادر بالدعاء له وأخلص
- وأنذرْ نتفَ لحية ِ كلّ وكس
المزيد...
العصور الأدبيه